تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: تثبيت مناطق النفوذ الإيراني ـ السعودي..!!

مصدر الصورة
SNS

              بدأ الاتفاق الايراني ــ الاميركي الوشيك يظهر، تدريجاً، مدى القلق الذي تعيشه دول المنطقة والخليج العربي التي كانت لا تزال مترددة في قراءة الموقف الاميركي واحتمال ذهاب إدارة أوباما فعلياً الى هذا الاتفاق. يعكس الاعلام العربي والخليجي وسياسيّو هذه الدول، كل يوم، عدم القدرة على التصديق، والاستغراب من ترجمة إدارة أوباما ما كانت تردّده منذ شهور طويلة، بالسعي الى اتفاق جدي مع إيران، ولو كان نتنياهو وحلفائها في دول الخليج مواقف معارضة ومتشددة.

وأفادت الأخبار في تقرير(هيام القصيفي)، أنه مع كل خطوة جديدة في اتجاه الاتفاق النووي «على إيقاع رقصة الباليه الاميركية ــ الايرانية»، بحسب تعبير سياسي لبناني، يتبين أكثر فأكثر عمق الانقسام الذي تقبل عليه المنطقة، في ظل سعي المحورين الايراني والسعودي ومن معهما «الى تثبيت مناطق نفوذهما». وحتى الآن، لا تبدو المنطقة مقبلة على تغيير في جغرافية الدول ــ الساحات التي يتقاطع فيها المحوران. لكن، في المقابل، هناك محاولات لإحداث تغييرات على مستوى أنظمة الحكم، والتعامل مع وضع الإثنيات وخصوصيات الاقليات والطوائف المتوزعة في هذه الساحات. من هنا يشتد الصراع في هذه المرحلة، تحديداً في سوريا واليمن، وفي العراق بوجه مختلف.

تحاول واشنطن عبثاً اليوم تهدئة مخاوف حلفائها في المنطقة العربية، وفي مقدمهم السعودية، من خلال وزير الخارجية الاميركي جون كيري وحركة ديبلوماسييها، بتقديم كثير من رسائل الطمأنة المتعلقة بالشق النووي وبرفع العقوبات الاقتصادية على طهران. لكن الرياض، التي كانت منشغلة في ترتيب البيت السعودي ــ الداخلي، تسعى بخطوات ثابتة الى توسيع رقعة المحور العربي (والتركي)، وإعلاء شأنه ليحقق التوازن المطلوب مع الطموح الايراني الساعي الى الامتداد من عدن الى المتوسط. لا شك في أن الارتباك والقلق شغلا السعودية لبضعة أشهر، فلم ترسم استراتيجية واضحة لمواجهة ما يعدّ بين طهران وواشنطن وجنيف. وبحسب مطّلعين لبنانيين، فإن الرياض كانت لا تزال ترصد آفاق هذه الحركة الدولية، لتبني على الشيء مقتضاه.

ووفقاً للأخبار، راهن معارضو الاتفاق على «انقلاب» جمهوري على أوباما لإطاحة أي اتفاق، وراهنوا على معارضة إيرانية متشددة من داخل النظام الايراني. لكن مع جلاء الصورة الدولية من واشنطن الى أوروبا وإيران، صار العالم العربي أمام واقع جديد يحتاج الى مراجعة استراتيجية المواجهة. عدة المواجهة الاولى كانت في إعادة وصل ما كان مقطوعاً مع الإخوان المسلمين في بقع انتشارهم في المنطقة، وتعويمهم «كحالة اجتماعية وسياسية وأمنية»، في وجه التنظيمات الاصولية وإيران في وقت واحد. ومن ثم جاءت خطوة التفتيش عن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وإعادته الى عدن، وتسليط الضوء عليه مجدداً، وتحريك الشارع اليمني الموالي له ضد سيطرة الحوثيين على الحكم في صنعاء. وإذا كان العراق حتى الآن قد بقي بعيداً نسبياً عن تحوله إلى أحد التقاطعات الحادة بين المحورين لتداخل العوامل الاميركية والدولية والاقليمية فيه، تبقى سوريا إحدى أقسى حلقات المواجهة بين المحورين، منذ أن اندلعت الحرب فيها. لكنها اليوم تحتل حيّزاً أكبر، وخصوصاً بعد دخول إيران على خط القتال المباشر والعلني، بعد رعايتها السياسية والامنية للنظام السوري.

من هنا يتحول السعي الى تثبيت مناطق النفوذ بين الطرفين مواجهة دامية، تأخذ أشكالاً متعددة. حصة لبنان منها، حتى الآن، ستاتيكو أمني مشروط بتطورين إقليمي ومحلي. يرصد المتابعون في لبنان توقيع الاتفاق الاميركي ــ الايراني، في النصف الاخير من الشهر الجاري.. وموعد توقيع الاتفاق سيؤشر إما الى تطبيع تقاسم النفوذ «حبياً» أو الذهاب الى مواجهات أكثر دموية، في مناطق التقاطعات التي يشكل لبنان ساحة أساسية بقيت حتى الآن، في الحد الادنى الأمني، مضبوطة.

