الإحساس الكبير الذي تغني به وتلك النغمة الخاصة بصوتها هو ما جعل منه خامة مميزة وشجع الكثيرين على التنبؤ لها بمستقبل كبير , تغني مع زياد الرحباني منذ ثلاثة أعوام ضمن المجموعة وتغني الآن معه كمغنية ( صولو ) وكان لها جولة في العام الماضي بالوطن العربي بين لبنان وسوريا ودول الخليج ومصر إضافة إلى مشاركات في استراليا ومهرجان الموسيقا الروحية في فرنسا والمغرب والأسبوع الثقافي السوري بأرمينيا والأسبوع الثقافي السوري في قطر .
تعتبر عمرها الفني سنتان وتتمنى أن تكون ناجحة قبل أن تكون مشهورة فرأي الناس من وجهة نظرها مهم جداً كما أنها واثقة من نفسها وهذا برأيها ما سيساعدها على أن تترك بصمة مهمة .
نعم هي الفنانة السورية الموهوبة منال سمعان التي لا تغادر البسمة ملامح وجهها والتي كان لنا معها اللقاء التالي ....
* ما هي بطاقتك الشخصية و الأعمال التي تعملين عليها الآن؟
** تخرجت من المعهد العالي للموسيقا سنة 2008 خريجة غناء كلاسيكي وقبل ذلك كنت مرتلة في حمص فالترتيل كموسيقى بيزنطية يعطي الروح الشرقية مما صقل عندي موهبة الغناء واشتركت في أكثر من فرقة فكانت بداياتي مع فرقة الرواد التي غنيت معها وغنيت مع فرقة التخت النسائي الشرقي إضافة إلى مشاركتي الآن مع فرقة جسور وطبعاً غنائي وتواجدي مع زياد الرحباني .
والآن أتعاون مع مؤلف وملحن سوري هو سعيد ميرخان وقريبا سيصدر ألبومنا المشترك الجديد المكون من سبع أغاني من بينها أغاني (لغتك صعبة عليي) و(شو بدي بماضيك) كما أني أيضاً بصدد العمل على ألبوم آخر حيث أقوم الآن بدراسة الكلمات والألحان .
*إلى من تستمعين وتغنين من المطربين ؟
** أسمع إلى الأغاني العربية الكلاسيكية القديمة كأم كلثوم - عبد الوهاب - فيروز - زكي ناصيف - وديع الصافي - ليلى مراد - سعاد محمد - أسمهان وكارم محمود وبعض الأصوات الجديدة الجميلة واغني لهم بالإضافة إلى غنائي للتراث السوري فبالنهاية المغني يغني الموسيقا التي يحب .
*شاركت مع فيروز مؤخراً من خلال ألبومها الجديد , ماذا تعني لك فيروز وما الذي تضيفه تلك المشاركة إليك؟
** فيروز تعني لي الكثير فنحن تربينا على صوتها وعشنا معها ففيروز والرحابنة هم مدرسة ، وبالتأكيد هذه المشاركة أضافت لي الكثير وأعطتني المزيد من الثقة بالنفس فأنت حينما تقف أمام هامات كبيرة لابد من تتأثر بها وتعيش تلك الحالة من الرقي الفني .
*كيف اكتشفت موهبة الغناء لديكي ومن هي منال سمعان قبل الالتحاق بالمعهد العالي للموسيقا ؟
**بدأت الغناء منذ الصغر عن طريق الكورالات وأول من سمعني كان الأستاذ الكبير وديع الصافي عام 1999 أثناء حفلة له بحمص حيث غنيت أغنية من ألحانه وهو من شجعني على متابعة طريقي في مجال الفن وبعد ذلك تابعت طريقي وشاركت في مهرجان قيثارة الروح عام 2002 وحصلت على الجائزة الأولى لأفضل عمل متكامل ثم درست في المعهد المتوسط للموسيقا وبعد ذلك في المعهد العالي للموسيقا في الوقت الذي توظفت به كمدرسة موسيقا مما ساعدني مادياً أثناء دراستي في المعهد العالي إلى أن تخرجت من المعهد العالي واستقلت من التدريس باعتباره يتعب الصوت وأكملت بعد ذلك مشروعي الفني .
