تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: العراق: ارتباك أميركي إزاء نجاحات «معركة تكريت»!!

         يبدو أن مشهد المروحيات الروسية من طراز «مي - 24» المشاركة في العملية العسكرية في تكريت جواً، والصواريخ الإيرانية المعدّلة التي يستخدمها «الحشد الشعبي» برّاً، واللذين يشكلان العمود الفقري للتمهيد الناري على المحاور الشرقية والجنوبية والشمالية، قد أزعج رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية مارتن ديمبسي، الذي عكست تصريحاته الأخيرة الإحراج الذي وقعت فيه القيادتان العسكرية والسياسية في الولايات المتحدة، نتيجة المبادرة العسكرية العراقية بدعم إيراني في «معركة تكريت».

وأفادت السفير أنّ ديمبسي الذي حاول، أمس الأول، إقحام «دور ما» لطائرات «التحالف الدولي» في معركة تكريت، أكد، يوم أمس، أن الحملة العسكرية التي تخوضها بلاده في حاجة إلى «صبر إستراتيجي»، مشيراً إلى أن الشق العسكري من هذا «الصراع» يمكن أن يُستخلص في «المستقبل المنظور». ووصلت غارات طائرات «التحالف»، يوم أمس، إلى مشارف مدينة تكريت، لكنها استثنت بشكل واضح العملية العسكرية التي يخوضها «الجيش العراقي» و«الحشد الشعبي» عند المحور الشمالي الشرقي.

الإرباك الأميركي الذي رافق إطلاق الحكومة العراقية لعملية تكريت، تواصل على لسان ديمبسي الذي اعتبر من على متن البارجة الفرنسية «شارل ديغول»، أن عناصر الجيش العراقي الخاضعين لدورات تدريبية لدى «المستشارين» الأميركيين «غير مستعدين» بعد لخوض قتال مع تنظيم «داعش»، واضعاً إشارته هذه ضمن إطار تبرير اضطلاع «الحشد الشعبي» الذي تعتبره واشنطن حليفاً لإيران في العمليات العسكرية الأخيرة. وأكد ديمبسي أنه لا يرى سبباً لإرسال المزيد من المدربين أو «المستشارين» الأميركيين إلى العراق الآن، مدافعاً عن وتيرة «الحملة العسكرية» التي تقودها بلاده، ومعتبراً أن المستشارين الموجودين الآن في العراق «عليهم في بعض الأحيان أن ينتظروا وحدات الجيش العراقي لتظهر للتدريب».

ورجحت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي أن تتمكن القوات المشتركة من تحرير وسط تكريت والمناطق المجاورة لها، في غضون الساعات الـ48 المقبلة، بعدما أحكمت الطوق على إرهابيي «داعش» فيها، متوقعة العثور على ناجين من مجزرة «سبايكر» أو مقابر جماعية للضحايا في القصور الرئاسية في المدينة ومناطق البو عجيل. وعلى المقلب الآخر المتصل بالتحضير لعملية الموصل، رفض نائب رئيس الجمهورية العراقي أسامة النجيفي - الذي أعلن من أنقرة الأسبوع الماضي عن استحضار «دعم» تركي مباشر للفصائل المرتطبة به ضمن إطار معركة «تحرير الموصل» - مشاركة ما أسماها «الميليشيات» في تلك العمليات.

وأعلن زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر، «رفع التجميد» عن «سرايا السلام» بالتنسيق مع الحكومة «استعداداً» لمعركة تحرير مدينة الموصل من تنظيم «داعش». وأكد أن اشتراك «السرايا» سيقلل من الاحتقان «ضد السنة غير الدواعش وخاصة بعد التصرفات من بعض المليشيات الوقحة»، مجدداً مطالبته بـ»عدم التدخل الأميركي في تلك الحرب»، أفادت السفير.

وعنونت الأخبار: إحكام الطوق حول تكريت: الأنبار قبل الموصل؟ ديمبسي إلى بغداد «قلقاً من النفوذ الإيراني». وأوردت أنّ نجاحاً يبدو محتملاً في تكريت وصلاح الدين قد لا يعني فتح الطريق مباشرة إلى الموصل. دون مدينة الشمال عقبات عدة: قدرات الجيش العراقي، تحديد موازين القوى ضمن «الحشد الشعبي»، تحديد دور القوى المحلية و«البشمركة».. وأيضاً مشهد المناطق المحررة في صلاح الدين. وقد يكون انطلاق معركة «تحرير» مدينة تكريت قاب قوسين أو أدنى من التحقق. هذا ما باتت تشير إليه التطورات الميدانية في محافظة صلاح الدين منذ يوم الجمعة الماضي، وذلك إثر تقدّم مسار العمليات في أبرز المناطق (ناحية العلم، و«تحرير» قضاء الدور، إضافة إلى استكمال عملية المحاصرة والتطويق من ناحية الشمال عبر قطع الإمدادات).

