تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: دعوات متزايدة إلى حل سياسي في اليمن: بعض حلفاء السعودية أخطر عليها من خصومها!!

         تجددت الدعوات إلى حل سياسي في اليمن في اليوم الثامن عشر لـ"عاصفة الحزم" السعودية، التي لم تعد توفر المواقع الأثرية والمنشآت الرياضية من ضرباتها، بالتزامن مع استهدافها البنى التحتية الأساسية، فضلاً عن الضحايا المدنيين الذين ترتفع أعدادهم يوماً بعد يوم، فيما بدأت التطورات الأمنية الحدودية تأخذ منحى أكثر جدية مع مقتل ثلاثة جنود سعوديين أمس في مواجهات مع الحوثيين، وأنباء عن سيطرة إحدى القبائل اليمنية على موقع حدودي.

ووفقاً للسفير، كشفت وزارة الدفاع السعودية عن أعداد "قتلى من الحوثيين" في الاشتباكات البرية منذ بداية الحرب، في محاولة قد تكون لتفسير أو التقليل من مقتل ستة من جنودها حتى الآن، وتأتي في ظل الحديث المستمر عن تدخل بري محتمل، بالرغم من نكسة رفض باكستان المشاركة في الحرب، وهو أمر كانت تعول عليه الرياض كثيراً في أي حرب برية محتملة.

وفي تقريره اليومي حول الحرب، اعتبر المتحدث باسم "عاصفة الحزم" أن هدف الحوثيين من الاشتباكات على الحدود "تخفيف الضغط عن قياداتهم"، ولكنه أشار إلى أن "عمليات عاصفة الحزم ستنتهي في اقرب وقت بنتائج إيجابية".

إلى ذلك، كررت السعودية أمس اتهامها لإيران بدعم الحوثيين، مطالبة إياها بـ"وقف تزويدهم بالسلاح". وقال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس في الرياض إن بلاده " "ليست في حرب مع إيران، ولكنها تنتظر منها أن "توقف دعم النشاطات الإجرامية للحوثيين ضد النظام الشرعي في اليمن"، مشيراً إلى ضرورة "وقف تزويدهم  بالسلاح". وأعاد الوزير السعودي التذكير بأن بلاده تدخلت بـ"طلب من الرئيس الشرعي لليمن" عبد ربه منصور هادي، متهماً إيران بـ"زيادة المشكلة، ما يؤدي إلى تفاقم العنف في هذا البلد".

ولكن وزير الخارجية الفرنسي، من جانبه، أعرب مجدداً عن "رغبة فرنسا بالتوصل إلى حل" في اليمن. وقال فابيوس، الذي التقى أيضاً الملك السعودي: "لقد أعربت فرنسا عن استعدادها للتوصل إلى حل".

وفي سياق الدعوات للحوار أيضاً، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس إلى "وقف الأعمال الحربية في اليمن في أسرع وقت ممكن وإعطاء الأولوية للحوار". وقال بان في مؤتمر صحافي عقده في الدوحة إنه "بعدما شاهدنا التداعيات المأساوية مع مقتل أكثر من 600 شخص وإصابة ألفين بجروح، من المهم والضروري أن يسود الحوار"، مشدداً على ضرورة "وضع حد للعمل العسكري في أسرع وقت ممكن". ودعا بان إلى "استئناف العملية السلمية" في اليمن، مؤكداً "استعداد الأمم المتحدة لذلك".

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحث أيضاً الأزمة اليمنية مع رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف خلال اتصال هاتفي أمس، بعد يوم من إجراءه محادثات مماثلة مع الملك السعودي وأمير قطر.  وقالت السفارة الباكستانية في أنقرة في بيان إن أردوغان وشريف اتفقا خلال المكالمة على "تكثيف الجهود لإيجاد حل سلمي للوضع المتدهور في المنطقة"، مؤكدين على أن "أي انتهاك لوحدة أراضي السعودية سيتبعه رد فعل قوي من البلدين."

وذكّرت السفير بأن البرلمان الباكستاني قد أجمع يوم الجمعة الماضي على رفض مشاركة بلاده في الحرب، ما يعد انتكاسة لأي مشروع للتدخل البري في اليمن، كما أغضب زعماء الخليج، إلى حد وصفه من قبل وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش أمس بـ"الخطير وغير المتوقع"، مضيفاً أن مواقف إسلام آباد ستكون "تكلفتها عالية". ورد وزير الداخلية الباكستاني نزار علي خان أمس ببيان اتسم بلهجة قوية، متهماً الإمارات بـ"توجيه تهديدات" لبلاده. وقال علي خان إن "هذا ليس فقط أمر مثير للسخرية، ولكنها كذلك لحظة للتفكير بأن وزيراً إماراتياً يوجه التهديدات إلى باكستان"، معتبراً أن تصريح الوزير الإماراتي "هو انتهاك فاضح لكل الأعراف الديبلوماسية السائدة طبقاً لمبادئ العلاقات الدولية".

