تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

"كرنتينة" فيلم عراقي يعكس آثار الحرب عبر قصة قاتل مأجور.. المخرج: الشهرة لم تغريني عند اختيار الممثلين

مصدر الصورة
sns - وكالات

 

محطة أخبار سورية

اعتبر المخرج العراقي عدي رشيد أن الحرب التي قادتها الولايات المتحدة على العراق أفرزت في المجتمع ظواهر ومهن جديدة، منها مهنة القاتل المأجور أو المحترف، وهي موضوع فيلمه الجديد "كرنتينة" الذي ينافس في مهرجان "أبوظبي السينمائي" الرابع.

 

وقال في مقابلة مع قناة "العربية"، اليوم الثلاثاء 19-10-2010، إن الفيلم تم تصنيفه في المهرجان على أنه "سيكولوجي"، لأنه يتناول "دواخل" الشخصية عبر الحوار والحركة والصمت أحياناً.

 

ويبدأ "كرنتينة" بمشهد في نهر تختلط فيه مخلفات وقمامة تلوث مياهه وينتهي بالمياه نفسها وقد احمرت بدماء جثة قاتل محترف، وهي مهنة صارت رائجة ولها ممولون وضحايا، وبين المشهدين تصبح الحياة في العراق أشبه بكابوس.

 

ويصور الفيلم، الذي يعني اسمه مصحة الأمراض النفسية والعصبية، أسرة تقيم في منزل به غرفة منفصلة في الدور الأعلى يسكنها شاب مهنته القتل ولديه قائمة بأشخاص عليه أن يقتلهم لصالح جهة تدفع له الثمن.

 

في العملية الأولى يهبط القاتل من سيارة يقودها مساعده ويدخل بيتاً ويطلق النار على ضحية ثم يخرج ليستقل السيارة فيرفع مواطن آخر يديه مستسلماً، في إشارة إلى معرفته بمهنة القاتل وعدم رغبته أو قدرته على الاعتراض ولو بالكلام ويكفي أن ينجو بنفسه.

 

وفي مشهدين مهمين على المستويين الفني والموضوعي تتحرك دبابة في الشارع حتى يكاد الجالس في قاعة السينما يشعر بنفسه جزءاً من المشهدين وكأنه فوق ظهر الدبابة ويتحرك معها أو يحرك مدفعها يميناً وشمالاً.

 

وأكد رشيد أن اختياره للممثلين في الفيلم لم يعتمد على الشهرة، بل على الأنسب لكل دور، مشيراً إلى أن بطلي العمل لم تسند لهما من قبل أية أدوار بطولة، وفي نفس الوقت أسند لنجوم مشهورين أدواراً مساندة، وشدد على أن ذلك جاء لمصلحة الفيلم والعاملين فيه على السواء.

 

وعن الصعوبات التي واجهته خلال إنجاز العمل، يقول رشيد إن كل شيء صعب في العراق حالياً، بسبب الحروب التي جرت على مدار الأربعين عاماً الماضية. ويضيف "رغم التحديات إلا أني ضد من يتعلل بالصعوبات حتى لا ينجز شيئاً". وعرض الفيلم مساء يومي أول من أمس الأحد وأمس الإثنين.

 

ويتناول الفيلم قضية أسرة من 4 أشخاص هم: مريم وهي فتاة تعاني مرضاً نفسياً أو عصبياً ولا تستطيع الكلام وتعيش متوحدة مع نفسها، وأبوها صالح الذي يأتيها بامرأة تفك ما يتصور أنه سحراً من عمل الجن وتمارس معها الدجل تعذيباً جسدياً لإخراج "شيطان أخرس" تقول إنها حملت منه، والابن الصغير مهند وهو تلميذ في الصباح وماسح للأحذية بعد الظهر، أما الأم فضيلة وهي من ضحايا جهل رب الأسرة وقسوته، بحسب ما يصف تقرير لوكالة "رويترز" الإخبارية.

 

والقاتل كما يشير الفيلم بدون أن يوضح أو يفسر أو يبرر شاب يكرهه أبوه ولا يرحب به زائراً، وفشل في دراسته وفي زواجه بزميلته هناء التي أصبحت أستاذة في الجامعة وتزوجت من علي زميلها في الجامعة والذي يلقى حتفه في الطريق على يد القاتل المحترف على الرغم من عدم إدراجه في القائمة المكلف بتصفية أصحابها.

 

وبعد قتل علي يأتيه شخص يحذره أن يخرج عن حدود ما يؤمر به، ويذكره بأنه مجرد بندقية للإيجار وليس من حقه أن يجتهد أو يفكر في الانتقام لنفسه في شأن خاص كما فعل حين قتل أستاذ الجامعة بدافع الغيرة الشخصية، وليس من حقه أيضاً أن يقتل بطريقة غير متفق عليها.

 

والفيلم الذي يمنح أملاً ضئيلاً ينتهي بمشهدين كأنهما الخلاص من كابوس، إذ يلقى القاتل مصرعه في مباغتة من مساعده وتلقى جثته في النهر لتمتزج الدماء بالمخلفات، كما تتمكن الأم من التمرد على سلطة الأب وتغادر البيت مع ولديها.

 

ومهرجان أبوظبي الذي يستمر 10 أيام يعرض 172 فيلماً من 43 دولة، منها 71 فيلماً روائياً طويلاً، و55 فيلماً قصيراً، و46 فيلماً إماراتياً وخليجياً، وتعلن جوائزه في حفل الختام مساء الجمعة المقبلة.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.