لكل ظالم نهاية.. ولكل منافق باباً يتبعه الناس إلى خلفه لكشف حقيقته. والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، رفع آمال الكثيرين بوعوده الكبيرة وشعاراته البراقة، واستحوذ ثقة هؤلاء من خلال ثوب التقى الذي ارتداه.. لكنّ الأيام لا تخفي شيئاً، وأظهرت ما أبطنه الرجل وزيف وعوده وكذِب شعاراته وأنّ الغطاء الإسلامي الذي تدثر به كان لتمرير صفقاته وزيادة ثروته هو وحاشيته، وأنّ ما بناه في سنوات، عاد وهدمه كله، وقد أصبح الرجل المغرور عبئاً كبيراً على شعبه وجيرانه والعالم وسقطت الأسطورة التي حاول رسمها لنفسه.
وفي الأسابيع الماضية، انفجرت فقاعة إردوغان وتبخرت إنجازاته عبر "تغريدتين"، سطرين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ تبيّن أنّ كل ما يدعيه لا أساس راسخ له؛ انهارت الليرة التركية في أيام وهرب المستثمرون وتبيّن أنّ انجازات أردوغان لا تتجاوز حدود قصره العثماني وزيادة ثروته الشخصية، وأنّ الشعب التركي المخدوع كان يعيش في الوهم ويتعلق بالآمال المزيفة وحبال الهواء.
ومَن حاله هكذا مع شعبه، لا يمكنه أن يكون أفضل حالاً مع الآخرين، ولا يمكن أن يكون محطّ ثقة أو معقد أمل يرتجى أو موضع احترام وتقدير. والرئيس التركي الذي حارب سورية وفتح حدود بلاده لعبور الإرهابيين إلى الأراضي السورية لتخريبها وتدميرها وقتل شعبها، وهي التي استقبلته يوماً وعززته، ووثقت به واحتضتنه، لا يمكن لسورية وشعبها وقيادتها أن ترتجي خيراً من دجّال لا يحفظ الود ولا يبادل المعروف بالمعروف ولا يصون العهد ولا يشكر النعمة.
إن الاحتلال التركي للشمال السوري هو نموذج للحل الذي يرجوه إردوغان لسورية وشعبها؛ احتلالٌ ممنهج للأرض، ومحاولة تتريك مناطق الشمال ، والسيطرة على المقدرات ونهب الخيرات، وسرقة المعامل والمصانع، ونهب الآثار وتدميرها، وتخريب التراث السوري كلّه لمحو أي شيء يرمز للحضارة السورية والسوريين..
لن تكرر سورية خطأها وتثق بمن لا عهد له يحفظه، ولا وفاء لوعد يقطعه.. ولا بد من تحرير الأرض السورية من الغاصب التركي بأي وسيلة، والتخلص من آثار العدوان والاحتلال وإعادة الأمن والاستقرار والحياة للأرض والشعب السوري بعد سنوات من الحرب المريرة والعدوان التركي الغاشم المباشر وغير المباشر..!!
