تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

المعارضة التركية تجهز "خازوقا" لإردوغان في الانتخابات المقبلة..؟!

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية

بدأت تتشكل ملامح الانتخابات التركية الرئاسية والبرلمانية. المعركة ستكون حامية الوطيس، وليس مؤكداً أبداً أنّ رجب طيب إردوغان سيكون هو نفسه الرئيس التركي المقبل بعد بضعة أسابيع. المعارضة التركية أدركت بعد طول انتظار خطأها وعملت على تلافيه؛ كان فوز إردوغان يتكرر في الانتخابات السابقة، ليس لأنه قوي ولا لأنه قائد وفي ولا لأنه بنى تركيا جديدة ولا لأنه قريب من الشعب؛ إردوغان دأب على الفوز لأنه لم يكن يواجه نداً حقيقياً في الانتخابات، "فتفرعن" لوحده.

المعارضة التركية عملت على سدّ الثغرات التي كانت تعاني منها، وركزت على مواجهة الخصائص التي يمتلكها إردوغان؛ الخطابة والكاريزما والصلابة وسلاطة اللسان. ولذلك، لم تعتمد المعارضة التركية على الوجوه المعروفة لديها والتي ثبت أنها غير قادرة على مواجهة الرئيس التركي مثل زعيم الشعب الجمهوري حزب كمال كليجدار أوغلو أو الاستنجاد بالرئيس التركي السابق عبد الله غُل؛ اختارت وجوهاً جديدة تمتلك الخصائص التي يمتلكها إردوغان، بل وتتفوق عليه بأخرى إضافية؛

حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، رشح بالإجماع النائب عن ولاية يالوفا، محرم إنجة، لخوض الانتخابات الرئاسية المبكرة المقرر إجراؤها في 24 حزيران المقبل؛ إنجة البالغ 53 عاما من العمر، والذي سبق أن عمل مدرسا للفيزياء في مدرسة ثانوية، والذي يحظى بشهرة واسعة في البلاد كأحد الخطباء المعارضين الأكثر مهارة في البرلمان، قال لحشد كبير من مؤيديه في أنقرة إنه سيكون "رئيسا للجميع"، واعداً بأن الأوقات المحزنة ستنتهي في 24 حزيران. الأنباء تتحدث عن أنّ إنجة قادر على التصدي للخطاب الحاد الذي يلجأ إليه إردوغان كثيرا ويتمتع بدعم بين مؤيدي حزبه وكذلك في الأوساط المحافظة واليمينية؛ إنجة أكد أيضاً أنه سيهزم إردوغان ويحوّل قصره إلى جامعة.

 ويواجه إردوغان في الانتخابات المقبلة أيضاً، تحديا ملموسا من المرأة الحديدية التركية، وزيرة الداخلية السابقة ومؤسسة "الحزب الصالح" ميرال أكشنار، وهذا النمط من التحدي والقوة لم يكن يواجهه إردوغان في الانتخابات السابقة. ويواجه إردوغان زعيم «حزب الشعوب الديموقراطي» صلاح الدين دميرطاش، الذي أعلن من سجنه، ترشيح نفسه للانتخابات وأعلن ساخراً في أول رسالة له عبر محاميه، أنّ المنافسة غير عادلة، لأن إردوغان يملك كل إمكانيات الدولة وهو في السجن. بدوره، أكد نائب رئيس الوزراء السابق في حكومة إردوغان، عبد اللطيف شنار، إنّه سيواصل العمل للتخلص من نظام إردوغان الاستبدادي.

في مقابل انتفاضة المعارضة التركية، أثيرت معلومات مهمة ولافتة وتعكس حالاً من القلق والخوف والارتباك، وربما هو أول مؤشر على الهزيمة القادمة؛ أنّ حزب إردوغان "العدالة والتنمية" استبعد أكثر من ٢٠ شخصية، من بينها رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو ووزير الاقتصاد السابق علي باباجان وآخرون محسوبون على عبد الله غل من لوائح المرشحين للانتخابات البرلمانية التي ستجرى مع الانتخابات الرئاسية.

لكن مشكلة المعارضة الحقيقية في الانتخابات القادمة، تبقى في مكان آخر وعليها مواجهتها بحزم: التزوير. التزوير سيمتد إلى كل جوانب الانتخابات؛ بدأً من الحملات الإعلامية التي ستكون مزورة وغير عادلة لأن الرئيس التركي يملك 90% من الوسائل الإعلامية ولن يسمح لمنافسيه بالتأكيد الحصول على فرصة حقيقية لعرض برامجهم ووجهات نظرهم؛ والتزوير سيكون في منع المعارضة التركية من إقامة المهرجانات الخطابية واللقاء مع الناس والتوجه إليهم، كما يفعل إردوغان نفسه وبنفس السوية، وبذلك يحرم معارضيه من عرض إمكاناتهم الحقيقية أمام ناخبيهم؛ والتزوير سيحصل أخيراً في غرف التصويت المغلقة وفي فرز الأصوات وهذه أشياء لا نأتي بجديد في الحديث عنها، فهي تتكرر في كل انتخابات يشارك فيها الرئيس التركي القلق.

ورغم كل ذلك، هناك فرصة حقيقية للمعارضة التركية لكنس إردوغان وحزبه الإخواني المقيت من السلطة في تركيا وإعادة البلاد إلى ممارسة سياسة رشيدة لا تقوم على تخريب الإقليم وتدميره والانتقال من كذبة إلى أخرى، والهروب إلى الأمام، بل بناء مستقبل أفضل للشعب التركي وشعوب المنطقة يقوم على التعاون والاستقرار وليس على الحرب والعدوان.

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.