تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

القلق السعودي يرتفع بسبب تزايد الأخطار..!!

مصدر الصورة
SNS


7/1/2015

الأمل يتراجع في المملكة السعودية. الأفق يضيق. الخوف يتسع والقلق يتزايد. المشاكل والتحديات المحدقة التي تهدد المملكة كبيرة وكثيرة، وأقلّها ينذر بمستقبل غامض ووضع لا يدعو للشعور بالأمن والأمان والاستقرار. وأياً يكن الدور "التطميني" الذي يقوم به الإعلام السعودي الرسمي أو المموّل من النظام السعودي، فإن الأخطار المحدقة واضحة ومتعددة ولا يحجبها غربال التبخير أو تحلّها التمنيات؛ أمنية وسياسية واقتصادية واجتماعية؛

ونبدأ من التحدي الأخير؛ ففي الداخل السعودي، المجتمع مفكك وقلق وتسيطر على أفراده نزعات التطرف والتكفير والانغلاق والخوف من القادم، وهذا ما تؤكده وسائل الإعلام السعودية وافتتاحيات الصحف والأخبار، وحوادث القتل والجرائم ونوعيتها وكيفيتها وارتفاع حالات الطلاق وارتفاع معدل العنوسة وتدني مستوى التعليم... الخ. وهذه المشاكل التي يعكسها الإعلام السعودي ويضجّ بها، تؤكد حالة الغليان التي تجتاح البلاد وتنتظر اللحظة المناسبة للانفجار.

أما لجهة اعتلال صحة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز وتأخره في العمر وعجزه عن ممارسة نشاطاته ومسؤولياته، فإن القلق كبير في الدولة وبين المواطنين، بسبب عدم اليقين من شخصية الملك المقبل وولي عهده؛ صحيح أنّ الملك عبد الله عينّ ولياً للعهد وولياً لولي العهد، لكن الصحيح أيضاً أنّ هناك أجنحة في العائلة المالكة لا تؤيد قرارات الملك السعودي وإن سكتت عليها حاليا، وربما هي تنتظر لحين وفاته لتنفّذ برنامجها أو لتطرح السيناريو الذي يناسبها وتقلب الطاولة على من تريد، وهذا الأمر ليس سراً ومطروح حتى في وسائل الإعلام الموالية للسعودية وإن باستحياء؟!

التحدي الثالث هو الحوادث الأمنية المتكررة التي تقع داخل المملكة السعودية وعلى حدودها الجنوبية والشمالية والتي تنذر بعودة الحركات الإرهابية المتطرفة ـ وكثيرون من قادتها وأفرادها سعوديون ـ  للعمل داخل البلاد بعدما ضاقت بها السبل في الدول العربية الأخرى بسبب الحروب التي تُشنّ ضدها؛ ودول الخليج عموماً والسعودية خصوصاً، لا تملك جيوشاً قوية متماسكة يمكنها صدّ هجمات هذه الجماعات المسلحة والحدّ من خطورتها. وحديث الإعلام السعودي عن الوحدة الوطنية ونبذ التطرف والعنف وقبول الآخر... نغمة جديدة لم نكن نسمعها من قبل، وهي تعكس القلق الحقيقي من أن تصبح المملكة الهدف التالي لتنظيم "الدولة الإسلامية في العرق والشام"- "داعش"، أو "جبهة النصرة" أو "القاعدة" أو غيرها.

التحدي الأخر هو علاقات المملكة المتردية مع معظم دول الجوار ومع الإقليم والعالم بسبب سياسات المملكة الانعزالية، وبسبب التبعية الطويلة للولايات المتحدة، ومحاولة ابتزاز الآخرين وإخضاعهم ومحاولة إملاء المواقف السعودية. ولعل النظام السعودي انتبه في الآونة الأخيرة للمشاكل التي وضع نفسها في مواجهتها والمأزق الخطير الذي يواجهه، فحاول تخفيف تطرفه وتراجع قليلاً وحاول التهدئة وتحسين صورته بشكل عام، ولكن يبدو أنّ الوقت قد فات والقطار غادر المحطة قبل صعوده إليه. وفي هذا السياق، لا بد من الإشارة إلى الدور السعودي الأخير في تدني سعر النفط في العالم لمعاقبة روسيا والجمهورية الإسلامية الإيرانية على مواقفهما. وهذا الدور له تبعات سياسية من الدول المتضررة نفسها ومواقفها تجاه السعودية، من جهة، وتبعات اقتصادية كبيرة من جهة أخرى، إذ أنّ السعودية نفسها ستعاني من انخفاض سعر النفط على المدى المتوسط والبعيد مهما يكن الفائض والمخزون المالي لديها، وهذا سيوّلد مشاكل جديدة اجتماعية وتنموية وبالتالي سيساعد في زعزعة استقرار المملكة.

غيض من فيض، لكنها تحديات مصيرية وخطيرة وإذا ما اجتمعت في أي بلد، فهي كفيلة بإنهاكه وتفكيكه وتدميره، فكيف إذا كانت الحاضنة السعودية ضعيفة وولاّدة للمشاكل والتحديات الأخرى..؟!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.