وفي السياق، تساءلت كلمة الرياض: من يربح من المتاجرة السياسية في لبنان؟! واعتبرت الصحيفة أنه لا توجد وصفة جاهزة لعلاج الورم التاريخي لهذا البلد، فكما تصارع الشرق والغرب داخله، الآن هناك وجود عربي، وإيراني، وفرنسي، وتركي، وهؤلاء يستحيل اتفاقهم إخراجه من أزماته الراهنة، لكن ما أصبح غريباً أن في لبنان ليس فقط حزب الله من يلعب بالداخل السوري بتواجد قوى أخرى في الظل ليعود خطاً ساخناً وهذه المرة التأثير على الدولة الجار الكبرى بتهريب المقاتلين والأسلحة وكل ما هو حلال وحرام..

وعنونت الأخبار تقريراً آخر بالقول: الرياض: طهران و«داعش» أهم من اعتبارات «الإخوان». ووفقاً للصحيفة، تدعو السعودية دولاً في منطقة الشرق الأوسط إلى تنحية الخلافات بشأن الإسلام السياسي جانباً والتركيز على ما تعتبرها تهديدات أكثر إلحاحاً: إيران وتنظيم "داعش". ويقول دبلوماسيون إن انعدام ثقة السعودية العميق في "جماعة الإخوان" لم يتغير. لكن نهج الملك سلمان في التعامل معها أقل حدة من نهج سلفه الملك عبدالله، وقد يشتمل على مزيد من التسامح مع الحلفاء الذين يتيحون مجالاً لأعضائها لممارسة أنشطتهم. وقال دبلوماسي عربي في الخليج: "قد تعتقد السعودية أنه إذا كانت العلاقات بين السنّة جيدة فإنه سيكون بمقدورنا مواجهة هذا. سلمان يحاول توحيد العالم السُّني وتنحية الخلافات بشأن الإخوان المسلمين جانباً".

وراقبت السعودية، أخيراً، احتمالات الاقتراب من اتفاق نووي مع إيران بقلق، فيما أكد جون كيري، للمسؤولين السعوديين أول من امس أنه لا يسعى الى "صفقة كبيرة" مع ايران.

ويمثل تنظيم "داعش" مصدر القلق الثاني للرياض. ودعا التنظيم المتطرف السعوديين إلى تنفيذ هجمات داخل المملكة، بينما تخشى الرياض من أن ينجح التنظيم من خلال رسائله الإعلامية القوية ونهجه المتشدد في استقطاب شبان سعوديين ساخطين.

ووفقاً للأخبار، غادر كل الزعماء الذين اجتمع بهم الملك في الرياض وهم واثقون على ما يبدو في أن علاقاتهم بالملك الجديد ستكون قوية. ونقلت صحيفة حرييت التركية الأربعاء الماضي عن الرئيس أردوغان، قوله للصحافيين بعد اجتماعه بالملك السعودي إن العلاقات مع الرياض تتحسن على ما يبدو. وأضاف: "زادت آمالي في أن تتحسن علاقاتنا الثنائية كثيرا". لكن هذا لم يحركه باتجاه المصالحة مع مصر، إذ قال إن القمع السياسي قد يسبب انفجاراً، وهي اللهجة التي تغضب القاهرة.

وتساءلت هدى رزق، في الأخبار: هل تنضم أنقرة إلى التحالف الجديد لمواجهة إيران؟ وأوضحت أنّ السعودية تحاول «لمّ شمل» الدول الحليفة للولايات المتحدة في المنطقة، فاستقبلت الرياض الأسبوع الماضي الرئيسين التركي والمصري، وإن على حدة، في خطوةٍ تهدف إلى إزالة التوتر بين الطرفين، برغم الخلافات التي تسود العلاقات المصرية ــ التركية. هذه الخطوة تأتي نتيجةً لنصيحة من واشنطن، من أجل إقامة توازن سياسي في ظلّ انتشار النفوذ الإيراني في المنطقة ونجاح طهران في بسط نفوذها في سوريا ولبنان والعراق واليمن، إلى حد تطويق السعودية. تحاول الولايات المتحدة إذاً، الجمع بين السعودية وتركيا ومصر وقطر والكويت، حيث يشكل الانتماء المذهبي قاسماً مشتركاً بين هذه الدول، لكن تفرّقهم المصالح والتنافس على القيادة، الأمر الذي يمكنه أن يؤدي إلى تصدّعات جديدة في ما بينهم بدلاً من الوحدة. وتعتقد المعارضة التركية أن فكرة الانضمام إلى جبهة مناهضة لإيران تقودها السعودية بعد تطبيع العلاقات المحتملة بين أنقرة والقاهرة، أمرٌ مضر بتركيا. هي ترى أن هذا الأمر يتنافى مع توجهات رئيس الحكومة، أحمد داوود أوغلو، القريب من إيران، إلا إذا كان أردوغان يعتقد أن بإمكانه اتخاذ قرار كهذا بمفرده أيضاً، كما هي الحال في السياسة التي يتبعها داخلياً.

