تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: واشنطن وباريس تشاركان: أنباء عن إنزال بحري في عدن:

        دخلت الحرب على اليمن، يوم أمس، منعطفاً جديداً، تمثّل بإنزال قوات برية في عدن، في مسعى لتحقيق أولى الأهداف المعلنة التي انطلقت من أجلها «عاصفة الحزم» قبل ما يزيد على شهر، بإيجاد موطئ قدم للحكومة «الشرعية» في المدينة، بعدما أثبتت الغارات الجوية عدم جدواها في تحقيق تلك الغاية، وسبق ذلك التطوّر معلومات أشارت إلى أنّ العملية كانت مقررة قبل حوالي الشهر، إلا أنها أرجئت لأسباب لوجستية.

وأفادت السفير أنه إذا نجحت تلك القوات إلى جانب الميليشيات المسلحة الموالية لعبد ربه منصور هادي، في السيطرة على عدن، بعد ورود معلومات غير مؤكدة عن سيطرتها على مطار المدينة، فإن ذلك يعني تهيئة الأرضية لعودة هادي وحكومته، ما قد يعقد أيّ جهود ديبلوماسية لحل الأزمة في اليمن. وفي هذا الإطار، أكّد مصدر ديبلوماسي غربي في رواية أنّ عملية الإنزال البحري، التي تمّت عبر ميناء جيبوتي، كان مخططاً لها في السابع من نيسان الماضي، لكنّها أرجئت بسبب اندلاع مواجهات عنيفة بين «اللجان الشعبية» التابعة لجماعة «أنصار الله» والجيش اليمني من جهة، والميليشيات التابعة لهادي من جهة أخرى، في محيط ميناء عدن، ما حال دون تنفيذ عملية الإنزال في ذلك الوقت. وأشار المصدر إلى أنّ للعملية هدفين «الأول عسكري بإيجاد منطقة آمنة في مدينة عدن لتكون مرتكزاً تنطلق منه قوات التحالف، والثاني سياسي بتوفير موطئ قدم للحكومة اليمنية تدير منه شؤون البلاد».

وكشف المصدر أنّ بضعة آلاف من جنود قوات «التحالف» شاركوا في عملية الإنزال، موضحاً أنّ هناك دوراً مهماً لكل من واشنطن وباريس في العملية من خلال قاعدتين عسكريتين لهما في جيبوتي، حيث اختصرت الولايات المتحدة دورها في تقديم الدعم في المجال الجوي ومراقبة الأجواء وملاحقة عناصر «القاعدة» من خلال تعاونها مع السعودية في إطار اتفاقيات التعاون العسكري والأمني بين البلدين، فيما ستسخّر فرنسا كل إمكانياتها البحرية في البحر الأحمر لعملية الإنزال.. المصدر الغربي أكّد أنّ نحو 150 عسكرياً إماراتياً وصلوا إلى القاعدة الفرنسية في جيبوتي للمساعدة في عملية الإنزال البحري الأولى التي أرجئت، موضحاً أنّ هذه الخطوة جرت بالتواصل بين القاعدة الفرنسية في جيبوتي، ونظيرتها في أبو ظبي.

وأشار إلى أنّ عدداً كبيراً من هؤلاء العسكريين هم من أبناء اليمن الجنوبي الذين هربوا بعد حرب العام 1993، حيث حصل الكثير منهم على الجنسية الإماراتية وعملوا في المؤسسة العسكرية هناك. مصدر آخر أكّد، في رواية مشابهة، أنّ جنود «التحالف» في عدن «لا يتخطون بضع عشرات، وهم من أصول يمنية وينتمون إلى القوات المسلحة السعودية والإماراتية». ولفتت السفير إلى أنّ معلومات الإنزال على مدى اليومين الماضيين، والتي أكدتها مصادر عدة، نفاها المتحدث باسم «التحالف» أحمد عسيري.

بالمقابل، وجّهت جماعة «أنصار الله» رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، تدعوه فيها إلى العمل على إنهاء الضربات الجوية السعودية. وقال رئيس دائرة العلاقات الخارجية في الجماعة حسين العزي في الرسالة «يؤسفنا أن نبلغكم بأنّ الكميات المتبقية من الوقود مهدّدة بالنفاد خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة في معظم مستشفيات الجمهورية اليمنية المكتظة بآلاف الجرحى والمرضى مع نقص مخيف في كميات الدواء. كما نؤكد أنّ هذه الحالة الخطيرة والمأساوية تأتي في ظل استمرار العدوان السعودي السافر على بلادنا وشعبنا».

