تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

العماد عون: التفاهم مع حزب الله لا يزال قائماً على المستوى الاستراتجي

 

أوضح رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون أن اللقاءات التي عقدها مع العديد من السفراء في الرابية في الأيام الأخيرة تندرج ضمن "مبادرة إنفتاح على الجميع وانطلاقاً من هذه المبادرة سيكون هناك حوار حول المشاكل المعترضة في لبنان بسبب أحوال الشرق الأوسط، سواءً في سوريا أوّ أيّ بلدٍ صديق لنا، ولربّما نجحنا في تمرير بعض الأفكار التي تمكّننا من إحداث تقارب مع الأطراف المتنازعة في لبنان".

 
وأكد، في حديث عبر إذاعة "مونت كارل"، أنه "لم يكن هناك توتّر في العلاقة مع السعودية، بل كانت هناك سياسات مختلفة"، مشدداً على أننا "لا نصل إلى العدائيّة في السياسة، حتّى ولو كانت المواف مختلفة، لأنّه حتّى بالإختلاف، من الممكن المحافظة على العلاقة، لأنّ انقطاع العلاقة يؤدّي إلى العداء، وانطلاقاً من هنا، نحن نريد أن نبقى منفتحين على الجميع".
 
وفي ما يتعلق بالعلاقة مع "حزب الله"، شدد على أن التفاهم مع الحزب لا يزال قائماً على المستوى الإستراتيجي.
 
ورداً على سؤال حول إن كان الحراك الأخير هو في إطار قيام "التّيار الوطني الحر" بإعادة تقييم حلفائه مع الحلفاء ومع الخصوم، قال: "بالتّأكيد فبعد كلّ مرحلة من المراحل نقيّم نحن علاقاتنا مع الآخرين ونقيّم أيضاً القرارات إذا كانت صحيحة أو لم تكن صحيحة، ولكن هذا التّقييم لا علاقة له بما قلتَ أنّه حدث مؤخّراً، إذ هذا الحراك هو في سبيل خلق مناخ جديد يؤدّي إلى التّقارب بين جميع مكوّنات المجتمع اللّبناني".
 
وأكد أنه لم يتلق دعوة من أجل زيارة السعودية، مشيراً إلى أن أمر تلبيتها في حال قدمت متروك للظروف.
 
وأشار إلى أن "هناك شقان من العلاقات مع حزب الله، شقّ يتعلّق بالدّاخل اللّبناني وشقٌّ استراتيجي يتعلّق بالمقاومة. في الشقّ الثاني، هناك قناعة منّا على أنّه وفي الظّرف الحاضر تشكّل المقاومة نوعاً من الرّادع لإسرائيل وهذا ما يحفظ أمننا، أما في ما يتعلّق بعلاقات حزب الله في الخارج، فلا علاقة لنا بها".
 
وحول ذهاب "حزب الله" إلى سوريا، أشار إلى أنه "سبق وتحدثّت عن هذا الموضوع وسبق وحذّرت من حالة الفراغ على الحدود والتي تتحمّل مسؤوليته الحكومة اللّبنانية، فهي أفرغت الحدود من المراقبة على مسار عكّار - عرسال، الأمر الّذي أدّى إلى دخول وخروج المسلّحين من سوريا، وكاد هذا الموضوع يوصل الى حربٍ أهلية بين عرسال والهرمل. بعدها أُجبِرَ حزب الله إلى الذّهاب إلى هناك لوضع حدّ للأمر".
 
ولفت إلى أن "الحزب عبَر الحدود حتّى القُصَير كي يُبعدَ المسلّحين من الجهة السّورية. حدثت عودة سوريا إلى البقاع من جهة الحدود مع سوريا، وذلك أدى فيما بعد الى قتال حزب الله في القُصَير. من هنا قلتُ إنّنا من ناحية المبدأ نحن ضدّ التّدخل في الخارج، ولكن في الموضوع هذا تحديداً صارت هناك وجهتا نظر: واحدة تنصّ على وجوب تدخّل عناصر حزب الله لأنّهم يمنعون الحرب الأهلية الّتي تطل من البقاع، وأخرى تعتبر أنّه لم يكن من المتوجّب على هذه العناصر أن تذهب"، لافتاً إلى أن "الحزب يريد أن يتعامل مع الحدث كما تعاملت تركيا وقطر وغيرهما من الدول. هذا شأنه هو ولا أعلّق عليه أنا".
 
ورداً على سؤال حول سلاح "حزب الله"، قال: "يجب التّمييز بين السّلاح الدّاخلي وهو سلاح الدّفاع عن الحدود اللّبنانية. سلاح حزب الله لم يكن منتشراً في أيّ مكان في لبنان، بل كان موجوداً على الحدود ولا يزال".
 
وأضاف: "الحزب موجودٌ في سوريا، ولكن ألم يذهب الكثير من اللّبنانيين من طرابلس وعكّار إلى سوريا؟! من كان البادئ بالمشاركة بالحرب فيها؟! أنا أعتبر البادئ هو الأظلم. لقد ذهب الكثيرون من لبنان خصوصاً من طرابلس وعكّار ليقاتلوا في سوريا، وعلى نفس النّمط ذهب حزب الله أيضاً ليقاتل في سوريا إلى جانب النّظام، إذ إنّ أي تدخّل يحصل من جهةٍ معيّنة سيولّد تدخُّلاً من جهةٍ أخرى".
 
وتابع: "لقد حاولت كثيراً إقناع الحكومة بتطبيق سياسة النّأي بالنّفس على المواطنين منذ بداية الأحداث وقبل أن يتدخّل حزب الله، فقد ناديت رئيس الوزراء عدّة مرّات وقلت له: "نحن معك في أن تنأى بنفسك عن الأحداث في سوريا ولكن النّأي بالنّفس عن عكّار وطربلس وعرسال سينقل المنطقة إلى مرحلة مواجهة". وقد جاءت المواجهة نتيجة إهمال الدّولة. لم يكن في بال أحد أنّ حزب الله واللّبنانيين سيحاربون في سوريا ولكن هذا ما وصلنا إليه".

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.