تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الابتزاز والقفز التركي على الحبال.. لن يطولا..!!

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية

بديـع عفيـف: 

يحاول رئيس النظام التركي ابتزاز كل من له علاقة بهم في الشرق والغرب، في الشمال والجنوب مستغلاً حجم تركيا وموقعها الجغرافي السياسي بين أوروبا وآسيا وتموضعها في محور شمال الأطلسي. لكنّ اللعبة التي يحاول الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ممارستها في علاقات بلاده مع كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية هي الأخطر.

رئيس النظام التركي يحاول اللعب على حبل علاقات بلاده مع كل من روسيا والولايات المتحدة؛ يحاول إردوغان بناء علاقات اقتصادية قوية مع موسكو، فيما يبقي على التنسيق القوي مع واشنطن؛ بالطبع يدرك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نوايا إردوغان ومضامين سياساته وتوجهاته، ولا بد أنه حذر جداً، وسيردّ بعقاب شديد إن خادعه "الصديق" الجديد. لكن الخطر على تركيا يأتي من حليفتها الأطلسية الأولى، واشنطن ورئيسها ترامب الذي هزّ بعدد من التغريدات على "تويتر" الاقتصاد التركي وأفقد الليرة التركية ثلث قيمتها؛ ربما لا يجد إردوغان مفراً من الخضوع للرئيس الأمريكي وإملاءاته لتجنّب انتقامه؛ فالسيد ترامب لا يمزح؛ يريد المال والمال ثم المال. ترامب بدأ أيضاً التحضير ضمناً للانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة، وحال الاقتصاد الأمريكي يؤثر كثيراً، وصورته المرتبطة بقدرته على تعزيز الهيمنة الأمريكية تلعب دورها، وخضوع تركيا في الاقتصاد والسياسة والعسكر ضروري وجوهري في هذا السياق.

إردوغان يحاول استعادة المجد العثماني المنهار، والذي يظن أنّه قادر من خلاله على تضخيم حجم ونفوذ تركيا وتوسيع سلطانه الشخصي؛ حاول استغلال العامل الديني للتأثير على علاقات بلاده مع بعض الدول العربية والإسلامية؛ رفع شعارات براقة؛ تسربل بلباس التقوى ووزع نصائحه وعظاته على الجميع؛ ولكن حبل الكذب قصير كما يقول المثل. إردوغان بات مكشوفاً وممقوتاً من أغلب دول المنطقة وأوروبا؛ في العالم العربي لا أحد يثق بالنظام التركي، مصر، السعودية، الإمارات العربية المتحدة، البحرين، العراق، سورية... وفي أوروبا المفترض أنها الحليف، يتململ الأوروبيون من التعاون أو التعاطي مع رئيس النظام التركي المنافق؛ لا يريد الأوروبيون تركيا في اتحادهم ويشعرون أنّ رئيسها يبتزهم لاسيما في موضوع اللاجئين.

وضع تركيا واستقرارها، وبسبب سياسات إردوغان وطريقته في الحكم، أصبح مرتبطاً بشكل كبير بوضع رئيسها ومستقبله؛ لقد حوّل الرئيس التركي نظام الحكم في بلاده إلى نظام مرتبط به شخصياً، وغيّر وبدّل وفصّل لتكون الأمور على مقاسه، وتركيا دولة كبيرة وفيها تنوع إثني وطائفي وكثير من الأتراك لا يعجبهم الوضع القائم ولكن أداة القمع الإردوغانية لا ترحم. أما محاولة اللعب على حبال العلاقات الخارجية فأمر خطير وسيصل إلى مرحلة سيكون على إردوغان فيها الاختيار، وحينها سيكون الاختبار؛ فالدول وقادة العالم لا يمكنهم قبول تموجات إردوغان وتلاعبه، وما يبدو حالياً نقاط قوة لرئيس النظام التركي قد يصبح حينها نقاط الضعف التي تهزم نظامه وتشرذم بلاده وتقود إلى الإنهيار..!!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.