تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

المستكبرون في الإعلام والمصلحة الوطنية!!

 


                                                                             11/09/2013

في إطار التفاعل الحي مع الوسائل الاعلامية قام المجلس الوطني للإعلام بالإشارة إلى بعض القضايا التي يندفع الإعلام للوقوع فيها عن غير علم أو عن غير وعي أو عن غير انتباه. وابلغنا هذه الوسائل عن طريق السيد وزير الإعلام بكل هذه القضايا والمشكلة أن القضايا التي اشار المجلس إليها كلها على ارتباط بتحقيق المصلحة الوطنية والدفاع عن الهوية للشعب العربي السوري ولكن يبدو أن ( الخطأ الإعلامي ) محصن ( بالجهل المهني ) ومدعوم من مستكبرين لا يريدون اصلاح أخطائهم حتى لو تعلق الامر بالمصلحة الوطنية.
مثلاً – نبهنا إلى أن المحللين والمعلقين وبعض المواد الاعلامية التلفزيونية وفي غمرة حماستها واندفاعها ضد السياسية السعودية والقطرية تخلط بين حكومات هذه البلاد وبين شعبها ويتم تناول (البدو – الأعراب – العربان ) بشكل سلبي وهذا مخالف لقيمنا ويضر بهويتنا ويسيء للوحدة الوطنية لشعبنا خاصة وأن البدو جزء من نسيج شعبنا العربي السوري وجزء ويشكلون جزءاً أصيلاً من نسيج أمتنا العربية ولا يجوز التهجم عليهم أو خلطهم مع حكوماتهم . ورغم تنبيهنا فإن بعض الشاشات السورية ومعلقيها ومذيعيها ما زالوا يرتكبون نفس الاخطاء بحق البدو ومنذ أقل من اسبوع تجرأ أحدهم على أحد الشاشات السورية بتأكيد أن هناك صراع حضاري بين سورية واحد المجتمعات البدوية. وطبعاً انبرت المذيعة لتأكيد هذا الصراع الحضاري والتأكيد عليه.
ورغم أن أحد ضيوفها امتدح ثلاثة ارباع العائلة السعودية الحاكمة فإنها لم ترد ولم تناقشه بل ظلت تقاتل لإثبات الصراع الحضاري المزعوم بين سورية وبين البدو.
مثال آخر: وقام المجلس بالإشارة إلى خطورة ما يسمى ( شحنة العبارة ) وما تخلفه من تأثير سيكولوجي في بناء القناعات وفي هذا الإطار أكدنا أن عنوان أي برنامج هو مفتاح لرسالته الاعلامية لذلك فإن للعناوين أهمية خطيرة وللعبارة شحنات مؤثرة وإهمال كل ذلك يقلب المادة الاعلامية من مادة وطنية ايجابية إلى شحنة مضادة عكسية .
والمثال على ذلك ما عرضته شاشات سورية عديدة لفيلم يهاجم من يتاجر بأعضاء الاطفال السوريين أو يتاجر بتزويج الفتيات السوريات اللاجئات وبغض النظر من فحوى ومضمون الفيلم فقد وضع للفيلم عنوان مسيء هو ( سوريون للبيع ) بدون أي استهجان أو استغراب أو تعجب للعبارة (سوريون للبيع ) ووضع هذا العنوان على صورة خلفية مؤلفة من العلم السوري المطبوع بألوان باهتة على باب خشبي عتيق مما أعطى للعنوان تعميقاً يجعله يحمل شحنة مسيئة للهوية السورية والكرامة السورية.
المثال الثالث:
يندرج في إطار سوء استخدام العبارات في العناوين حيث أن إحدى شاشاتنا تعرض برنامجاً سياسياً اسبوعياً باسم ( دومينو السياسة ).... دون أن ينتبهوا إلى أن ( نظرية الدومينو ) هي الخطة التي وضعها المحافظون الجدد لإسقاط الدول دولة وراء دولة وهي نظرية أميركية صهيونية معادية للشعوب وتستهدف استقرار الدول وهذا ما استعمل في اوروبا الشرقية ثم في شمال افريقيا من تونس إلى ليبيا إلى مصر إلى اليمن إلى سوريا. وعندما نبههم المجلس إلى ما يمكن أن يوحي به استعمال ( الدومينو ) في عنوان برنامج وإلى ما يرسخه من معنى ايجابي لهذه النظرية (المؤامرة) الأمر الذي يضلل المشاهد عندما يسمع عبارة (نظرية الدومينو) وبدل الإحساس بها سلبياً سيحس بها ايجابياً لأن إحدى الشاشات الوطنية تعتمد الاسم وتصر عليه.
والمفارقة أن القائمين على هذا البرنامج أصروا على الاسم بدعوى أن الرئيس استعمل عبارة (الدومينو ) ولم ينتبهوا إلى أن السيد الرئيس استعملها في معرض انتقاده لها وللسياسات المتآمرة على بلادنا ولم يستعملها للتبني طبعاً.
وهكذا تصبح المصيبة مصائب عديدة فهم لا يعرفون مصدر التسمية التي يستعملونا ولا يحسون بشحنات معانيها ثم لا يفهمون ما يقول السيد الرئيس بشكل جيد.
إن المجلس الوطني للإعلام الذي يعمل وفق سياسة التفاعل الحي مقدماً الخبرة المهنية لوسائل الإعلام الوطنية بغية المساهمة في الارتقاء بالأداء الاعلامي الوطني.
يستغرب من الاستكبار الذي يبديه بعض القائمين على بعض الوسائل الاعلامية ونقول استكبار لأن ممارساتهم قائمة على الجهل الذي لا يقبل النصيحة و لا يريد الرجوع عن الخطأ بل يتفاخر به.
وأمام هذا الاستكبار فإننا ندعو السيد وزير الإعلام للانتباه بشجاعة لهذه الممارسة وللتعامل بحزم تستدعيه المصلحة الوطنية أولاً. وأملنا أنه فاعل حتماً.
وهدفنا دائماً المصلحة الوطنية العليا.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.