التشجيع عندما يبدأ من البيت يكون له أثر مهم
*برأيك ما هو دور الأهل والأصدقاء والمحيط بشكل عام في دعم الفنان وتشجيعه ؟
** بالتأكيد لهم دور مهم وبالنسبة لي في البداية كان أهلي مترددين بموضوع دراسة الموسيقا والذهاب إلى دمشق ولكن صدقني الطموح في بعض الأحيان يكون أقوى من كل شيء حيث استطعت إقناعهم بالنهاية بالذهاب إلى دمشق ومتابعة الدراسة بالمعهد العالي وبعد ذلك انتقل أهلي إلى دمشق وأصبحوا هم الداعم الأكبر لي من حيث التشجيع فالتشجيع عندما يبدأ من البيت يكون له اثر مهم خاصة وان الأهل لا يجاملوا وإنما يخبروك عن مكامن ضعفك إن وجدت بتجرد وموضوعية وبالنسبة للأصدقاء فهم مشجعين وفخورين جداً بي وخاصة بعد كل حفلة كنت أقوم بها حيث يبادروا بالاتصال بي فوراً للتهنئة بأدائي ولإبداء النقد سواء كان ايجابياً أم سلبياً.
*كيف ساهمت المؤسسات الثقافية في سورية بدعمك كوزارة الثقافة ودارالأوبرا السورية ؟
** طبعاً هذا اللقاء هو فرصة جميلة لأتوجه بالشكر لوزارة الثقافة التي دائماً تدعونا للأسابيع الثقافية التي تكون خارج البلد وتدعمنا وهم يحاولون دائماً إعطاء الفرص للجميع أما بالنسبة لدار الأوبرا فهي تقوم أيضاً بدعمنا فحين نتقدم بطلب إلى دار الأوبرا لإقامة حفل فهذا الموضوع يستجاب حسب الجدول الذي تعده الدار ودعيت مع فرقة الجسور من قبل الدار للمشاركة في مهرجان الموسيقى العربية الذي سيقام في دار الأوبرا المصرية .
لا استطيع تخيل حياتي بعيداً عن الفن
* ماذا يعني الغناء لمنال سمعان ؟
** يعني لي كل الحياة فلا أستطيع تخيل حياتي بشكل آخر بعيداً عن الفن والغناء وهذا ما توضح لي مع الوقت فهناك الكثير من الخيارات التي تأتي في حياتك وبالأخير تكتشف أن هناك شيء أقوى منك فانا يومياً أسمع و اغني في البيت ومع الأصدقاء حتى لو لم يكن عندي حفل فالغناء هو جزء مني .
* ما رأيك بموضوع الشللية في الوسط الفني وإلى أي مدى تؤثر بالفنان ؟
**أنا لا أحب كثيراً هذا المصطلح فبالنهاية هم مجموعة من الأشخاص يتفاهمون مع بعض ويشكلون مجموعة أو فرقة ويسجلوا مع بعضهم في الاستديو وبالنهاية كل فنان لديه شيء مختلف عن الآخر وعندما يكون هناك مجموعة يصبح لديك تنوع جميل وبالنهاية الموسيقى هي ملك الجميع وليست حكراً على أحد.
*إلى من تتوجهين بالشكر ؟
** أولا أشكر أهلي على تشجيعهم الدائم لي ووقوفهم إلى جانبي كما أشكر أستاذتي رشا رزق التي قدمت لي الكثير من وقتها وأعطتني من خبرتها وأشكر الأستاذ زياد الرحباني الذي شجعني ووثق بإمكانياتي وصوتي وهذه شهادة أعتز بها ولا أنسى شكر الأب سمير حداد الذي أيضاً ساهم باكتشافي ودعمي .
*ماذا تتمنى منال سمعان؟
**أتمنى من الله أن يضع دائماً في طريقي الناس الطيبين الذين يدعمونني ويقفون إلى جانبي لأستطيع الاستمرار وتقديم شيء جميل إلى الناس الذين يثقون بي وأتمنى أن أكون شخص ناجح فبالنهاية الموهبة موجودة ويبقى علينا العمل بجد لنحقق النجاح فالفنان عندما يتوقف عن التمرين والغناء شهر فهو يرجع سنة إلى الوراء وأنا لا أتخيل أنه يوجد هناك نجاح كامل فالكمال لله وبرأيي مقومات الفنان الناجح هي الموهبة والعمل على صقل الموهبة كما أن الشكل والكاريزما مهمين على المسرح إضافة إلى الطيبة في التعامل مع الناس فالغرور هو أول خطوات الفشل .
حاورها : أحمد حمزة الدرع