ورأى جمال خاشقجي في الحياة أنّ التعاون السعودي - التركي ضروري للمواجهة المقبلة، وهو في مصلحة مصر الدولة والوطن في نهاية المطاف، وليست المملكة في معرض الاختيار بينها وبين تركيا، فهي لن تنتقل من حال العداء لـ «الإخوان» إلى التحالف معهم، كما أنها لن تنتقل من حال التحالف و«الشيك على بياض»، وفق وصف الزميل في هذه الصحيفة الدكتور خالد الدخيل في مقالته الأسبوع الماضي إلى التخلّي عنهم، إنما ستكون في منزلة وسط بين المنازل الأربعة السابقة الذكر... وأضاف: القليل الذي تسرّب من لقاءات الملك سلمان ببضعة عشر زعيماً، يشير إلى أن محور اللقاءات أكبر من مسألة هامشية مثل «الإخوان»، وإنما ثمة إعداد لسياسة شاملة لوقف حال التداعي الجارية وبناء شرق عربي جديد بمشاركة القوى الفاعلة في المنطقة والتي قرأت المشهد في شكل صحيح، وستظهر تفاصيلها خلال الأيام المقبلة، وستشهد أيضاً إعادة ترتيب بيت السياسة الخارجية السعودية. واستعان الكاتب بما صرّح به مستشار الرئيس التركي إبراهيم كالين؛ إن العاهل السعودي والرئيس التركي اتفقا على تفعيل العلاقات بين البلدين في خمسة محاور «سياسية، واقتصادية، ودفاعية، وأمنية، وشعبية»، لكن الأهم هو اتفاقهما على فتح قناة اتصال مباشرة بينهما بعيدة من «تهويل الإعلام وإثارته».

ولفتت افتتاحية الخليج إلى أنّ مجريات المعارك التي يخوضها الجيش العراقي مدعوماً بقوات الحشد الشعبي وأبناء العشائر في محافظتي صلاح الدين والأنبار ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، تشير إلى انكفاء عناصر هذا التنظيم... وهذا يدل على إمكانية هزيمة "داعش" ميدانياً، وأن التنظيم الإرهابي المذكور تم تضخيمه منذ احتلال مدينة الموصل في عملية عسكرية مشبوهة... والدعوة لتشكيل قوة عربية مشتركة تمتد ساحة عملها إلى كل المنطقة العربية حيث تتواجد التنظيمات الإرهابية، هي الخيار الوحيد والممكن لإلحاق هزيمة عسكرية بكل "الدواعش"، وإذا ما تحققت الفكرة وتحولت إلى واقع فإن خطوة كبيرة تكون قد تحققت على طريق العمل العربي الموحد وفي إطار الدفاع عن الأمن القومي الذي يتعرض للتهديد من جانب الإرهاب، وذلك يكرس بطبيعة الحال إحدى منظومات العمل العربي وفق ما تنص عليه معاهدة الدفاع العربي المشترك.

وفي الدستور الأردنية، اعتبر عريب الرنتاوي أنّ تباين أولويات المحاور والعواصم العربية، أفضى إلى اختلاف طبيعة وهوية “القوة العسكرية المشتركة” التي تكاثر الحديث عن تشكيلها لمواجهة الأخطار والتحديات التي تجابه المنطقة؛ مصر على سبيل المثال، تعطي الأولوية الأولى لمحاربة الإرهاب والجماعات الإسلامية المتشددة، ولهذا فهي تفضل تشكيل “قوة مشتركة عربية بمن حضر”؛ السعودية التي تعطي الأولوية الأولى لمواجهة التمدد الإيراني في المنطقة، تفضل تشكيل قوة إسلامية، تنخرط فيها تركيا والباكستان ودول الخليج بعد أن أتمت مصالحاتها، وتحديداً الرياض والدوحة... اختلاف الأولويات، واستتباعاً التحالفات، سيجعل من مهمة تشكيل هذه “القوة المشتركة” أمراً صعباً للغاية، والتجربة العربية المعاصرة على أية حال، لم تشهد “ولادات متعافية” لمشاريع من هذا النوع.. إسرائيل باتت خارج التداول عندما يتعلق الأمر بلائحة الأعداء والمهددات، وأحياناً يؤتى على ذكرها من باب “الحليف المحتمل” في مواجهة الخطرين الآخرين: إيران و “داعش”؟!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.