تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الصراخ الغربي.. وجـعٌ أم قــوة..؟

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية - خاص

بـديـع عفيـف

الحرب الغربية الإجرامية على سورية طويلة جداً.. وكل يوم نشهد فصلاً جديداً؛ كل يوم نشهد خطوطاً حمراء وتهديدات صفراء ورايات سوداء وغيرها؛ كل يوم نشهد شعاراتٍ وأكاذيبَ أخرى؛ كل يوم نشهد تحديات متتالية؛ منذ بداية الحرب تتلوّن الثعابين وتنفخ سمومها: شهران وتسقط الدولة السورية؛ شهران وينشقّ الجيش العربي السوري؛ شهران وينهار الاقتصاد السوري؛ شهران ويجمع الرئيس السوري حوائجه ويهرب؛ شهران وتسيطر العصابات الإرهابية؛ شهران وتسقط دمشق؛ شهران ويتخلى أصدقاء سورية عنها... الخ. فما الذي حصل؟!

ثمان سنوات ولم تسقط الدولة السورية ولن تسقط؛ ثمان سنوات والجيش العربي السوري أقوى وأشدّ وما زال يواصل تحرير الأرض السورية شبراً شبراً، وما زال يتقدّم وأصبح قاب قوسين من إنجاز المهمة؛ ثمان سنوات والاقتصاد السوري يستعيد عافيته ويتحضّر لإعادة الإعمار وبناء سورية المستقبل المزهر؛ ثمان سنوات والرئيس السوري يقود البلاد بكل ثقة وصبر وحكمة ويقظة واقتدار؛ ثمان سنوات والعصابات الإجرامية المسلحة تنكسر وتنكمش وينفضح دورها وغاياتها القذرة وأهداف داعميها العدوانية الشريرة؛ ثمان سنوات ودمشق أعتى وأشد منعة وتمكناً وتحصيناً واستعداداً لممارسة دورها الحضاري والإنساني والدولي، وسط ولاء أصدقائها وإخلاصهم ووفائهم لها، ولما تمثّل وترمز؛ ثمان سنوات وهم يفرغون خزائنهم وأموالهم لتمويل الإرهاب وتدمير سورية، فرغت خزائنهم وبقيت سورية صامدة شامخة عامرة؛ ثمان سنوات ومازالت سوق سورية أرخص أسواق البلدان في العالم ولم يفتقد المواطن السوري حاجة واحدة من احتياجاته؛ ثمان سنوات وعدد دول داعمي الإرهاب يتراجع وينكمش من "ستين" دولة تحارب سورية إلى "النواة الصلبة" المكونة من إحدى عشرة دولة، والتي تبيّن أنها كانت كذبة كبيرة، انحداراً إلى العدوان الثلاثي الذي لم يحصل على إجماع ورضا حتى ضمن البلدان التي شنته؟ ماذا بعد..؟!!

رئيس النظام التركي أردوغان أقر متأخراً بأن الولايات المتحدة أرسلت 5 آلاف شاحنة أسلحة وألفي شحنة جوية تحمل أسلحة إلى شمالي سورية. الرقم أكبر بكثير؛ لكنّ ما لم يقله أردوغان، هو أنّ نظامه كان الممر لهذه الأسلحة والمسهّل لوصولها إلى أيدي الإرهابيين، والأمر لم يعد سراً، أقرّ المجرم أم أنكر. لم يبق إرهابي في العالم إلا وجاؤوا به وأدخلوه إلى سورية لهزيمتها، ولم ولن تهزم. ماذا بعد؟!

انتصار الدولة السورية أقرب من أي يوم مضى، ولذلك نرى التصعيد؛ كلما حقق الجيش العربي السوري تقدماً رفع الأعداء عقيرتهم واتهاماتهم وزادوا ضجيجهم وأبدوا قلقهم على أدواتهم

ومرتزقتهم، ولكنّ القافلة ما تزال تسير؛ الفرنسيون يبحثون عن دور وعن مكان في سورية الواعدة ويحاولون ركوب كل الأمواج التي قد تلقي بهم على الشاطئ السوري، لكنهم أخطأوا الاتجاه والعنوان بركوب موجة العدوان؛ ومثلهم النظام السعودي المجرم الغبي الذي تحوّل صندوقاً مفتوحاً لتمويل عمليات تدمير سورية واليمن وغيرها من الدول العربية؛ كيان العدو الإسرائيلي الذي ابتهج بالحرب على سورية قبل أعوام، ترتعد مفاصل قياداته وترتجف بعدما أصبحت الجبهة عليه أوسع وأعمق وأقوى وأشمل، وبكلام أدق، بعدما أدرك أنّ كل شبر من الأرض التي يحتلها أصبح في مرمى الصواريخ السورية وصواريخ المقاومة؛

تستطيع الولايات المتحدة تأخير الانتصار في سورية ولكنها غير قادرة على منع تحقيقه؛ الانتصار لدمشق وموسكو وطهران وبيروت المقاومة والصين وغيرها ممن يسعى لوضع حدٍّ للهيمنة الغربية الاستعمارية، والأحادية القطبية التي مسخت العلاقات الدولية وشوّهت القيم والمفاهيم والأخلاق، وجعلت العالم يبدو وكأنه غابة يسيطر فيها القوي دون أي منطق أو قانون إلا منطقه وقانونه الأعوج الأهوج؛ تستطيع الولايات المتحدة التحدث باسم مرتزقتها ولكنها لن تستطيع حمايتهم؛ هزيمتهم محققة ومحقهم قادم في شمال وشرق وجنوب سورية، كما في حمصها وحلبها ودمشقها.. والإدارة الأمريكية أصبحت تعلم ذلك وتتحضر له؛ "هانوي" أخرى في الطريق إلى النصر.. وكل نقطة دمٍ سورية تُبذل فداءَ هذه الأرض، تساهم في دحر الأعداء وتقرّب النصر؛

في ظل هذا التناغم والتكامل بين سورية وأصدقائها وحلفائها، لا مكان للأمريكي والإسرائيلي والسعودي والفرنسي على هذه الأرض، مهما زاد هؤلاء من تهويلهم واتهاماتهم وأكاذيبهم وإرهابهم وعدوانهم؛ سيرحل الأمريكي صاغراً عن الأرض السورية؛ سيرحل ويأخذ معه أذنابه وأدواته القذرة التي دنست هذه الأرض المقدسة، وكلما تأخر بالرحيل كان الهروب أكثر مذلّة وإهانة، وكان النصر أعظم وأجمل وأروع؛ نحن لا نعتدي على أحد ولكننا ندفع العدوان والتدمير عن أنفسنا..

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.