تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

قراءات: أنقرة تراهن على تغيير في سياسة أوباما الإقليمية؟!

                          تحت عنوان: أردوغان بين الأوهام وجنون العظمة، اعتبر محمد نور الدين في الخليج الإماراتية أنه بين عشية وضحاها تغيرت المواقف التركية من مسألة محاصرة مدينة عين العرب. أعلن أردوغان أن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا بزعامة صالح مسلم هو تنظيم "إرهابي" مثل حزب العمال الكردستاني. ومباشرة ردت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية بأن حزب الاتحاد ليس إرهابياً . وكان أردوغان أعلن أن حزب الاتحاد و"داعش" تنظيمان إرهابيان وبالتالي لا يمكن له أن يساعد أحدهما وخصوصاً المقاتلين الأكراد في عين العرب. ومباشرة كان الرد الأمريكي إنزال مساعدات عسكرية لأكراد المدينة بالطائرات. وتواصل المسلسل بالقول إن تركيا ليست ممراً للقوات الأجنبية ولمن يساعدون عين العرب... لكن ما هي إلا أيام حتى وافقت أنقرة على فتح ممر عبر الأراضي التركية لمقاتلين من قوات البشمركة العراقية والدخول مع أسلحتهم الثقيلة إلى عين العرب .

وتساءل الكاتب: هل هي ازدواجية في الموقف التركي لعمل الشيء ونقيضه؟ الجواب بالنفي. إذ إن تركيا فعلاً لم تكن تريد مساعدة أكراد عين العرب ولا السماح بوصول أي مساعدة إنسانية او عسكرية اليهم لا براً ولا جواً. إذ إن المواقف التركية كانت تنحو لإسقاط مدينة عين العرب لتضرب أولاً التواصل الجغرافي بين المناطق الكردية في سوريا وبالتالي استئصال فكرة الحكم الذاتي، وثانياً كانت أنقرة تريد تسعير الموقف القومي المتشدد من الأكراد في مسيرة تبدأ الآن وصولاً إلى الانتخابات النيابية منتصف العام المقبل.

وخلص الكاتب إلى أنّ حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان لا يقدم سوى نموذج سيئ ومؤذ للاستقرار في المنطقة عندما يمعن في محاولة إنكار الآخرين وبسط عباءته السلجوقية العثمانية على المنطقة. وليس من مثال تطبيقي على يأسه من تحقيق طموحاته الخارجية سوى قصر الرئاسة الضخم الذي بناه أردوغان على تلة مشرفة على أنقرة بخصائص سلجوقية - عثمانية عله يعوض عن إخفاقاته الخارجية وعقده النفسية، بتحقيق أحلامه داخل تركيا نفسها في مثال ليس إلا "جنون العظمة" بحد ذاته.

ولفتت هدى رزق في الأخبار إلى أنّ أردوغان يشكو من التناقضات بين سياسته وسياسة واشنطن تجاه ثلاثة ملفات أسياسية: أولاً محاربة تنظيم "داعش"، ثانياً الموقف من الأكراد، وثالثاً الصراع على مستقبل سوريا. لا تؤيد تركيا وجهة نظر الرئيس أوباما بشأن هذه القضايا، لأنها تعتقد أن سياسته غير مجدية في قتال «داعش»، وغير واضحة لناحية الموقف من النظام السوري. وأضافت الكاتبة: بعد فوز الجمهوريين بغالبية مقاعدة مجلس الشيوخ الأميركي في الانتخابات النصفية، تتوقع أنقرة أن تتضح سياسات أوباما حول المسألة الكردية وحول نظام الرئيس الأسد... ترى تركيا أن هناك حرباً باردة جديدة، وأنها واقعة في وسطها، بين أوكرانيا من الشمال، وسوريا من الجنوب، إضافة إلى تشاركها الحدود مع العراق وسوريا، وخصوصاً أن «الأطلسي» يعتمد اليوم على تركيا في وجه التحركات الروسية الأخيرة في أوكرانيا ودول البلطيق... وترى أنقرة أن نقد واشنطن لتعاطي أردوغان مع القضايا الداخلية، وحملة الصحف الغربية عليه والتشهير بأسلوبه في الحكم واستفراده بالسلطة، كل ذلك لن يحمل أوباما على التضحية بالدور العسكري التركي الذي يحتاجه في مشروعه الإقليمي.. أما التلويح بـ «كردستان الكبرى»، فيبقى مشروعاً غير واقعي.. إذاً، هل تصح توقعات أنقرة بالنسبة إلى مستقبل السياسة الاميركية في المنطقة؟ برغم امكانية مجلس الشيوخ التدخل للضغط على أوباما من أجل تغيير سياسته، من المرجح أن يبقى ذلك بعيد المنال، نظراً إلى حق الرئيس في استخدام حق النقض. ويبيّن مسار تعاطي أوباما مع سياسة نظيره التركي أنه مختلف عن رؤيته لتركيا الأطلسية، لذلك هو لن يعادي تركيا لكنه لن يقبل مشاريع أردوغان.

