تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

"المانشافت"الألماني يُذل المنتخب الإنكليزي برباعية تاريخية

 

محطة أخبار سورية

لقّنت ألمانيا منافستها انكلترا درساً قاسياً حين اكتسحتها 4-1 الأحد 27-06-2010 على ملعب "فري ستايت" في بلومفونتين لتبلغ ربع نهائي كأس العالم لكرة القدم في جنوب إفريقيا في إحدى الملاحم الكروية التي شهدت أيضاً إصدار التاريخ حكماً طال 44 عاماً.

 

وسجّل ميروسلاف كلوزه (20) ولوكاس بودولسكي (32) وتوماس مولر (67 و70) اهداف ألمانيا، وماتيو ابسون (37) هدف انكلترا.

 

وكانت مواجهة اليوم الثامنة والعشرين في تاريخ مواجهات المنتخبين، ورفع الألماني عدد انتصاراته على منافسه إلى 13 مقابل 10 هزائم وخمسة تعادلات.

 

لكنها كانت المواجهة الخامسة في نهائيات كأس العالم. المرة الأولى في المباراة النهائية الشهيرة عام 1966 التي حسمتها انكلترا في مصلحتها 4-2 بعد التمديد، ثم التقى المنتخبان مباشرة في النسخة التالية في الدور الثاني وتقدمت انكلترا 2-صفر قبل أن تتفوق ألمانيا الغربية 3-2 بعد التمديد. تعادل المنتخبان سلبا في الدور الثاني من كأس العالم 1982 في اسبانيا، ثم فازت ألمانيا بركلات الترجيح في نصف نهائي كأس العالم عام 1990 في ايطاليا.

 

وتفاوتت عروض ألمانيا التي تغلب العناصر الشابة على تشكيلتها الأصغر منذ عام 1934 في البطولة، فبعد ان اكتسحت استراليا بأربعة اهداف نظيفة في المباراة الاولى، سقطت في الثانية امام صربيا صفر-1، قبل ان تحسم تأهلها إلى الدور الثاني بفوز صعب بهدف وحيد على غانا.

 

اما منتخب انكلترا فلم يقنع ابدا في النهائيات التي دخلها كاحد المرشحين، فسقط في فخ التعادل 1-1 وصفر-صفر مع الولايات المتحدة والجزائر على التوالي، وانتظر حتى الجولة الاخيرة من الدور الاول ايضا لحسم تأهله بفوز صعب على سلوفينيا 1-صفر.

 

كان الشك يحوم حول مشاركة لاعب وسط منتخب المانيا باستيان شفاينشتايغر بسبب الم في عضلات الظهر لكنه حصل على الضوء الاخصر من الجهاز الطبي للمانشافت قبل ساعات فقط من المباراة.

 

وعاد إلى تشكيلة المانيا المهاجم ميروسلاف كلوزه بعد ان غاب عن المباراة الماضية امام غانا بسبب الايقاف، من جهته، اعتمد الايطالي فابيو كابيلو مدرب انكلترا على نفس التشكيلة التي حققت الفوز على سلوفينيا 1-صفر.

 

وبقي ماثيو ابسون اساسيا بدلا من جيمي كاراغر رغم تنفيذ الاخير عقوبة الايقاف بغيابه عن المباراة السابقة، في حين كان الاعتماد في الهجوم على جيرماين ديفوي على حساب اميل هيسكي بعد ان نجح في تسجيل هدف الفوز على سلوفينيا، اضافة إلى واين روني هداف مانشستر يونايتد الذي ما يزال يبحث عن هدفه الاول في البطولة.

 

وقدم المنتخبان شوطاً اول جيد المستوى شهد محاولات عدة من الطرفين خصوصاً من الالماني الذي كان الطرف الاخطر في نصف الساعة الاول مستفيدا من الارتباك في دفاع المنتخب الانكليزي فسجل هدفين وكاد يضيف الثالث، في حين انتظر منافسه حتى ربع الساعة الاخير ليشكل خطورة جدية على مرمى منافسه فسجل هدفين، الاول احتسب والثاني كان بعيدا عن اعين حكمي الساحة والراية حين اجتازت كرة فرانك لامبارد خط المرمى.

 

جاء ربع الساعة الاول متكافئا وبطيئا في الوقت ذاته شهد سيطرة متبادلة على الكرة لكن في غياب الفرص الحقيقية على المرمى باستثناء واحدة كات المانية حين تلقى مسعود اوزيل كرة داخل المنطقة فحاول مباغتة الحارس ديفيد جيمس لكن الاخير ابعدها في اللحظة المناسبة في الدقيقة الخامسة.

 

ركز المنتخب الالماني انطلاقاته على الجهة اليمنى التي يشغلها مسعود اوجيل بمساندة فيليب لام لكن سرعة اشلي كول حالت دون وصول المحاولات الالمانية إلى مبتغاها.

 

سعى المنتخب الانكليزي إلى الرد أكثر من مرة عبر الجهة اليمنى أيضا بواسطة جيمس ميلنر الذي تألق في المباراة السابقة أمام سلوفينيا لكن اليقظة الألمانية كانت موجودة لعدم إتاحة الفرصة أمامه لتمرير الكرة جيدا إلى المنطقة الخطرة.

