تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

المجلس الوطني للإعلام ينبّه إلى الأخطار التي تتعرض لها الآثار السورية

مصدر الصورة
SNS- سانا

 


لكل إنسان وطنان، الوطن الذي ولد فيه وسورية، مقولة أصبحت أمراً مسلّماً به. إذ في سورية ولدت أول المدن الزراعية والإنسانية والكتابة الأبجدية، وأول المكتبات الإنسانية والأرشفة. وفي التراب السوري، تركت الحضارات كنوزها، وساهم في اكتشافها الآثاريون الغربيون والسوريون. وأصبح البحث في الحضارات السورية اختصاصاً علمياً عالمياً. وعرضت اللقى الأثرية والتحف وكنوز الحضارة السورية في مختلف المتاحف التي أقامتها الدولة في أغلب المحافظات السورية محتمية بالأمان الذي نعم به الشعب السوري.
وما زال التراب السوري يخزن ما لم يكشف بعد من كنوز الحضارة في عشرة آلاف موقع أثري. واليوم، في مناخ الحرب الإرهابية الغربية الصهيونية الهمجية المعلنة على سورية، أصبحت المواقع الأثرية والأبنية التاريخية والمدن الحجرية القديمة والمتاحف السورية في خطر كبير. ففي موازاة استهداف البنية الاقتصادية والتعليمية والخدمية والصحية تستهدف العصابات المسلحة البنية الثقافية التاريخية السورية. وتهدد مافيات الآثار العالمية الكنوز الأثرية السورية التي هي جزء لايتجزأ من الذاكرة الإنسانية جمعاء.
إن الاستهداف الوحشي للآثار السورية يشهد عليه ما يتواتر من معلومات عن التنقيب الوحشي في قلعة المضيق وقلعة الحصن وايبلا، ومحاولة سرقة أرضيات الفسيفساء في أفاميا، وسرقة التمثال الذهبي الآرامي من متحف حماة، واعتداء العصابات المسلحة على متحف معرة النعمان، وحرقها أسواق حلب القديمة، ونسفها باب قلعتها الأثري، وتدمير الكنائس والأديرة والمساجد القديمة في حمص، حيث تستخدم العصابات المسلحة القلاع والأبنية والأسواق التاريخية متاريس فتجعل المنجزات الحضارية التي لا تقدر بثمن أرض معركة مسلحة.
وَهَبَت الحضارات السورية المجتمع السوري تنوعه، وصاغته خلال آلاف السنين كالفسيفساء. وربت البنية الروحية السورية على الاعتداد بتماسك النسيج الاجتماعي والتسامح. هذه الذاكرة الحضارية التاريخية مستمدة من الشواهد المادية التي تعرض في المتاحف وتكمن في المواقع الأثرية السورية، يجسدها الشعب السوري الذي ورث روحها العظيمة. ومن أهداف الحرب الاستعمارية الإرهابية على سورية اجتثاث هذا المثل الفريد على التنوع الذي تتلاحم فيه المكونات السورية في جسد قومي وطني، وتتجسد فيه العلاقة بين التراث الحضاري والبنية الإنسانية.
إن المجلس الوطني للإعلام يؤكد أن حماية التراث السوري الحضاري الإنساني الذي ائتمنت عليه سورية دفاع عن الوطن الذي تهدده قطعان المسلحين المتعصبة المتحالفة مع مافيات الآثار. كما إنه دفاع عن الحضارة العالمية الإنسانية.
ويدعو المجلس الوطني للإعلام الزملاء الإعلاميين والمراسلين، كما المثقفين والمفكرين والطلاب ورجال الدين والفعاليات الاجتماعية والسياسية إلى الدفاع عن الهوية الحضارية السورية عبر حماية الآثار الوطنية التي تشكل رمزاً لهذه الحضارة..
كما يؤكد المجلس الوطني للإعلام على المسؤولية المباشرة للمنظمات الدولية المختصة في حماية هذا التراث الإنساني لأن ذلك يدخل في صلب اختصاص المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (اليكسو) والمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (أسيسكو) والمنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو).
ويرى المجلس أنه ليس كافياً الشجب والاستنكار أمام هول الحدث، بل لا بد من تحرك عملي فوري فعال من شأنه وضع حدّ للانتهاكات والسرقات والتدمير الذي يتهدد هذه المعالم والأوابد الحضارية الإنسانية الفريدة.
ومع الإيمان بوعي الشعب السوري بأهمية تراثه الوطني الإنساني، فإن المجلس يدعو جميع السوريين لأن يكونوا درعاً حصيناً لحماية كل ذرة من تراثنا الحضاري الفريد، وقطع كل يد تمتد بالإساءة إليه.
وسينظم المجلس بالتعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف ندوة حوارية حول أهمية الكنوز الأثرية السورية يحدد موعدها في الأيام القادمة.

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.