وفي الأخبار أيضاً، اعتبر الكاتب المغربي حسن السوسي أنّ أردوغان من فصيلة من السياسيين الذين يحلمون في وضح النهار، ليكتشفوا ان أحلامهم قد تحولت، بعد حين، الى كوابيس يصعب فهمها، فأحرى التعايش معها. ولعل مأساة الرجل تتخذ منحى درامياً خطيراً، لكونه لا يبرح مجال أحلام يقظة، في مجال من المجالات، إلا ليغرق في أحلام يقظة في مجال آخر، الأمر الذي يجعله يستبدل كوابيس بأخرى في نهاية المطاف. ويمكن اعتبار سياساته الاقليمية، وخصوصاً تجاه العراق وسوريا وفي موضوع المسألة الكردية، التجسيد الفعلي لهذا التخبط الذي غرقت فيه السياسة التركية منذ اكثر من ثلاث سنوات.

وأوضح الكاتب أنّ حرب تركيا على سوريا مفتوحة وشاملة، تحت ذريعة مساندة الثورة السورية التي لم يعد القسم الأكبر من الذين شاركوا في الحراك الشعبي في سوريا في شهر آذار 2011 يؤمنون به، بعد ان انقشعت الغشاوة عن أعينهم، ونظروا بعين الواقع والمصلحة الوطنية الى طبيعة ما يجري في سوريا من تدمير للبنى التحتية وتقتيل للمواطنين وتجنيد وتسليح للجماعات المسلحة الرامية إلى إسقاط الدولة الوطنية السورية، ومحاولة إضفاء الطابع الطائفي على مجمل الأحداث بما في ذلك تحرك الدولة لحماية نفسها، وحماية الشعب ورد العدوان الذي يشن عليه، من قبل قوى إقليمية ودولية مكشوفة الوجوه والخطط السياسية والعسكرية.

أما بخصوص قضية أردوغان مع العراق فحدّث عن الأحلام وأضغاث الأحلام ولا حرج.... غير أنّ القضية الكردية بالنسبة للرئيس التركي تمثل المنغص الدائم لحياته السياسية، وربما لحياته الشخصية أيضاً. ذلك انه ممزق بين مواقف متناقضة يستعين بها هنا وهناك، وفق ما يعتقد انه المصلحة العليا لبلاده. والموقف التركي من أكراد سورية لا يخرج عن نطاق أحلام اليقظة التي غرق في تموجاتها أردوغان انطلاقاً من الوهم القائم على ترك داعش تستولي على كوباني ودفع المجتمع الدولي الى محاصرتها، وربما فرض حظر جوي على المنطقة يحقق الحلم المكبوت للرئيس التركي في إنشاء منطقة عازلة داخل الأراضي السورية. لكن يبدو أن هذا كابوس آخر من كوابيس أردوغان المتناسلة إلى ما لا نهاية.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.