تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns:هل تمدد "داعش" يجبر الغرب على إعادة حساباته؟

 أفادت صحيفة العرب اليوم الأردنية، أنّ تقارير الصحافة الغربية بدأت تمهد لاحتمالات التعاون الغربي والأمريكي مع سورية بعد فترة من القطيعة في إطار الخطة الجديدة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق خصوصا بعدما صرحت الإدارة الأمريكية بصعوبة حرب داعش في العراق من دون سورية. الاتصالات في المجتمع الغربي الدبلوماسي تتواصل عبر القناة الألمانية تحديدا لإجراء إتصالات عن بعد مع النظام السوري تحت عنوان محاربة الإرهاب. السفارة الألمانية في بيروت، بحسب المعلومات، هي من فتحت قنوات التواصل.

ونقلت النهار اللبنانية قول وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي إنها تعكف على سن قوانين جديدة للتعامل مع الاسلاميين المتشددين داخل بريطانيا ومنعهم من السفر الى الخارج للقتال مضيفة أن أمام بلادها شوطا طويلا لمكافحة "العقيدة المتطرفة القاتلة." واضافت :"سنخوض هذا الكفاح خلال سنوات وربما عقود عديدة. يتعين ان نمنح انفسنا جميع الصلاحيات القانونية التي نريد لها ان تسود." واشارت الى إن 500 مواطن بريطاني على الأقل سافروا للقتال في سوريا والعراق. وبعض المقاتلين في سن صغيرة تصل الى 16 عاما.

ولفتت الغارديان البريطانية إلى "تزايد الضغوط على الحكومات الغربية لاتخاذ إجراءات أكثر قوة في مواجهة "داعش" التي تحقق مكاسب مستمرة في كل من العراق وسوريا". ولفتت الصحيفة الى أن "الولايات المتحدة تفكر جدياً في توسيع غاراتها الجوية على مواقع "الدولة الاسلامية" في سورية لكنها بحاجة الى وجود قوة على الارض لتحقيق تقدم سريع واستفادة أكبر من هذه الغارات وهو ما يدفع واشنطن للتفكير أيضاً في دعم فصائل أخرى ولو بالتدريب لتعمل كقوات تقاتل بالوكالة عنها داخل الاراضي السورية".

من جانبها، أشارت الاندبندنت البريطانية الى أن "مقاتلي تنظيم "الدولة الاسلامية" يتقدمون بشكل مكثف في غرب سورية حيث تحولوا من التركيز على العراق بسبب الغارات الاميركية التي توقف تقدمهم ليركزوا بشكل أكبر على الساحة السورية". ولفتت الصحيفة الى أنه "اذا تمكنت "دولة الخلافة" من السيطرة بشكل جزئي أو كلي على حلب فإنها ستسيطر بشكل كبير على أغلب المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة للنظام السوري"، موضحة أن "ذلك قد يدفع الولايات المتحدة الى التعاون مع نظام الرئيس بشار الاسد سواء بشكل معلن أو بشكل سري لوقف زحف "الدولة الاسلامية" وتمددها".

ونقلت الصحيفة عن مصدر لم تفصح عنه تأكيدات بأن "واشنطن قامت بالفعل بإمداد الدولة السورية بمعلومات استخباراتية عن مواقع وجود عدد من قادة "الدولة الاسلامية" عبر استخدام تقنية ألمانية الصنع وهو ما يفسر حسب الصحيفة استهداف الطائرات السورية والمدفعية الثقيلة أماكن وجود بعض هؤلاء القادة بشكل أكثر دقة خلال الايام الماضية".

ورأت أن "المعارك العنيفة التي تشنها "الدولة الاسلامية" على مطار الطبقة العسكري في محافظة الرقة والذي يعتبر آخر معاقل النظام هناك، في حال سقط، ستفتح الطريق أمام مقاتلي "الدولة الاسلامية" للوصول الى حماه رابع أكبر مدن سوريا". وأشارت الصحيفة أيضاً الى أن "الدولة الاسلامية" نجحت في السيطرة على عدة مناطق هامة شمال غرب البلاد لتنجح في قطع طرق إمداد فصائل المعارضة الأخرى عبر الحدود التركية الى حلب"، مضيفةً أن "الغارات الجوية التي تشنها الطائرات الاميركية ليست الوسيلة الوحيدة التي يمكن ان يتدخل الغرب من خلالها لعزل "الدولة الاسلامية" واضعافها لكن يجب ان يتم حرمانها من تدفق المتطوعين الاجانب اليها والذي يتم عبر الحدود التركية بشكل رئيسي".

