تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير: العراق في المخاض الطويل!!

 يصل إلى بغداد اليوم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في وقت يمر العراق بتطورات وتوترات عدة متسارعة، شملت عدداً من التفجيرات في كركوك وبغداد وأربيل في ما يبدو ثأراً لمقتل حوالى 70 سنياً في هجوم شنته ميلشيات  على مسجد في ديالى أول من أمس. وانسحب بعض الكتل السنية من مفاوضات تشكيل الحكومة تزامناً مع انسحاب مجموعات سنية مسلحة كانت تتفاوض، تحت رعاية أميركية، مع مسؤولين من بغداد في كل من عمان وأربيل.

وقالت مصادر في بغداد إن «جيش المجاهدين» في محافظة الأنبار انسحب من ناحية الكرمة وأخلى المنطقة لصالح تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) ضمن تسوية بعد رفض «جيش المجاهدين» مبايعة «داعش» والامتناع عن تسليم قتلة اثنين من القادة العسكريين للتنظيم في الأنبار، فيما شهدت كركوك مقتل 15 شخصاً على الأقل وإصابة 60 آخرين في تفجير شبه متزامن لثلاث سيارات مفخخة، وفق ما أفادت الشرطة ومصادر طبية. كما شهدت بغداد سلسلة تفجيرات استهدف أحدها مقراً للاستخبارات.

ونقلت الحياة عن مصادر إيرانية إن ظريف يحمل رسالة من الرئيس الإيراني حسن روحاني لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تعرب عن استعداد طهران لوضع إمكاناتها كافة تحت تصرف الحكومة الجديدة من أجل إنجاح مهمتها، فيما كذّبت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية، أمس الادعاءات التي تحدثت عن تواجد عناصر من قواتها العسكرية داخل الأراضي العراقية.

وتعرض فصيل «جيش المجاهدين»، وهو واحد من 11 فصيلاً مسلحاً كانت تعتزم الإعلان عن جبهة سنية لمحاربة داعش على وفق ضمانات محلية ودولية وأميركية، إلى نكسة في بلدة الكرمة قرب الفلوجة، عندما اضطر مقاتلوه إلى إلقاء سلاحهم والاستسلام لمسلحي «داعش» الذين ذكرت الأنباء أنهم أقاموا استعراضاً عسكرياً لعرض معتقلي «جيش المجاهدين».

من جانب آخر، أعلن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن أن واشنطن تدعم نظاماً فيدرالياً في العراق. وفي مقال نشر في صحيفة واشنطن بوست، اقترح بايدن الذي يؤيد منذ فترة طويلة خطة تقضي بتقسيم العراق الى ثلاث مناطق تتمتع بحكم ذاتي للشيعة والسنة والأكراد، "قيام نظام فيدرالي فاعل" كوسيلة لتجاوز الإنقسامات في العراق. وكتب بايدن أن خطة من هذا النوع "ستؤمن تقاسماً عادلاً للعائدات بين كل الأقاليم وتسمح بإقامة بنى أمنية متمركزة محلياً مثل حرس وطني لحماية السكان في المدن ومنع تمدد "الدولة الإسلامية"، وفي الوقت نفسه تضمن حماية وحدة وسلامة أراضي العراق".

واعتبر زهير ماجد في الوطن العمانية أنّ طرح بايدن ليس سوى جزء من خطة كبرى تتلاءم مع طبيعة النظرة الصهيوـ أميركية للوطن العربي، ونصر على استعمال هذا التعريف (الوطن العربي) في مواجهة التعريفات التقسيمية، أو حتى تلك التي يتم تداولها باسم “دولة الخلافة” أو “الدولة الإسلامية” الداعشية، وكأنها صارت أمرا واقعا، في حين أن تكرارها كما يحصل في أجهزة الإعلام، قد يكون مقصودا من البعض، أو جهلا من البعض الآخر. إذ يتضح من خطة بايدن، سعي لتثبيت منطقة تواجد “داعش” واعتبارها أمرا واقعا لا يمكن تغييره، فتكون هي الجزء الفيدرالي المتحكم برقاب عراقيين من أصل عراقي ومما هو أبعد من انتماء عربي... نحن أمام مقادمات لنهايات يراد لها أن تستقر على مفهوم إعادة النظر حتى بالشكل المقسم للأمة... يصعب كثيرا قبول فكرة بايدن أو أي مثيل لها، ونفترض سلفا أن الشعب العراقي سيقاومها، مثلما يستعد لمقاومة الغزو “الداعشي”، ومن يعش يرَ.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.