تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

فلسفة الهزيمة..؟!!

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية

لا يمكن قراءة نتائج الحرب على سورية دون الرجوع إلى بداياتها والشعارات التي رُفعت من جميع الأطراف والأهداف التي أعلنت، لمعرفة أي من هذه الشعارات والأهداف كانت الأعلى سقفاً وأيها التي تحققت في بيدر الحساب؛ أعلنت أدوات ما يسمى المعارضة السورية الخارجية أهدافاً وطموحات، لامست الأوهام تتلخص بعبارة واحدة؛ إسقاط الدولة السورية وبناء كيانات متشرذمة تناسب الحالة الكيانية للعدو الصهيوني. وفي هذا السياق، كان الهجوم على أركان الدولة السورية ورموزها جميعها، سياسياً، وإعلامياً ودبلوماسياً واقتصادياً وعسكرياً، لدرجة كان المرء يخشى بعد سماع الإعلام المعادي أنّ سورية ستقتلع من جذورها كخيمة رقيقة في وجه عاصفة هوجاء..!!

مرّت سنوات الحرب الثمانية، والدولة السورية ما زالت صامدة؛ لا الجيش العربي السوري تفكك وانهار كما خططوا وتوهموا، بل ما زال يزداد قوة ويدافع بشراسة وعقيدة عن كل شبر من هذا الوطن، مستمداً طاقة وقوة كل صباح من شباب جدد يلتحقون به من أفراد الشعب العربي السوري؛ ولا انهار الاقتصاد السوري، بل هو بخير ويقاوم ويستعيد عافيته رغم كل الحصار والضغوط، ولم تُفقد مادة واحدة ولم يعاني المواطن السوري من أي نقص، رغم بعض الغلاء، فيما بدأت تظهر معطيات جديدة لإعادة إقلاع العديد من شركات الإنتاج بعد استتباب الوضع الأمني؛ القيادة السياسية في أوجّ حضورها وتماسكها وقيادتها للبلد حتى دحر الإرهاب وتحقيق كامل الانتصار، والرئيس الذي ضربوا له المواعيد والمواقيت لخروجه من وطنه، حدد هو، بصموده وجيشه وشعبه، مواقيت ومواعيد سقوطهم الواحد تلو الآخر..!!

الهزيمة التي منيت بها أدوات وأطراف ودول الحرب على سورية، دفعتها للبحث عن أسباب لتبرير الفشل والانكسار والهزيمة، بعد كل الأموال التي تلقتها وانفقتها لتخريب سورية، وبعد كل الأسلحة التي اشترتها لممارسة القتل والمرتزقة التي استأجرتها لإسقاط سورية وقتل وتشريد شعبها، وهي لم تعد سرّية على أي حال؛ يحاول النظام السعودي هذه الأيام، عبر إعلامه الرخيص ابتداع فلسفة للهزيمة واختراع أسباب لها، كما لفّق في بداية الحرب أسباباً وخلق مبررات لتدمير سورية؛ ومثله يفعل النظام القطري والأردني والتركي وغيرهم؛ يبحث هؤلاء عن أسباب للتراجع والخيبة؛ يحمّلون روسيا السبب بتدخلها، ويحملون إيران المسؤولية، ويتهمون المقاومة؛ يحملون اصدقاء سورية تهمة مساعدتها، وينسى هؤلاء تحالفهم الدولي التسعيني والتحالف الستيني ومجموعة الـ11 و"النواة الصلبة" والخمسة الأساسية وغيرها من تسميات لدول الحرب على سورية...؟!!

أجمل ما يمكن أن يشعر به السوريون هذه الأيام هو مشاهدة الأعداء ومتابعتهم وهم يبحثون بوابة للوصول إلى دمشق.. وعن طرق وأساليب لتبرير فشلهم وهزيمتهم وتراجعهم أمام قوة الدولة السورية الذاتية ومساندة أصدقاءها الحقيقيين، ولأن سورية الحضارة والتاريخ والمجد لم تعتد على أحد ولكنها كانت تردّ العدوان عن نفسها..!!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.