بدورها، ذكرت وول ستريت جورنال الأمريكية أن واشنطن مستعدة لـ"التحرك" في حال حصول أي تهديد لمصالح الولايات المتحدة، بحسب البيت الابيض الذي قال إنه يدرس بجدية امكانية شن ضربات عسكرية على مسلحي تنظيم "داعش" في سورية. وحذرت وزارة الحرب الاميركية من خطر تنظيم "داعش"، معتبرة أن القيام بعمليات في سوريا قد يكون ضروريا بعد أن كبحت الضربات الجوية في الاسابيع الاخيرة تقدم مسلحي التنظيم في العراق. ونقلت الصحيفة عن بن رودس مساعد مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي "اذا رأينا مؤامرة ضد الاميركيين، وتهديدا للولايات المتحدة من أي جهة كانت فإننا مستعدون لاتخاذ تدابير ضد هذا التهديد". وأضاف "كررنا ذلك مرات عدة إذا هاجمتم أميركيين فسنطاردكم أينما وجدتم، وهذا ما سيقود تخطيطنا في الايام المقبلة". وقال مسؤول عسكري أميركي للصحيفة نفسها إن تحضير ضربات على "أهداف هامة جدا" وشخصيات من الحركة قد يتطلب بين "ساعة وأسبوع". وأضاف "إذا تعلق الامر بمعسكرات تدريب فبإمكاننا القيام بذلك قريبا جدا".

ولفت نضال حمادة في مقاله في موقع قناة المنار إلى الغياب الروسي اللافت عن مسرح الاحداث المستجدة في الشرق الاوسط هذه الأيام، في وقت تعود فيه الولايات المتحدة بقوة الى العراق وسورية عبر صعود وتمدد تنظيم داعش في البلدين المذكورين.

هذا الابتعاد الروسي العلني والمؤقت حسب مصادر روسية في باريس لن يتعدى أواخر شهر تشرين أول المقبل موعد الانتخابات النيابية في أوكرانيا، حيث تخطط روسيا ومعها  بعض الشخصيات الأوكرانية لإضعاف سلطة اعداء موسكو في البرلمان الأوكراني تمهيدا لإضعاف الرئيس الاوكراني (بترو بورشينكو)، ومن ثم التوصل الى حل للصراع في شرقي أوكرانيا، بعد أن أكد الرئيس الروسي لمجموعة  من (اوليغارك) الأوكرانية المؤيدة لموسكو أنَّ روسيا لا تريد أبداً ضم شرق اوكرانيا، وهي متضررة كثيرا من الحرب هناك، وهذه الحال مع الاوكرانيين الذين يفقدون مئات ملايين الدولارات جرَّاء الحرب في شرق أوكرانيا التي تعتبر مركز الصناعة.

وأوضح الكاتب أنه في ظل هذه التطورات، عادت الاتصالات الروسية السعودية حسب المصادر نفسها، التي تؤكد أنَّ موسكو التي كانت أوقفت الحوار مع الرياض بعد بندر بن سلطان الى موسكو ولقائه الرئيس بوتين، أبلغت السعودية أنَّها قبلت بقناة الاتصال الجديدة عبر وزير الخارجية سعود الفيصل، الذي زار موسكو مرتين خلال الاسابيع القليلة الماضية. المصادر تقول إن الفيصل أبلغ الجانب الروسي خلال زيارته الاخيرة لموسكو بالموقف السعودي الجديد حول سورية ومفاده أنَّ الرياض لا تريد إسقاط النظام في دمشق، ولكنها تريد تغييرا في القيادة وتحديدا في مركز الرئاسة، وتضيف المصادر أن الفيصل أعاد على مسامع الروس فكرة حكومة انتقالية في سورية تسبقها تعديلات دستورية تنقل صلاحيات الرئيس. ويبدو في هذا الشأن أنَّ السعودية وبعض حلفائها الغربيين، يريدون تطبيق ما يسمونه النموذج  العراقي على سورية.

وتشير المصادر الى زيارة قريبة الى باريس يقوم بها ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز لبحث هذا الموضوع وتنسيق الجهود مع الجانب الفرنسي وتسويق الخطة دوليا خصوصا مع الجانب الروسي. وتأتي دعوة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند الى عقد مؤتمر دولي في باريس تحت عنوان (من أجل الأمن في العراق ومحاربة داعش)  لطرح هذا الموضوع تحديدا. الهدف الحقيقي من المؤتمر هو فتح بازار دولي جديد يقول برحيل الرئيس الاسد وبقاء النظام.

