تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

إسرائيل تقود معارك الجنوب السوري:

مصدر الصورة
الأخبار اللبنانية

       لا تخرج معارك الجبهة الجنوبية الأخيرة في سوريا، عن سياق التصعيد الحاصل مع الاحتلال الإسرائيلي في الجولان وجنوب لبنان. وإن كان التنسيق بين العدوّ والمجموعات المسلّحة، سابقاً لجريمة القنيطرة، فإن «فورة» المسلّحين على جبهات درعا والقنيطرة والزبداني، تحمل رسالة إسرائيلية واضحة: قادرون على إشغالكم في أكثر من جبهة.

وأفادت صحيفة الأخبار في تقرير لها أن الأيام الماضية، شهدت تصعيداً لافتاً على معظم الجبهات، وفيما كان زهران علّوش يخطف الصخب الإعلامي بصواريخه التي استهدفت المدنيين في دمشق، كان «العمل الجدي» في أمكنة أخرى. ففي حلب، شن المقاتلون المعارضون هجوماً على حي الأشرفية، لإشغال الجيش الذي يستعد لتوسيع رقعة المناطق التي يسيطر عليها في المحور الشمالي الغربي للمدينة. فالجيش السوري يسعى إلى الاقتراب أكثر فأكثر من إحكام الطوق على الأحياء التي تحتلها «جبهة النصرة» وحلفاؤها، ولفك الحصار عن بلدتي نبّل والزهراء (ريف حلب الشمالي) المحاصرتين على يد «النصرة» منذ نحو سنتين.

لكنّ التصعيد الأبرز شهده الجنوب السوري على جبهتي درعا والقنيطرة، بالتزامن مع تحرّك جبهة جديدة، هي الزبداني وجنوبها الغربي، إذ تحرّكت ليل الخميس الماضي مجموعات من «النصرة» بعضها قدم من جنوب القلمون، والآخر من جرود سرغايا والزبداني الغربية نحو بلدتي يابوس وكفير يابوس الواقعتين إلى الشمال من طريق دمشق ــ بيروت الدولي، بالتزامن مع تحرّك بعض الخلايا النائمة في البلدتين. ويحمل تحرّك «النصرة» في تلك المنطقة دلالات خطيرة، بفعل تماس البلدتين مع طريق بيروت ــ دمشق الدولي وإمكانية قطعه، والتأثير الميداني على البقاع الأوسط اللبناني الذي تزعم «النصرة» و«داعش» أنه يضم بيئة مؤيدة لهما في صفوف النازحين السوريين، كما تسمح السيطرة عليهما والتمدد باتجاه جنوب الطريق الدولي، بفتح الباب أمام ربط القلمون مستقبلاً بريف دمشق الجنوبي الغربي وصولاً إلى جبل الشيخ فالقنيطرة. وسريعاً، تحرّك الجيش السوري لطرد المسلحين من البلدتين، وكان له ما أراد، إذ أعاد السيطرة عليهما، وطارد المسلحين في جرود الزبداني وسرغايا موسعاً بقعة الأمان شمالي خط بيروت ـــ الشام.

الجبهة الثانية في درعا. حشدت «النصرة» و«حركة المثنى» و«أحرار الشام» طوال الأسبوع الماضي عدداً كبيراً من المقاتلين من مختلف أنحاء حوران، إضافة إلى فصيلٍ جديد يسمّى «الفيلق الأول» ويرأسه العقيد المنشقّ زياد الحريري. وتمكّنت يوم الأحد الماضي من السيطرة على مقرّ «اللواء 82» في شرق مدينة الشيخ مسكين، غرب أوتوستراد دمشق ــ درعا الدولي. و«الفيلق الأول» بحسب مواقع عبرية، هو نتاج تعاون استخباري وعسكري إسرائيلي ــ أردني لبناء قوّة موحّدة من المعارضين في الجنوب السوري. وبحسب مصادر أمنية سورية رفيعة المستوى، فإن غرفة العمليات الأردنية في عمان، التي تضمّ ضبّاط استخبارات عربا وغربيين، إضافة إلى ضباط من شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «أمان»، «تعمل منذ حوالى ثلاثة أشهر على تشكيل الفيلق الأول، ويُخرّج دورات دوريا كل 20 يوماً من معسكرين في السعودية ومدينة الزرقاء الأردنية». وبحسب المصادر، فإن كل مجموعة جديدة من 40 عنصراً في «الفيلق الأول»، تحصل فور تخرّجها على «راجمات أميركية من عيار 125 ملم يملكها الأردن، إضافة إلى سيارات لاند كروزر و4 رشاشات دوشكا، ومدفعي سي. بي. جي. 9، ومدافع هاون متعددة، إضافة إلى قاعدتين لصاروخ تاو مع 10 قذائف».