وفيما نددت إيران على لسان مساعد وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان بـ «مغامرات» السعودية في اليمن، أكدت أن «أمن اليمن من أمن المنطقة ومن أمن إيران.. لن يكون مسموحاً أن يلعب آخرون بأمننا المشترك».

من جانب آخر، ووفقاً للسفير أيضاً، تفاوتت التفسيرات بشأن الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للسعودية، أمس الاول، إذ ربطتها بعض وسائل الإعلام بالتغييرات التي حصلت مؤخراً في السعودية، لجهة تعيين الامير محمد بن نايف ولياً للعهد والأمير محمد بن سلمان ولياً لولي العهد، في حين وضعتها وسائل إعلام اخرى في سياق التنسيق المشترك بين البلدين ازاء التطورات في الوطن العربي، خصوصاً ما يجري في سوريا واليمن.

ولم تكد تمضي ساعات على الزيارة المفاجئة والسريعة، التي استغرقت خمس ساعات، حتى اعلنت الحكومة المصرية عن تمديد مهمة القوات المصرية عند مضيق باب المندب لثلاثة اشهر اضافية، ما اثار تساؤلات بشأن هذا التزامن، بالرغم من ان قرار التمديد اتخذ، بحسب الحكومة المصرية، بعد انتهاء فترة القرار الاول الصادر عن رئيس الجمهورية في هذا الشأن، والمحددة بـ 40 يوماً ابتداءً من 26 آذار الماضي.

وأفادت صحيفة الأخبار تحت عنوان: حكاية الإنزال المشبوه في عدن، أنّ الرياض تبدو مصرّة على تأمين موطئ قدم لعبد ربه منصور هادي في عدن، حيث تزايدت المعطيات خلال اليومين الماضيين عن حصول انزال بحري، نفاه التحالف وإن كانت المؤشرات تتحدث عن عشرات الإماراتيين من أصول يمنية، في ظل استعادة للنقاش السعودي المصري حول الدخول البري، مترافقاً مع تأكيد القاهرة لأولوية الحل السياسي عبر حوار يمني، وذلك عشية قمة تشاورية خليجية غداً، وقبل أيام من اللقاء المرتقب بين قادة الخليج والرئيس أوباما في كامب ديفيد، في مقابل تحذير إيراني للمملكة الوهابية من أن «زمن المغامرات قد ولّى» إلى غير رجعة.

ووفقاً للأخبار، يتجه العدوان السعودي على اليمن بخطى متسارعة إلى الانتقال نحو مراحل أخرى، يتطلّع من خلالها إلى تحقيق مكاسب ميدانية ملموسة، الأمر الذي لا يزال متعذراً حتى اللحظة. فيوم أمس، تضاربت الأنباء حول بدء التحالف عملية برّية محدودة في عدن بواسطة قوات عربية قادمة من جيبوتي برعاية أميركية وفرنسية، لدعم المجموعات المسلحة الموالية للرئيس الفار عبد ربه منصور هادي في قتالها الجيش اليمني وجماعة «أنصار الله» في المدينة التي سعت الرياض وحلفاؤها منذ البداية إلى جعلها موطئ قدم لهادي وحكومته... مصادر خاصة، أكدت أن الترويج لإنزالٍ بحري في عدن، جاء على خلفية انهيار في صفوف قوات هادي، وخصوصاً في منطقة التواهي حيث تمكن الجيش و»أنصار الله» من تحقيق خروقات عدة، ما دفع إلى نشر هذه الأنباء لرفع معنويات هؤلاء. غير أن المصادر لم تستبعد في الوقت عينه، أن يكون التحالف قد أنزل «عشرات المرتزقة الإسلاميين لقلب موازين القوى على الأرض»، مستندين إلى انزال سابق من نوع كهذا قبل فترة، جرى في خلاله استقدام مقاتلين إسلاميين من أصول يمنية.

ويبدو أن الرياض ودول الخليج تحاول خلق واقع جديد في الميدان اليمني أو على الأقل الإيحاء بذلك، وخصوصاً قبيل القمة الخليجية الأميركية في كامب ديفيد الأسبوع المقبل، والذي ستسبقه قمة خليجية يوم غد. ويلتقي قادة دول الخليج في الرياض غداً في قمة تشاورية لبحث «تهديد التطرف وانعكاسات الحرب في اليمن»، وذلك بحضور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، الذي سيكون أول زعيم غربي يحضر قمة خليجية منذ تأسيس مجلس التعاون الخليجي، ما من شأنه أن يعكس دور فرنسا البارز في سير العمليات العسكرية في اليمن.

