محطة أخبار سورية
غلب الطابع الاجتماعي على الأعمال الدرامية السورية لهذا العام ، ونلمس في هذه الأعمال تطوراً في أسلوب الطرح والمعالجة، إذ تخطت فكرة طرح المشكلة لتعطي حلولاً درامية وبصرية بأسلوب جديد ابتعد فيه صانعوها عن التكرار، وهذا ما نقرؤه في مسلسل "بعد السقوط" من تأليف الكاتب غسان زكريا وإخراج سامر برقاوي الذي تدور أحداثه في أحد أحياء دمشق العشوائية، حيث ينهار بناء من ستة طوابق على ساكنيه، وهنا ترصد لنا كاميرا المخرج برقاوي في إطار درامي وعلى مدار أربع وعشرين ساعة حكايات الأشخاص الذين كانوا في المبنى لحظة انهياره وعلقوا تحت الأنقاض، وصراعهم للبقاء على قيد الحياة، ونكتشف أن بعض هذه الشخصيات شكّل لها انهيار البناء إنقاذاً من الكثير من المشكلات التي كان يمكن أن تحدث.
العمل حسب رؤية المخرج يحمل في طياته فكرة جديدة غير اعتيادية، فالمشاعر الإنسانية تنهض من تحت الركام بحثاً عن خلاصها فوق الأرض، فالكارثة تطفو على السطح، والذعر والقلق استوطن القلوب، وتحت الأرض أرواح تنتظر مصائرها المعلّقة على حافة الموت، وما بينهما إبحار موجع في الذاكرة، وحنين مستعاد لزمن مضى، أو انتظار للخلاص الذي يبدو حلاً مثالياً لتجاوز عبء الفشل الحياتي، وهنا يضعنا العمل أمام عالمين: الأول واقعي يرصد حيثيات الكارثة ومعطياتها، والثاني يعتمد أسلوب "الفلاش باك" الذي يستند على الذاكرة.
ويتناول العمل في سياق طرحه لمشكلات الأشخاص الموجودين تحت الأنقاض خلفيات هذه الشخصيات البيئية والثقافية والظروف التي قادتهم إلى هذا المصير، وذلك بالتوازي مع جهود فرق الدفاع المدني والشرطة والإسعاف، وكيفية تعاطيهم مع هذه الكوارث.
إن تناول العمل لملف المباني المهددة بالسقوط في الأحياء العشوائية يمثل صرخة موجهة لضمائر متعهدي البناء الذين يبنون تلك الأبنية على عجل دون التقيد بقواعد السلامة وقواعد أنظمة البناء، ويتجاوزون نطاق الرقابة القانونية.
العمل من بطولة الفنانين: أمل عرفة، عبد المنعم عمايري، جهاد سعد، صفاء سلطان، وائل شرف، أندريه سكاف، باسم ياخور، قمر خلف، محمد خاوندي، فوزي بشارة، أحمد خليفة، فاتن شاهين، علي كريّم، سامر كاسوحة، جهاد عبدو، عبد الحكيم قطيفان، رنا شميس، عبد الرحمن آل رشي.