إلى ذلك، نفت إيران اليوم الأنباء التي أفادت باعتقال اثنين من مستشاريها العسكريين في مدينة عدن اليمنية.

يمنياً، قام "الرئيس" اليمني عبد ربه منصور هادي بتعيين جديد طال هذه المرة رئيس الحكومة المستقيل خالد بحاح، الذي تمكن من اللحاق به إلى العاصمة السعودية، إذ قام بتعيينه نائباً له بـ"الإضافة إلى مهامه كرئيس لمجلس الوزراء".

ميدانياً، ذكرت مصادر إعلامية أن أفراداً من قبيلة همدان بن زيد اليمنية سيطرت أمس على موقع "المنارة" السعودي، مشيرة إلى أن أفراد القبيلة اليمنية غنموا الكثير من الأسلحة المتوسطة، بعد فرار الجنود السعوديين من الموقع. وفي تعليق على المواجهات الحدودية، قال المتحدث العسكري باسم "عاصفة الحزم" أحمد عسيري في موجزه الصحافي أمس، إنها "عمليات يائسة للحوثيين تهدف استثارة الإعلام وتخفيف الضغط على قياداتهم في صعدة واليمن". ولكن اللافت في المؤتمر الصحافي للعسيري قوله إن العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات "التحالف"، "مستمرة على وتيرة جيدة"، مضيفاً أنها "ستنتهي في أقرب وقت بنتائج إيجابية".

وعلى الأرض، سجل تقدم للحوثيين واللجان الشعبية الموالية لهم من مديرية صرواح في محافظة مأرب باتجاه مدينة مأرب، وذلك من خلال بدخولهم أحد أكبر معسكرات تنظيم "القاعدة" المتطرف في محيط المدينة.

وأبرزت قناة المنار: فابيوس في الرياض لدعم العدوان على اليمن.. وصفقات جديدة. ووفقاً للموقع، أجرى الفيصل أمس، مباحثات مع فابيوس تناولت اوضاع اليمن والملف النووي الايراني. وقال الفيصل إنَّ "فابيوس اكد دعم السعودية في ما وصفه بالدفاع عن الشرعية في اليمن"، واضاف ان "عاصفة الحزم تسعى لوقف هجمات الحوثيين". وحول الملف النووي الايراني، أمل الفيصل ان "يسفر الاتفاق النووي بتعزيز الامن الاقليمي"، متمنيا "الوصول الى اتفاق نهائي لا غموض فيه".

وأبرزت الحياة: التحالف لا يستبعد سعي الحوثيين إلى أسلحة كيماوية. ونقلت قول الناطق باسم عملية «عاصفة الحزم» العميد أحمد عسيري إنه لا يستبعد سعي ميليشيات الحوثيين إلى حيازة أسلحة كيماوية وجرثومية، مشدداً على التحاق قبائل يمنية بمعسكر الشرعية. وأصدر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قراراً بتعيين خالد بحاح نائباً له، مع احتفاظه برئاسة الحكومة الشرعية، في حين قال سعود الفيصل: «لسنا في حرب مع إيران». لكنه شدّد على ضرورة وقف تسليح الحوثيين. وأوضح عسيري أن الوضع في عدن «لم يتغير»، ولا يزال بين «كرّ وفرّ»، فيما تواصِل «اللجان الشعبية» والمقاومة إحباط محاولات ميليشيات الحوثي والرئيس السابق علي صالح التوغل في المدينة، وقال إن العمل جارٍ لقطع الإمدادات عن القوات الحوثية في عدن. وكشف عن طلب القيادة الشرعية اليمنية تحويل الحصار البحري الذي تفرضه «عاصفة الحزم» على اليمن إلى «حظر بحري»، بحيث يحق لها تفتيش السفن، لمنع أي إمدادات للميليشيات. ولفتت الحياة إلى انّ وزير الداخلية الباكستاني نزار علي خان ردّ بشدة على انتقاد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش قرار البرلمان الباكستاني «الحياد» إزاء الحرب في اليمن، واعتبراه تصريح الوزير الإماراتي هو بمثابة إساءة إلى عزة نفس باكستان وشعبها».