ووفقاً للأخبار، فقد رصد الجيش في فترة ما بعد العاصفة، «دخول أكثر من 450 مقاتلاً من الأردن عبر معبر تلّ شهاب الحدودي، بينهم ليبيون ومغاربة وأردنيون وسوريون، خضعوا للتدريب في معسكرات الأردن والسعودية». وتقول المصادر إن «الدور الإسرائيلي بات طاغياً على دور الاستخبارات الأردنية في درعا، بعدما كان التأثير الأردني هو الأكبر، في ظلّ انقسامات واضحة بين الأجهزة الأمنية والعسكرية الأردنية حول حجم التورّط في المعركة ضدّ سوريا، وتحوّل الجنوب إلى ساحة فوضى مطلقة».

الهجوم على «اللواء 82» لا ينحصر بالسيطرة على الموقع العسكري، بل يتعدّاه بحسب مصادر ميدانية معنية بالجبهة الجنوبية، إلى «السيطرة على طريق دمشق ــ درعا». غير أن الجيش بحسب المصادر الأمنية «امتص صدمة خسارة اللواء والانسحاب منه بأقل الخسائر الممكنة، وعمل سريعاً على تثبيت مواقع جديدة في الأطراف الشرقية للشيخ مسكين غرب الأوتوستراد لحمايته، وفي بلدتي قرفا ونمر المجاورتين».

الجبهة الثالثة استهدفت أوتوستراد السلام، أي طريق دمشق ــ القنيطرة الدولي. فبعد سلسلة محاولات في الأسابيع الماضية للهجوم على بلدة سعسع وحواجزها، ومزارع حسنو المجاورة وتهديد مدينة قطنا، بدأ المسلحون محاولة قطع الطريق عند مخيّم خان الشيح، بالتزامن مع تحرّك جبهة الزبداني. وأشارت مصادر عسكرية سورية في خان الشيح إلى أن «المسلحين يحاولون منذ أيام السيطرة على الأوتوستراد في المقطع المقابل لخان الشيح عبر الهجوم بالصواريخ وقذائف الهاون ومحاولات التثبيت على مقربة من الأوتوستراد، انطلاقاً من المزارع المحيطة». وأكدت المصادر أن حواجز الجيش أحبطت محاولات المسلحين. وأفادت الأخبار أن الجيش عزّز مواقعه المطلّة على الأوتوستراد على طول الطريق، ونشر حواجز إضافية من سعسع وصولاً إلى مدينتي البعث وخان أرنبة شمالي شرقي مدينة القنيطرة».

وأضافت صحيفة الأخبار أنّ معلومات مصادر أمنية سورية بارزة وأخرى ميدانية معنية بالجبهة الجنوبية، تتقاطع عند التأكيد على أن «الجبهات الثلاث الأخيرة متصلة بعضها ببعض». وتشير المصادر إلى أن «تحركات المسلحين الأخيرة أتت بناءً على أوامر عمليات صادرة من غرفة العمليات الأردنية التي تنسّق عملها مع العدو الإسرائيلي، لإدارة عمليات المجموعات المسلحة في الجنوب السوري». وتجزم المصادر بأن «النصرة» أيضاً تعمل بإمرة هذه «الغرفة»، مؤكدة أن العمليات على الجبهات الثلاث مرتبطة بتطوّر الأحداث في القنيطرة، منذ ما قبل الاعتداء الإسرائيلي على موكب المقاومة.

وترى المصادر أن «تحركات المسلحين ترمي إلى إشغال الجيش وحلفائه، بعد الاعتداء الإسرائيلي، وتصميم المقاومة على الرد على جيش الاحتلال». وبالتالي، تتعامل أطراف محور المقاومة مع تحركات «النصرة» وحلفائها في الجنوب السوري كواحدة من الأدوات الإسرائيلية، التي يوصل العدو الرسائل عبرها بأن «ظهر الجيش السوري سيكون أيضاً في مواجهة الخطر، إذا ما فُتِحت جبهة الجولان».

وحمل «كمين السويداء» نهاية الأسبوع الماضي، مفاجأة غير سارّة بالنسبة لمسلحي «جبهة النصرة» وحلفائها في منطقة اللجاة، الواقعة إلى الغرب من أوتوستراد السويداء ــ دمشق. من جهته، أبدى الإعلام الإسرائيلي اهتماماً لافتاً بالكمين بعد عرض قناة المنار تقريراً مصوّراً عنه، وتساءل المحللون العسكريون عن نوع المتفجرات المستخدمة، وقدرتها التدميرية العالية..

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.