وأوضح الكاتب أنه في ظل غياب أية إستراتيجية واضحة من طرف الولايات المتحدة لمواجهة تصاعد نفوذ داعش وتمدده، لا تبدو آلية عمل الخطة السعودية الفرنسية الجديدة حول سورية قابلة للتطبيق بسبب الفارق الكبير بين الوضعين في العراق وسورية، ويأتي هذا كله في وقت تمرّ فيه العلاقات بين موسكو وباريس بفترة توتر بسبب العقوبات الاوروبية على روسيا الناتجة عن الحرب في أوكرانيا، وهو ما يمنع أي تواصل جدي حول الملف السوري بين الطرفين،  وليس هناك في الافق القريب والمتوسط ما يشير الى احتمال تحسن العلاقات، وتقول المصادر نفسها أن روسيا لا تثق كثيرا بالكلام الأميركي عن حرب داعش، وتنقل عن ضابط أميركي كبير هو رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال (مارتن ديمبسي) قوله (إن الجهد العسكري الأميركي يمكن أن يستغرق أشهرا، ويبقى محدودا، وكل ما نفعله حاليا هو وضع طبقة من الطلاء على الصدأ،  يمكن للطيران الأمريكي أن يؤثر في التوجهات التكتية، ولكنه لا يمكن أن يعوض عدم كفاءة الأخرين) انتهى كلام رئيس الأركان الأميركي.

وختم الكاتب بأنه في نفس السياق يبدو الغرب في حالة جهل تام بما ستؤول اليه أوضاع حلفائه في المعارضة السورية في ظل تفككها الميداني أمام داعش، وليس هناك من جديد في الميدان يجعل السوري وحليفه الايراني ومعهما روسيا يقبلون حاليا بطروحات رفضوها في ظروف أصعب وأكثر سوءا.

واعتبر سميح صعب في النهار اللبنانية أنّه ربما كان الصمت الغربي والعربي على "داعش" في سوريا منطلقه وظيفياً وتبريرياً، أي أن وجوده في سوريا يفيد في تآكل الدولة السورية وصولاً الى اسقاطه وخصوصاً بعدما تبين ان الرهان على ما تسميه الولايات المتحدة واوروبا معارضة سورية معتدلة ضرب من الوهم، إلا اذا كان الغرب بات يعتبر "جبهة النصرة" التي تمثل الفرع الرسمي لتنظيم"القاعدة" الام من المعارضات السورية المعتدلة. وأضاف الكاتب: رغم الاستفاقة المتأخرة للغرب على الخطر الذي يمثله "داعش"، فإن المقاربة المعتمدة في مواجهته لا تزال تنطلق من طرح تبسيطي للوضع الناشئ. أي أن النظام السوري هو السبب في نشوء "داعش" ولذلك فإن محاربة التنظيم يجب ان تعتمد على تحالف إقليمي لا يضم سوريا وإنما يعتمد على دول عربية خليجية وتركيا التي كانت النقطة التي دخل منها مقاتلو التنظيم الاصولي الى سوريا سعياً الى محاربة الدولة السورية، ليتبين في النهاية ان تركيا كانت تساهم في تقوية شوكة الجهاديين اكثر من أي دولة أخرى في المنطقة. وكان هذا يجري تحت سمع الغرب ونظره على رغم عامل الدهشة البادية الآن في العواصم الغربية من وحشية "داعش". وختم صعب بالقول: وها هي اميركا تنزلق مجدداً الى مشاكل الشرق الأوسط لأنها لم تتصد باكراً للخطر الجهادي وربما ظنّت في لحظة من اللحظات ان في امكانها احتواءه عندما يسقط النظام السوري، ليتبين في ما بعد خطأ هذا الرهان.

وفي الدستور الأردنية، اعتبر عريب الرنتاوي أنّ “داعش” هي ابنة هذه المنطقة، ووليدة سياقها الاقتصادي – الاجتماعي – الثقافي – السياسي – الأمني التاريخي، وهي ثمرة قراءة من قراءات الإسلام، تنحو لتكفير الدولة والمجتمع والمخالف من أتباع الديانات والمذاهب والمدارس الأخرى.. داعش، هي الابنة الشرعية “لفقهاء السجون والكهوف!!  “داعش” هي الابنة الشرعية لفشل الدولة العربية الحديثة في بناء دولة المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة.. داعش، وليدة أنظمة الركود والفساد والاستبداد.. داعش ثمرة مشاعر القهر الوطني والقومي، وتفشي حالات الفساد والفقر والبطالة والتهمش وانسداد آفاق العمل السياسي الديمقراطي... فهل نخرج من الثرثرة إلى فضاء التفكير العلمي المسؤول، الذي يتوخى فهم الظاهرة وتتبع سياقات تشكلها وتمددها، ويجترح الحلول لاحتوائها وتخليص مجتمعاتنا من شرورها؟

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.