وفي الحياة، وتحت عنوان: «حياد» باكستان وتركيا نكسة للسعودية أم فرصة لإيران؟ اعتبر جورج سمعان أنّ الاتفاق النووي مع إيران لن يرسم وحده الخريطة الجديدة للشرق. ولن يكون وحده في قلب بناء النظام الإقليمي. مآل المواجهة المباشرة بين محوري السعودية وإيران ستكون له كلمة فاعلة إن لم تكن كلمة راجحة. وستكون نتيجة الحرب في اليمن اليوم مؤشراً إلى مستقبل هذه المواجهة. «عاصفة الحزم» وجهت ضربة موجعة إلى طهران. استهدفت مشروعها البديل من القنبلة. وما فاقم صدمتها أن الحدث سبق «تفاهم لوزان» الذي يؤسس لتجميد برنامجها النووي.... ولكن من راقب حركة الديبلوماسية الإيرانية أخيــراً يدرك تماماً أن طهران لم تسكت ولن تسكـــت على «عاصفة الحزم». استحال عليها الـــرد العسكري المباشر على التحالف لأسباب كثـيرة.... لذلك، اعتمدت استراتيجية تفكـــيك هذا التحالف الذي تقوده السعودية، خــصوصاً على المستويين العربي والإسلامي. إيران قد لا تعير دول الجامعة العربـية اهتمـــاماً كبيراً، ما دامت هذه تتســـاقط الواحدة منها بعد الأخرى. الأهم هو توجهها نحو تركيا وباكستان.

وختم الكاتب بالقول: إذا كانت القوى الإسلامية الكبرى في المنطقة تدرك أهمية الحوار حلاً لأزمة اليمن، وإذا كان قادة «العاصفة» يعرفون أن الغارات الجوية لن تحسم الحرب، وأن الحرب البرية ليست خياراً مطروحاً، وأن الهدف هو إضعاف الحوثيين وشريكهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح لجرهم إلى الحوار مجدداً منزوعي الأسنان... لا يبقى سوى الرهان على دور باكستاني - تركي - عماني يدفع المتصارعين نحو قواسم مشتركة تقدم رؤية مقبولة لتسوية سياسية في اليمن، وتشكل نموذجاً لبدء معالجة أزمات المنطقة. ما لم تتخلَّ طهران عن نزعتها التوسعية في دول الجوار العربي لا يمكنها أن تطالب هذه الدول بوقف حربها لحماية أمنها الوطني والأمن القومي العربي. ولا يمكنها أن تراهن طويلاً على تفهم أو «حياد» باكستان أو تركيا اللتين عبرتا عن امتعاضهما من تدخل طهران في شؤون العالم العربي... السنّي! «حيادهما» في الحرب على اليمن لا يعني حياداً حيال عودة «الإمبراطورية»!

وفي افتتاحية الحياة، اعتبر غسان شربل أنّ إيران أخطأت حين اعتبرت أن بإمكانها إدخال اليمن في منطقة نفوذها، من دون أن تراعي حساسية موقعه، وما يشكّله ذلك من تهديد لأمن الآخرين. وأخطأت أيضاً حين اعتبرت أنها يمكن أن تحقق في اليمن ما تعذّر عليها تحقيقه في البحرين، وهو يرمي إلى إضعاف الأهمية الاستراتيجية للسعودية وتطويقها. وأخطأَت حين اعتقدت بأن السعودية لا تستطيع الذهاب في الرد إلى حد اتخاذ قرارٍ بالحرب، لمنع عملية التطويق. لا تستطيع السعودية التعايش مع ترسانة صاروخية تأتمر بأوامر الحوثيين. ولا تستطيع السعودية ومصر احتمال وقوع باب المندب تحت سيطرة ميليشيا تابعة لإيران. ورأى أنّ المخرج الحقيقي هو أن تتصرف إيران كدولة لا كثورة، وإن فعلت سيسلّم لها الآخرون بدور مهم يتناسب وحجمها. دور لا يقوم على حساب الآخرين أو تهديدهم. الثورات أيضاً تكبر وتتقاعد، والدليل أن أوباما صافح رئيساً اسمه راوول كاسترو. وقبل كاسترو بعقود كبرت الثورة الصينية واستقرت في دولة، ومدّ رُبّانها ماو تسي تونغ يده لمصافحة زائر أميركي اسمه ريتشارد نيكسون.

