تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

دور الإعلام في محاربة الفكر التكفيري: محاضرات المشاركين.

د. الحويّك عطية: ما الذي يقود للناس للتكفير؟ قيبلات: توظيف الدين لأغراض سياسية وأنانية.. د. علوش: صفات الفكر التكفيري وسبل مواجهته!!

أقام المجلس الوطني للإعلام ندوة بعنوان: "دور الإعلام في محاربة الفكر التكفيري"، شارك فيها ضيوف أشقاء هم، السيدة الدكتورة حيـاة الحويّـك عطيّة من لبنان، والسيدين الدكتور إبـراهيم علـوش وسـعود قبيـلات من الأردن، وآخـرون مـن سـورية.

وأدار الندوة التي أقيمت يوم الاثنين30/6/2014 الساعة الحادية عشرة صباحاً على مُدرّج دار البعث، السيد محمد رزوق، رئيس المجلس الوطني للإعلام، الذي رحّب بالضيوف الكرام، واستهل الندوة بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، وبتقديم الضيوف بشكل مقتضب.

وفيما يلي مداخلات السادة الضيوف:

أولاً، مُداخلة الدكتورة السيدة حياة الحويّك عطية:

د. حياة الحويك عطية:

قبل أن أتحدث عن التكفير وآثاره عامة وعلى الإعلام والثقافة خاصة لا بد من البدء بسؤال: ما الذي يقود الناس إلى التكفير؟ مع ملاحظتين:

- لانقول ذلك من باب التقليل من شان المؤامرة الخارجية، وأقول مؤامرة رغم اعتراضات من يتهمون بنظرية المؤامرة. لأن هؤلاء إنما يتجاهلون الترجمة الطبيعية لتعارض استراتيجيات الدول ومصالحها، ترجمة لا ترتدي بالطبع مسوحاً كنسيا أو انفعالية آنيا.

- لا أقول ذلك لأسلك منهج إيجاد التبريرات للمجموعات التكفيرية الفاعلة على أرضنا العربية وإنما للوصول إلى كيفية مقاومة مد هذا الفكر لحفظ بقية مما تبقى للحياة.

ما الذي يقود هذه الكتائب من البشر (وخاصة من الشباب) إلى تعطيل العقل وتعطيل القيم الإنسانية وتعطيل مفهوم الانتماء، وربما بلغة علمية ما الذي يشوه مفهوم الأنا ومفهوم النحن؟ أي ما الذي يعيق تشكل الهوية الفردية القائمة على العقل النقدي والتفكير المنهجي والخيار الحر، مما يترتب عليه وعي الحقوق الفردية المبنية على معيار واحد = المواطنة.

ومن جهة ثانية ما الذي يشوه مفهوم الهوية، من هوية اجتماعية وطنية جامعة على تعدديتها، إلى هويات فرعية تجزيئية قاتلة، تتفجر كالقنبلة العنقودية أو تهدر كالطوفان المجنون فلا تبقي ولا تذر؟ وعليه ماهو دور الثقافة والإعلام في هذا التشويه أو في معالجته؟

بدءاً من نظرة مقارنة داخل مراحل تطور البشرية على اختلاف مجتمعاتها: لقد مرت هذه المجتمعات كلها في مراحل ظلامية ومراحل تنوير ولم تبدأ مراحل التنوير إلا بعد معاناة مرة مع الجهل ومفهوم معين للدين وللعرق، أي لطبيعة الانتماء ومحدداته.

تلازم الجهل مع التكفير

العنصرية الدينية مع العنصرية العرقية

كان الأوروبيون يفسرون وجود الهياكل العظمية البحرية المتحجرة في أعالي الجبال على أنها بقايا الحيوانات التي لم تجد لها مكانا على سفينة نوح. وعليه قال مؤرخو الفلسفة أن داريون كان يحمل تحت إبطه كتاب شارلز ليل: مبادئ الجيولوجية.

هنا ننفذ من العلم العقلاني إلى سلطة الكنيسة، وبملاحظة أخرى نرى أن سلطة الكنيسة المعطلة للعقل كانت متوازية مع مفهوم القومية العرقية العنصرية. كل ذلك لم تخلص منه القارة العجوز إلا بالخلاص من تعمية وسلطة الكنيسةـ وليس من الكنيسة فهي ما تزال قائمة كمرجع إيماني فحسب ـ وبخوض حربين عالميتين كلفتا الإنسانية خمسين مليون قتيل، إضافة إلى الحروب الداخلية، إلى أن أوصلها ذلك إلى تبلور وتبني مفهوم الدولة المدنية المعاصرة القائمة على مفهوم المواطنة كأساس فكري (وعليه أقر قانون العلمنة وقانون تجريم العرقية)، وما ينتج عن هذا المفهوم من مفاهيم الحريات الأساسية، العدالة الاجتماعية وفصل السلطات وتداولها.

فأين نحن من كل هذا؟

وبما أننا نتناول هذا الموضوع من منظور الإعلام والثقافة فلنسأل: هل صحيح أن هاتين الفعاليتين تشكلان فعلا قيادة الرأي العام، كما هو شائع؟ وما هو دورهما في نشر التكفير أو مقاومته؟ وسأركّز أنا على موضوع الإعلام من باب التخصيص، بل ومن باب الإيمان بأهمية الموضوع:

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.