إلى ذلك، أدانت منظمة «هيومن رايتس ووتش» استخدام التحالف ذخائر عنقودية محظورة مصدرها واشنطن في غاراته الجوية على اليمن.

وفي تقرير آخر، للأخبار أنّ الشارع اليمني بقدر ما يبدو صامداً في وجه العدوان ولم يحقق للعدو ما يريده من الفوضى والهيجان بوجه السلطات، فإنه ينتظر تحركاً من قبل اللجنة الثورية في «أنصار الله» التي أكدت أمس أنها بصدد ملء الفراغ الذي تركته استقالة الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي وحكومته قبل الحرب بأسابيع. خطوة حرصت اللجنة على تأجيلها إلى حين حصول توافق يمكن ان ينتج من أروقة حوار يرعاه المبعوث الأممي السابق جمال بن عمر رغم الاعلان الدستوري. لكن العدوان خلط الأوراق وفرض واقعاً مختلفاً وجديداً. وأكد رئيس اللجنة الثورية العليا، محمد علي الحوثي، أن «هناك مشاورات جارية مع احزاب متعددة لشكيل حكومة طوارئ». وأضاف، حول طبيعية هدف التحرك، أن «الحكومة ستكون معنية باتخاذ خطوات إيجابية لإدارة الازمة والجبهة الداخلية ومواجهة العدوان الخارجي وتداعياته»، مشيراً إلى أن «الحكومة يجب ان تأخذ مسارها في مواجهة العدوان ومتابعة شؤون المؤسسات ورفع الجاهزية لديها والتعامل بجدية مع ما يحصل في الوطن وإعادة تفعيل المؤسسات اكثر مما هي عليه».

بالمقابل، وطبقاً للحياة، دحر مسلحو «المقاومة الشعبية» اليمنية المؤلفة من أنصار الرئيس عبدربه منصور هادي والقبائل الموالية لحزب «الإصلاح» وعناصر «الحراك الجنوبي» أمس جماعة الحوثيين من مواقعها غرب مأرب (شرق صنعاء). كما سيطروا على مناطق استراتيجية في تعز، واستعادوا مطار عدن، بعد معارك عنيفة وتضارب الأنباء حول قوة محدودة تم إنزالها عبر البحر لمساندة المقاومة. في غضون ذلك، تواصلت غارات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، على مواقع الحوثيين وقوات الجيش الموالية للرئيس السابق علي صالح في صنعاء وأبين والحديدة وصعدة ومناطق على طول الحدود الشمالية الغربية.

واعتبرت افتتاحية الوطن السعودية أنّ دعم الشرعية في اليمن مستمر رغم الإشاعات، وأنه من المثير للسخرية أن يقول نائب وزير الخارجية الإيراني إن بلاده "لن تسمح بأي تدخل عسكري في اليمن بسبب مصالح أمنية تربط طهران بصنعاء"، ليظهر كمن يعيش في عالم آخر، فالتدخل العسكري حسم العرب أمره عبر عملية "عاصفة الحزم"، ومن ثم "عاصفة الأمل"، وأما الصراخ الإيراني فلا يتجاوز كونه جعجعة فارغة من غير طحين، تحاول إيران من خلاله أن تغسل ماء وجهها من هزيمة مذلة لسياستها التوسعية بعد أن أفشل العرب مخططها العدواني في اليمن.

ورأت افتتاحية القدس العربي انّ دخول قوّات استطلاع مرتبطة مباشرة بقيادة «التحالف العربي» أمر شديد الأهمية عسكريا وسياسياً، فبعد معركة تحرير عدن، وتحييد قوّات الطيران الموالية للحوثيين، وتوجيه ضربات لهم على أغلب الجبهات، صار لزاماً على قوات التحالف تأمين موطئ قدم آمن في عدن لتمهيد الوضع لعودة الحكومة اليمنية الشرعيّة وبدء ممارستها مهامها الضرورية على الأرض اليمنية، وهي القضية الكبرى التي ستؤكد نجاح عمليات قوات «التحالف العربي» من عدمه.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.