          ورأت افتتاحية القدس العربي أنّ التدخّل العسكري للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن أدّى إلى تموضعات سياسية وعسكرية عربية وعالمية ويمنية جديدة لم تكن متوقعة قبل بدء الحملة. وزعمت الصحيفة أنّ الحرب اليمنية تعطي طابعاً قومياً للصراع بين العرب والحكومة الإيرانية، الأمر الذي يفسّر، ربّما، خطابات ايرانية عنصرية متصاعدة ضد العرب بل وضد الإسلام نفسه كونه لا يمكن فصله عن العروبة... بتمددها المحموم في المنطقة العربية وزرعها حروباً طائفية قاتلة، ومشروعها النووي الباهظ الثمن، أثقلت إيران ظهر الإيرانيين بالعقوبات والحصار وعزلتهم عن محيطهم العربيّ الواسع، كما قضت على طموحاتهم الديمقراطية وبذرت أموالهم على المغامرات الحربية في المنطقة، وبذلك أضاع مشروع القوّة الإيرانية مشروع الحضارة الفارسية. في المآل فقد قضت إيران، وهي الدولة الإسلامية الأقرب إلينا، اجتماعاً وثقافة وحضارة، على آمالها بإمكان تعاطف العرب مع مشروعها النووي (من باب التوازن مع عدونا الإسرائيلي على الأقل)، فخسرت جوارها الطبيعي ودمّرت مجالها الحيوي وأورثت العرب آلاماً وكوارث يحتاجون أجيالاً عديدة للخروج منها.

بدورها، اعتبرت افتتاحية الوطن السعودية أنّ إعلان الخارجية اليمنية أن حكومة اليمن قررت فرض حظر بحري على المياه الإقليمية، وتفويضها دول عاصفة الحزم في تنفيذه، يشكل صفعة جديدة تتلقاها سياسة طهران في المنطقة. الصفعة الجديدة التي تلقتها السياسة الإيرانية ستفقدها التوازن حتما، وسوف يحاول ساسة طهران البحث عن منفذ آخر لتهريب الأسلحة للميليشيات الانقلابية... ولكن مهما راوغت طهران، فالحكومة اليمنية الشرعية لن تتراجع عن قرار الحظر البحري، وتكليف من رأتهم جديرين بتنفيذه، وهي مرحلة تمهد لها أن تستعيد السيطرة على المنافذ الجوية والبحرية، فيستمر قطع إمداد الانقلابيين بالسلاح، أما المنافذ البرية فأمرها محسوم ولا مجال لاختراقها من قبل إيران.

ورأت افتتاحية الاهرام، أنه رغم حدة المعارك في اليمن إلا أن القرار العربي موحد وصامد، ولن تهتز الرياض بتصريحات مرشد الثورة الإيرانية، وتحمل الانباء تقارير عن أن »عاصفة الحزم« قد اقتربت بقوة من الرؤوس الكبيرة في جماعة الحوثي..  وأيا ما كانت الصورة النهائية فإن الحقيقة المهمة هي أن القيادات الحوثية لم تعد بعيدة عن أيدى قوات التحالف ولعل ذلك ما يفسر خنق طهران، وذلك من جراء عجزها عن حماية »أصابعها« في اليمن، وهو ما يكشف حدود «القدرة الإيرانية» إذا ما وجهت بقرار عربي موحد، وإرادة قوية للتصدي لها.

ونشرت الاندبندنت أون صنداي مقالا بعنوان؛ "عدو عدوِّي يجب أن يكون صديقي"، لفتت فيه الى أنه "بالنظر إلى خريطة اليوم نجد أن الدول المسلمة تتحلل أو تضعف بدءا من باكستان وصولا إلى نيجيريا"، وأن "المستفيدين من ذلك الوضع هم تنظيم القاعدة والجماعات التي استمدت أفكارها منه". وأشارت الصحيفة الى أن "هذه التنظيمات المتشددة لا يتم استهدافها بشكل فعال على الرغم من أن أعداءها كُثُر"، مضيفة: "يرجع الفشل إلى مقولة راجت قبل أشهر قليلة بين الساسة والدبلوماسيين الغربيين مفادها أن "عدو من يعاديني ليس بالضرورة صديقي"، وذلك في معرض شرح سياستهم بشأن سوريا والعراق".

وذكرت الصحيفة إن "قلة قليلة ممن ذل لسانهم بهذه المقولة قد أمعن النظر فيها أو قدر أنه إذا كانت هذه فعلا سياسة الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفائهم، فلا سبيل لهزيمة تنظيم "داعش" أو جبهة النصرة أو تنظيم القاعدة"، وضربتً مثلا "بطريقة التعامل مع الأزمة الحالية في اليمن"، لافتة الى أن "المستفيد الرئيسي من الغارات السعودية في اليمن هو تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، إذ تعطيه الغارات فرصة للتمدد".