 

وكسر الألمان إيقاع المباراة في الدقيقة العشرين بهدف مباغت حين أرسل الحارس مانويل نيوير الكرة بعيدة إلى المنطقة الانكليزية تلكأ المدافعان جون تيري وماتيو ابسون في الانقضاض عليها لتجد كلوزه الذي كان أسرع من ابسون إليها قبل أن يضعها في الزاوية اليسرى لمرمى جيمس.

 

وهو الهدف الثاني عشر لكلوزه في نهائيات كأس العالم (سجل 5 أهداف في مونديال 2002 و5 اهداف في مونديال 2006، وهدفا في مرمى استراليا في الدور الاول للمونديال الحالي)، وبات على بعد هدفين من الرقم القياسي الألماني المسجل باسم المدفعجي غيرد مولر، وثلاثة اهداف من الرقم القياسي لأفضل هداف في تاريخ كأس العالم وهو البرازيلي رونالدو.

 

حاول منتخب انكلترا السيطرة على المجريات بعد الهدف املا في الرد سريعا لكن من دون خطة واضحة أو فرص جدية على المرمى، فكانت محاولات من حين إلى آخر منها كرة من خارج المنطقة سددها غاريث باري سيطر عليها نوير (26).

 

وكادت ألمانيا تسجل الهدف الثاني مستغلة ضعف الدفاع الانكليزي، فمرر فيليب لام كرة إلى توماس مولر إلى حضرها في داخل المنطقة إلى كلوزه الذي انسل خلف الدافعين وحاول وضعها في المرمى كما فعل في الهدف الاول لكن ديفيد جيمس ابعدها بقدمه اليمنى (30).

 

لكن الهدف الثاني لم يتأخر وجاء بعد دقيقتين فقط ليؤكد الخلل الكبير في الدفاع الانكليزي، فانطلقت الكرة من الجهة اليمنى حين مررها كلوزه إلى داخل المنطقة حيث المتابع مولر الذي حضرها بدوره إلى الجهة المقابلة إلى بودولسكي أرسلها في الشباك من بين قدمي الحارس.

 

وجاءت المحاولة الانكليزية الأكثر خطورة منذ انطلاق المباراة في الدقيقة 35 اثر كرة من الجهة اليمنى أبعدها الحارس نيوير من أمام فرانك لامبارد في المرة الأولى ثم ابعد المدافع بير ميرتيكر الخطر (35).

 

قلصت انكلترا الفارق بعد دقيقتين حين رفع غاريث باري الكرة من الجهة اليمنى ارتقى لها ابسون ووضعها برأسه في المرمى لحظة خروج نيوير للتصدي له.

 

وشاءت الأقدار أن يتكرر مشهد أعاد ذكريات نهائي مونديال انكلترا عام 1966 بين انكلترا وألمانيا بالذات حين سجل جف هيرست هدفا مثيرا للجدل ساهم بإحراز انكلترا اللقب للمرة الوحيدة في تاريخها حين أطلق كرة اصطدمت بالعارضة ثم ارتطمت بخط المرمى لكن الحكم في حينها احتسبها هدفا.

 

أما اليوم، وبعد ثوان من هدف تقليص الفارق، أطلق فرانك لامبارد كرة قوية أيضا ارتطمت بالعارضة ثم اصطدمت بالأرض خلف خط المرمى معلنة هدفا أكيدا لكن الحكم الاوروغوياني خورخي لاريوندا لم يحتسبه.

 

وكاد بودولسكي يباغت مرمى انكلترا بعد ثوان أيضا بهدف ثالث حين سدد كرة قوية مرت قريبة جدا من القائم الأيسر.

 

بدأ المنتخب الانكليزي الشوط الثاني مهاجماً بحثاً عن التسجيل فكانت له محاولة أولى عبر ستيفن جيرارد قريبة من المرمى (49)، ثم أطلق لامبارد كرة صاروخية أخرى من نحو 35 مترا اصطدمت بالعارضة (52).

 

ولم يسمح الألمان لمنافسيهم بالسيطرة على المجريات وكانت لهم محاولاتهم أيضا خصوصا عبر مولر الذي اخترق وسجل كرة مرت على يسار مرمى جيمس (60)، اتبعها شفاينشتايغر بواحدة قوية جدا على بعد سنتيمترات قليلة من القائم الأيمن (63).

 

دفع كابيلو بجو كول بدلا من ميلنر لتنشيط خط الوسط وزيادة السرعة في اداء فريقه لكن "المانشافت" قضى على أحلام الانكليز بنسبة كبيرة اثر هجمة مرتدة سريعة حيث تلقى مولر كرة متقنة من شفاينشتايغر فاكملها ببراعة في المرمى رغم محاولة جيمس التصدي لها لكنها استقرت في الزاوية اليسرى (67).

 

وأفلت مرمى انكلترا من هدف رابع عبر مولر بعد دقيقة واحدة حيث مرت كرته قريبة جدا من القائم الأيسر، لكن مولر نجح بعد ثوان قليلة اثر هجمة مرتدة أخرى بعد انطلاقة من اوجيل من الجهة اليسرى فمرر كرة رائعة إلى مولر المتابع وضعها في المرمى ببراعة.

 

وانهار منتخب انكلترا تماماً ولم يقو على السيطرة على الكرة في حين توالت الهجمات الألمانية وكأن النتيجة تشير إلى تفوق الأول الذي عاد إلى زيارة المنطقة المقابلة في الدقائق الأخيرة من المباراة فقط خصوصا عبر كرة قوية للامبارد التقطها الحارس على دفعتين في الدقيقة قبل الأخيرة.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.