تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تركيا: من صفر مشاكل إلى صفر جيران؟!

 اعتبرت الأوساط السياسية قرار الرئيس التركي المنتخب رجب طيب أردوغان اختيار أحمد داوود أوغلو لرئاسة الحكومة إشارة منه إلى استمرار السياسة الخارجية التي يطبقها وزير الخارجية الحالي أحمد داؤود اوغلو منذ نهاية ٢٠٠٢، حتى بات يعتبر مهندس هذه السياسة. كذلك، أطلقت بعض الأوساط الأميركية عليه لقب «كيسينجر الشرق الأوسط»، وخصوصاً بعد نجاح أنقرة في تطبيق نظريته «صفر مشاكل مع دول الجوار». هذه المقولة بدأ بتطبيقها عبد الله غول، رئيساً للوزراء، عندما زار سوريا بداية ٢٠٠٣ في إطار جولة إقليمية لمنع الحرب الاميركية على العراق، وشملت آنذاك سوريا ومصر والأردن والسعودية والكويت وإيران.

وحين جاءت موجة «الربيع العربي» ونتائجها الأولية، فُضحت حقيقة الأيديولوجيا العثمانية الجديدة التي تحمل في طيّاتها زعامة تركيا «السنية» للمنطقة العربية بواسطة الإخوان المسلمين. ودفعت هذه الأيديولوجيا أنقرة إلى استنفار كل إمكاناتها من أجل التخلّص من الرئيس بشار الأسد ومن يدعمه في إيران والعراق ولبنان، بل وحتى تركيا (زعيم حزب الشعب الجمهوري كليجدار أوغلو)، وهو ما أعلنه أردوغان وداوود أوغلو أكثر من مرة. وتحمّلت أنقرة الدور الأساسي في المشروع الغربي ـ الإقليمي للتخلص من النظام السوري، حيث احتضنت الأراضي التركية منذ اليوم الأول الفعاليات الخطيرة كافة ضد سوريا، وأهمها فتح الحدود على مصراعيها امام الآلاف من التكفيريين الذين جاؤوا إلى تركيا وانتقلوا عبرها الى سوريا للقتال ضد الدولة السورية بأموال وأسلحة خليجية وغربية. وأدى داوود أوغلو الدور الأساسي في مجمل هذه السياسات الخطيرة لأنه كان المشرف المباشر على هذه التحركات.

وبخلاف سياسة «صفر مشاكل»، كانت السياسة الخارجية التي اعتمدها داوود أغلو كافية لـ«تصفير» جيران تركيا. إذ تدهورت علاقات أنقرة مع سوريا والعراق وإيران ولبنان، بل وحتى مع روسيا وأرمينيا التي تضامنت مع دمشق. تلا ذلك التوتر في العلاقات التركية ـ المصرية، ثم مع السعودية والإمارات التي دعمت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لتصل أنقرة بذلك إلى المزيد من «الأصفار» في خانة العلاقات الخارجية التركية التي لم يبقَ لها في المنطقة سوى رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني وأمير قطر تميم، وصولاً ربّما إلى «الخليفة» البغدادي ودولته المزعومة على حدود تركيا!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.