أما في الدستور الأردنية، فاعتبر عريب الرنتاوي، أنّ بعض حلفاء السعودية أخطر عليها من خصومها؛ ففي حربها المفتوحة على اليمن، تعرف السعودية خصومها جيداً، بيد أن شكوكاً كبيرة ما زالت تحيط بمدى معرفتها لأصدقائها وحلفائها في هذه الحرب. هي تقاتل إيران إذ تضرب أنصار الله وأنصار صالح، ولها في ذلك، سيلٌ من الأسباب والمبررات، المفهومة وغير المفهومة.. لكنها وهي تفعل ذلك، ستكتشف تباعاً، بأن من ادعوا الوقوف إلى جانبها وخلفها في هذه الحرب هم إما عاجزون عن تقديم “قيمة مضافة” في ميدان المعارك، ولأسباب شتى، وإما كارهون متربصون، يُصلّون صبح المساء، لتكون أول حرب تخوضها المملكة مباشرة وبقرار منفرد، آخر حرب تخوضها كقوة إقليمية وازنة.

ونبدأ بتجار السلاح في الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، قادة هذه الدول لهم سجل طويل في التخلي عن الأصدقاء والحلفاء... ونمر ببعض دول الخليج، الأقرب إلى المملكة، والتي ناصبتها العداء باستمرار، ونازعتها الصراع على زعامة المنطقة والعالم العربي، وكرست لمقارعتها محطات فضائية نافذة ومليارات الدولارات ... هل يظنن عاقل بأن قطر على سبيل المثال، لا تنام ليلها خشية ضياع دور السعودية القيادي لصالح إيران؟ ثم، ماذا عن بقية الحلفاء؟ مصر الحليف الأكبر المتبقي للمملكة بعد تخلي الباكستان عنها وإصرار برلمانها على موقف الحياد والنأي بالنفس، وبعد اتضاح الحدود الضيقة للدعم التركي لـ “عاصفة الحزم”، خصوصاً بعد زيارة أردوغان الأخيرة لطهران. ما الذي بمقدور مصر أن تقدمه للمملكة، وهي الغارقة في بحر من الأزمات الاقتصادية والسياسية والأمنية؟ القاهرة التي لا تكف عن الحديث عن “الأمن القومي” في الخليج، لم تنجح بعد في حفظ أمنها الوطني، فكل يوم يمر، يفقد عدد من المصريين أرواحهم في الحرب الإرهابية المفتوحة على مصر، واحياناً بأعداد كبيرة؟ إن كانت لدى مصر كل هذه القدرات لحفظ أمن الخليج، فمن باب أولى أن تستخدمها لحفظ أمنها الداخلي المنتهك في سيناء ومنها، وعلى الحدود الغربية كما في الداخل؟

وفي الدستور، اعتبر حسين الرواشدة أنه إذا أضفنا موقف البرلمان الباكستاني الذي قرر بالاجماع الالتزام بموقف الحياد تجاه الحرب في اليمن، الى موقف أردوغان الذي أعلنه من طهران، فان الصورة تبدو واضحة تماما وهي ان المواجهة التي تدور في اليمن (وربما لاحقا في العواصم التي تمدد فيها النفوذ الايراني) انحصرت في جبهتين، احداهما ايران مضافا إليها حلفاؤها في المنطقة ، والثانية دول الخليج العربي (باستثناء سلطنة عمان) وبعض الدول العربية التي انضمت الى عاصفة “الحزم”، وهذا يعني ان عنوان الحرب سيكون عربيا ايرانيا، وان الحرب سياسية لا دينية، وأن خريطة التحالفات في المنطقة التي كان البعض يتوقع ان تتشكل على أساس مذهبي (سني شيعي) لم تعد قائمة بعد ان انسحبت أكبر دولتين محسوبتين على السنة وهما تركيا وباكستان.... المؤكد أن الهدف من الحرب في اليمن هو استنزاف العواصم العربية من خلال دفعها الى مواجهة مع ايران فقط، وعلى ضوء نتائج هذه المواجهة سيأتي الدور لترتيب الاوراق بين “الرابحين”، ومن ضمنهم تركيا، والمؤكد ان منطقتنا تشهد “تصفيات” نهائية في مونديال دموي لن يخرج احد منه بانتصار حقيقي، لا ايران ولا تركيا ولا العرب، ولهذا فان اقصر طريق لوقف النزيف وتجنب الكوارث القادمة هو “تشغيل” محركات السياسة، وتغليب منطق الحوار والعقل والحكمة على وساوس الانتصار او الانتقام او اعادة عقارب التاريخ للوراء.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.