وأوضحت الصحيفة أنّ الأول من آذار الحالي غير الثامن منه في ما يخص عملية الموصل. منذ ذلك التاريخ توالت تصريحات أبرز قيادات «الحشد الشعبي» عن أهداف العملية، حتى إنّ نائب رئيس «الحشد»، أبو مهدي المهندس، قال إنّ العمليات في صلاح الدين تعتبر «مفتاح بوابة تحرير الموصل». كذلك، فقد تعزز موقف «الحشد الشعبي»، أمس، بتراجع زعيم «التيار الصدري»، مقتدى الصدر، عن قراره بتجميد عمل «سرايا السلام»، وذلك بهدف الإعداد لعملية الموصل. أيضاً، رئيس «المجلس الأعلى الإسلامي العراقي»، السيّد عمار الحكيم، تفقد يوم أمس القطعات العسكرية في ناحية العلم في تكريت، معلناً أنّ «تكريت ستكون مقبرة للدواعش ومنطلقاً لتحرير الموصل».

وإلى جانب الدور الذي يقوم به رئيس الحكومة حيدر العبادي، إلا أنّ الزخم الذي أمّنه دخول الصدر ــ الحكيم على خط معركة تكريت وإشارتهما إلى معركة الموصل، قدّما فعلياً دعامة سياسية للعملية، وذلك لأنّ الطرفين، وخصوصاً الحكيم، بإمكانهما لعب دور صلة الوصل مع أطراف تنظر بعين الريبة إلى «الحشد الشعبي».

ووفقاً للأخبار، ترتبط طريق الموصل، عسكرياً، بالنتائج العسكرية والسياسية لعمليات صلاح الدين، إضافة إلى معطى أساسي مرتبط بمدى جاهزية فرق الجيش العراقي المعنية بالهجوم المرتقب. وعملياً، يرى مراقبون أنّ ما يعنيه نجاح عملية صلاح الدين هو في كسر المعادلة التي فرضها «التحالف الدولي» منذ الصيف الماضي. ويشرح هؤلاء أنّ المعادلة هي أميركية، وتقول ببساطة: نملك الأجواء ودعمنا يحدد دور القوى المحلية المعنية باستعادة الأراضي من تنظيم «داعش». وبالتالي فإنّ نجاح العملية المشتركة في المحافظة من دون مساندة مباشرة من مقاتلات «التحالف الدولي» وطائرات المراقبة الأميركية والفرنسية، ستترجم بكسر هذه المعادلة. ربما هنا كانت أهمية الصور المنشورة فور بدء العملية لقائد «فيلق القدس»، الجنرال قاسم سليماني، وهنا كانت أهمية الرسالة.

من جانب آخر، ووسط انعدام التحرك العربي والدولي، في مشهد بالكاد تخرقه البيانات ومتابعات منظمة «اليونيسكو» للأوضاع، واصل تنظيم «داعش» في الساعات الأخيرة تدمير المقنيات والمواقع الأثرية في مدينة الموصل وفي محيطها، حتى وصلت الأمور إلى حد محاولة محو معالم مدينة الحضر التي يعود تاريخها إلى نحو ألفي عام.

ورأت كلمة الرياض أنّ العراق يشهد موجة جديدة تماثل ما قام به (هولاكو) وهذه المرة تدمير إرث تاريخي لعصور العراق، وقد تشهد سورية، ثم ليبيا نفس الفظائع، والغريب أن صمتاً عالمياً شاملاً، وخاصة من دول التحالف التي تحارب بالمنطقة، تبدي تجاهلها لهذه المأساة التاريخية وعدم تحصينها... لا نريد إدخال السياسة في نزع هويات تاريخية، ولكن لا نستبعد أي هدف من هذا النوع، لأن من قام بنهب وتغيير معالم قديمة وخرب لغات وقام بإخراجها من قواميس بلدانها، هو من يتفرج ويبارك ما يجري في بلدان عربية وإسلامية..

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.