تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

حجو "ضيعة ضايعة" ليس كوميديا سياسية

مصدر الصورة
الثورة - SNS

الليث جحو مخرج شاب يمتلك رؤيا إبداعية فيما يقدم فهو صاحب مشروع حقيقي يترجمه عبر خياراته الإخراجية ، ربما لمن تابع مسيرة أعماله يكتشف مدى جديته في عمله وجهده لتقديم المختلف والمتنوع ،‏

 
يؤمن بالتجريب ويخوض في غماره باحثاً في كل مرة عن أدوات ومفاتيح جديدة تكرس وتعمق رؤيته الإبداعية وتزيد مشروعه الفني تجذراً وعمقاً .. وهو يعكف حالياً على إخراج الجزء الثاني من (ضيعة ضايعة) في قرية السمرا على الساحل السوري .. حول هذا العمل وجديده القادم كان لنا معه هذا اللقاء :‏‏‏
 
ـ سبق وقلت حول مسلسل «ضيعة ضايعة» : (لا أريد الدخول في متاهة الأجزاء كما حصل في «بقعة ضوء» لينتهي الأمر إلى استثمار نجاح هذا المشروع) .. فما الذي تغير ؟‏‏‏
 
الذي تغير قراءة نصوص جيدة ، إضافة إلى أن قراءة الجو العام بيني وبين الشركاء الذين صنعوا هذا المشروع كانت تدعو للتفاؤل بمعنى أنه لم يكن هناك معالم مشكلة بيني وبين ممثلين أو كاتب أو شركة .. كما حصل في (بقعة ضوء) في أجزائه اللاحقة ، ففي مشروع (ضيعة ضايعة) لم يكن هناك أحد يحاول سرقة جهد الآخرين كما حدث في (بقعة ضوء) ، فالكل هنا يعترف أنه مشروع جماعي ونجح بجهد وشراكة الجميع ، وعندما وجدت أن الجو العام يهيئ أيضاً لنجاح العمل شعرت أنه ليس من خوف في تصوير جزء ثانٍ منه ، فمنذ انطلق التصوير حتى اليوم هناك حالة هدوء وتفاهم وانسجام بيني وبين القائمين على صناعة العمل .‏‏‏
ـ تحدثت عن (سرقة جهد الآخرين) فهل هناك من سرق جهد الآخرين في (بقعة ضوء) ؟‏‏‏
 
عندما أصبح هناك محاولة ادعاء وتلميح من قبل بعضهم بأنه مشروع فردي وطُرِحت أسماء فردية وكأنها هي صاحبة المشروع .. عندها كان هناك سرقة لجهد الآخرين ، فبقعة ضوء لم يكن مشروع أفراد بشكل منفصل ، ولكن عندما أصبح هناك ادعاء من قبل أشخاص قائمين على صناعته بأنه مشروعهم الخاص وسُرق منهم .. الحقيقة أنهم هم من سرق نجاحه .‏‏‏
 
ـ (بقعة ضوء) قد يكون حاضراً بشكل أو بآخر في رمضان القادم فهل تشعر أنك معني به ؟‏‏‏
 
أتمنى له النجاح ولكني لم أعد معني بالأجزاء اللاحقة لهذا المشروع .. إنني مسؤول حتى اليوم عن أجزائه الأولى ابتداءً من تسميته (بقعة ضوء) وحتى آخر مشهد في الأجزاء الأولى التي هي ( الأول ، الثاني ، الرابع) .‏‏‏
 
أحن إليه في أجزائه السابقة وأعترف أن هذا العمل صنعني فكان أول مشروع إخراج بالنسبة إلي وأتاح أمامي فرصة التجريب على جميع المستويات والأنواع مما أعطاني الجرأة والمد لأختبر أدواتي في لوحاته ، الأمر الذي جعلني حتى اليوم أستثمر هذا التجريب فكل تفصيل أشتغله في أعمالي اللاحقة هو مُستمد منه .‏‏‏
 
ـ أول عمل يشارك فيه الفنان نضال سيجري بعد الأزمة الصحية التي مر بها هو (ضيعة ضايعة) .. فكيف لمست عمله وطريقة تعامله ..؟‏‏‏
 
(ضيعة ضايعة) بالنسبة لنضال كان جزءاً أساسياً من العلاج وشكل له دافعاً قوياً جداً لتجاوز الأزمة بأسرع وقت ممكن ، فكان هاجسه أثناء العلاج كيف يمكنه التنسيق بين مواعيد العلاج مع مواعيد التصوير ، حتى إنه قبل أن يسأل الطبيب عن وضعه الصحي سأله (متى أستطيع التصوير) .‏‏‏
 
