تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الأمير نايف في الاعلام الغربي: مسّعر حرب ورجل سلام

محطة أخبار سورية-

تثير شخصية الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود الوريث الجديد لعرش المملكة والحاكم المستقبلي المحتمل جدلا كبيرا في الصحف الغربية، حول مستقبل الحكم في المملكة البترولية، في وقت يشهد تغييرا لم يسبق له مثيل في الداخل وعلى مستوى الشرق الأوسط كله.

ففي الوقت الذي يرى فيه بعض الكتاب الغربيين أن الأمير نايف بن عبد العزيز حليف جيد لبلادهم، في مواجهة إيران التي يشتهر بموقفه المتشدد منها، يرى فريق آخر أن شخصية الأمير نايف بن عبد العزيز تمثل تهديدا خطيرا لمستقبل السلام في المنطقة.

ويعتبرون أيضا أنه خلال وجوده في منصب وزير الداخلية، أشرف على جهود المملكة في مكافحة الإرهاب في المنطقة التي فككت بالفعل شبكة محلية لتنظيم القاعدة.

لكنه من ناحية أخرى يمثل بالنسبة إلى البعض الآخر شخصية محافظة، لها علاقات وثيقة بعلماء الدين الوهابيين الذين يؤيدون الفصل بين الرجال والنساء، وظلوا يقاومون محاولات إجراء إصلاحات متواضعة مثل إقامة أول جامعة للتعليم المختلط في البلاد، ومنح النساء حق التصويت".

وقالت الكاتبة برونوين مادوكس  في مقال لها بصحيفة "التايمز" البريطانية: "الأمير نايف الذي اختير وليا للعهد، ذاع صيته بأنه رجل متشدد إبان فترة توليه وزارة الداخلية حيث بدا متضايقا من سلسلة الإصلاحات المحدودة التي أعلنها الملك عبد الله.

 وأضافت: "غير أن المسئولين الأمريكيين الذين يؤيدون صعود نجمه يتحدثون فيما بينهم أن ولي العهد السعودي الجديد سيدير الأمور بواقعية وسيتخذ موقفا متشددا ضد إيران".

وتبين مادوكس فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، أن الاعتقاد السائد لدى المسؤولين في الغرب بأن خطر قيام إسرائيل بتوجيه ضربة جوية لإيران يتعاظم بسبب الاضطرابات في المنطقة من جهة، ونظرا لشعور إسرائيل المتزايد بالعزلة منذ سقوط نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك.

واعتبرت الكاتبة "أن قضايا تجارة الغرب مع الصين أو حتى الأزمة التي تعصف حاليا بمنطقة اليورو تبدو من قبيل الترف في السياسة الخارجية إذا ما قورنت بخطر المواجهة المحتملة بين السعودية وإيران، خاصة بعد اختيار الأمير نايف وليا  للعهد" .

وكان الأمير نايف قد عين نائبا ثانيا لرئيس الوزراء عام 2009 حين سافر سلطان خارج البلاد لقضاء فترة نقاهة، مما جعله المرشح لشغل منصب ولي العهد.

وتمكن الأمير نايف خلال العقود التي شغل فيها هذا المنصب من تعزيز سلطته في الحكومة لتمتد إلى شؤون السياسة الخارجية والدينية والإعلامية.

ويشرف على إجراءات تنظيم الحج، كما يترأس عملية التنسيق الأمني مع اليمن ودول أخرى في مساع لوقف التسلل أو تهريب المخدرات والأسلحة عبر الحدود إلى السعودية.

وترى صحيفة "وول ستريت جورنال" أن وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز، الذي كان من المفترض أن يكون وريث العرش مستقبلاً، فتح الباب أمام الأمير نايف ليكون ولي العهد القادم".

لكن هذا الاحتمال حسب ما ذكرت الصحيفة سيزعج الليبراليين السعوديين الذين يؤكدون أن سجل الأمير نايف كوزير للداخلية منذ عام 1975، يشير إلى قمعه لبعض الإصلاحات، هذا بالإضافة إلى حملاته ضد المعارضين السياسيين.

في حين وصفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية الأمير نايف بن عبد العزيز قبيل تعيينه ولياً للعهد بأنه رجل يتمتع بشخصية واقعية وعملية.

ونسبت الصحيفة لخبراء قولهم إن الأمير نايف "رجل صريح له قناعاته الخاصة حول مختلف القضايا، ونزعة لاستئصال أي تهديد فعلي".

ووصفه دبلوماسي غربي "بأنه شخصية واقعية محافظة على قناعة بأن الأمن والاستقرار أمران ضروريان للحفاظ على حكم آل سعود، وضمان الرخاء للمواطنين السعوديين".

فقد كتب "ريتشارد سبنسر" فى صحيفة " ديلى تلجراف" البريطانية أن تعيين الأمير نايف المعروف بتشدده ومواقفه من الدعوات الإصلاحية وتصنيفه على أنه من المحافظين في منصب ولى العهد الجديد، قد يحدث ردود فعل شعبية غير مرغوبة للعائلة المالكة.

ونقلت الصحيفة عن "تيودور كاراسكى" مدير الأبحاث في معهد الشرق الأقصى ومحلل الشؤون العسكرية الخليجية، أن الربيع العربي دعم قبضة الأمير نايف، خصوصا في ظل تنامى المخاوف من الدعوات الشعبية لإزاحة العائلة المالكة من الحكم. ولكن يبدو أن ذلك لن يحدث، فالملوك باقون وسيدافعون عن أنفسهم .

ويقول كريستوفر بوسيك، الباحث في برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: "إن تعيين الأمير نايف وليا للعهد هو"خطوة طبيعية،" فهو النائب الثاني لرئيس الوزراء".

 وأضاف أن "الأمير نايف تقلد منصب وزير الداخلية في البلاد منذ عام 1975 وله سمعة باعتباره المحافظ المقرب من المؤسسة الدينية وليس مقربا جدا من الغرب."

وأوضح بوسيك إلى أنه "خلال وجود الأمير نايف في منصب وزير الداخلية، أشرف على جهود المملكة في مكافحة الإرهاب" مشيرا إلى أن السعودية هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي فككت بالفعل شبكة محلية لتنظيم القاعدة.

وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما وجه تهنئة الى القيادة السعودية اثر اختيار الامير نايف وليا للعهد، مشيرا الى ان الولايات المتحدة "تعرف وتحترم" التزامه مكافحة الارهاب.

وأضاف اوباما في بيان صادر عن البيت الابيض "اهنئ الملك عبدالله والسعوديين بعد اختيار الامير نايف بن عبد العزيز وليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية".

وتابع "لقد خدم الأمير نايف بلاده بتفان وامتياز اكثر من 35 عاما كوزير للداخلية، والولايات المتحدة تعرفه وتحترم التزامه بمكافحة الإرهاب ودعم السلام والأمن في المنطقة".

يذكر أن عدم وجود دستور للمملكة جعل عملية انتقال السلطة تعتمد على التوافق بين الأقطاب النافذين من الأبناء الذكور للملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، مؤسس الدولة السعودية الحديثة عام 1932.

كما أن توريث الحكم لدى آل سعود يختلف عن باقي الأنظمة الوراثية العربية، في أن المُلك كان ينتقل خلال السنوات الماضية من الأخ إلى أحد الإخوة، وليس من الأب إلى "أكبر الأبناء."

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.