ـ ما الموضوعات الجديدة المطروحة في العمل ؟ وإلى أي مدى تحوي عمقاً أكبر ؟‏‏‏
سعينا لأن تكون أكثر عمقاً وتحمل هموماً أكثر جدية لها علاقة بالشارع العربي وبترتيبات اجتماعية وإنسانية أحياناً وبظرف سياسي في بعض الأحيان ، ولكن لن ندعي أنه كوميديا سياسية فالعمل حافظ على شكله من حيث البساطة والكوميديا الموجهة لجميع الشرائح ، وقد لاحظنا بعد عرض الجزء الأول أن هناك شرائح مختلفة عمرياً وثقافياً وفكرياً تباينت محبتها ورغبتها في مشاهدته ، فحاولنا المحافظة على هذه الشرائح وألا نحمّله أكثر مما يحتمل ، ولكن الكاتب ممدوح حمادة كاتب ذكي قدم نصاً يمتلك حساسية عالية واستطاع أن يمرر عبره رسائل (مسجات) هامة على الصعيدين الفكري والإنساني ، وبالتالي إن وصلت تحققت غايتنا وإن لم تصل فعلى أقل تقدير حقق العمل المتعة .‏‏‏
 
ـ تناول كوميديا الفارس والمبالغة أمور يحذر منها المخرجون ويهرب منها الممثلون ورغم ذلك خضت غمارها !؟‏‏‏
 
لدي الرغبة دائماً بالتجريب ، فليس من الخطأ أن نفشل وإنما ألا نجرب ، وإن استعرضت التنوع الذي قدمته أجد أنني كنت بحاجة لتقديم هذا النوع ، فقد بدأت بالكوميديا عبر (بقعة ضوء) وكان فيها مساحة واسعة للتجريب ومن ثم انطلقت لأكون اختصاصياً أكثر فمن (بقعة ضوء) خرج (ما في أمل) الذي كان نوعاً جديداً ، ثم الحالة الرومانسية في (أهل الغرام) ، و العمل الواقعي (الانتظار) ومن ثم العمل البدوي في (فنجان دم) ، وبالتالي كنت بحاجة لعمل أبعد ما يكون عما قدمت ، فكان أمامي هذا النوع الكوميدي وأحببت خوض التجربة فيه لأرى إلى أين يمكن أن نصل وقد اكتسبت المعرفة منه .‏‏‏
 
ـ كيف تنظر لتجربة المخرج هشام شربتجي في هذا المنحى ؟ وما الفارق بين التجربتين ؟‏‏‏
 
تجربة الأستاذ هشام شربتجي تستحق الاحترام كله لأنها تجربة جريئة فقد غامر ولم يقف عند حدود مضمونة النجاح ولم يستسهل بتقديم هذه التجربة وهو يختلف عن الكثير من زملائه بأنه دخل في مساحة المغامرة وتجاوز الحدود التقليدية والكلاسيكية فعرّض نفسه للنقد .‏‏‏
 
ـ سبق وقلت : (الكوميديا مشروعي المفضل دائماً) ولكن كثيرين يرونها جنساً فنياً من الدرجة الثانية حتى إن فنانين انطلقوا منها باتوا يخجلون من العمل فيها ؟‏‏‏
 
للأسف فإن هذا الجنس الفني مظلوم على جميع مستوياته رغم أنه الأبقى ، فعلى سبيل المثال حتى اليوم ما تتم إعادة عرضه من أرشيف الأبيض والأسود هو الكوميديا فعمل مثل (صح النوم) مازال يحتفظ بكاريزما خاصة لا بل بات جزءاً من تقاليدنا فنتابعه في الأعياد و المناسبات ، ولكن للأسف أسيء التعامل مع الكوميديا فحتى في المهرجانات يتم تصنيفها كدرجة ثانية ، ولكن في النتيجة الكوميديا هي من حقق لي الحضور السريع عبر (بقعة ضوء) ولولاها لما تجاوزت المرحلة بهذه السرعة .‏‏‏
 
ـ هل سيكون هناك جزء ثالث من مسلسل (أهل الغرام) ؟‏‏‏
 
لقد صورت منه ثلاث حلقات فقط ولم تتوفر حلقات أخرى مناسبة فتوقفت ريثما تكتمل حلقاته ، وهذا المشروع أنجزه بين فترة وأخرى بفترات متباعدة عندما تكتمل النصوص ، واستمتع فيه وأعتبره المتعة وأقدمه بهدوء بعيداً عن الحالة التجارية .‏‏‏
 
ـ هل ستكون نصوص حلقات الجزء الثالث مأخوذة من قصص مُرسلة من قبل أشخاص ؟‏‏‏
 
كلها قصص موجودة في الحياة نجمعها بين فترة وأخرى من الكُتاب ومن الرسائل ، وكلما وجدنا أنه أصبح لدينا عدد مقبول من الحلقات نصورها ، وأشعر أنني محظوظ لأني أتعامل مع شركة تتعامل مع الفن بطريقة فنية فهي غير ملتزمة بهذا العمل تجارياً في أن يكون جاهزاً للعرض بوقت معين ، فهذا المشروع بالذات تتعامل معه شركة سامة كمشروع فني يتعلق بالمزاج ونقدم فيه حالة من التجريب ونتلمس شكل الدراما التلفزيونية وأين يمكن أن تتقاطع من العرض السينمائي .‏‏‏
 
 
                             

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.