تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الأسد: الإسلام يتعرض لحملة محمومة لتشويه صورته

مصدر الصورة
sns

أكد الرئيس بشارالأسد أن الإسلام يتعرض لحملة محمومة بهدف تشويه صورته وقال في كلمة له خلال افتتاح الدورة السادسة والثلاثين لمجلس وزراء خارجية الدول الإسلامية اخترتم أن يكون الاجتماع فى وقت تتعرض فيه الدول الاسلامية لتحديات سياسية وثقافية كبرى تفرض عليها البحث في كيفية تنسيق جهودها لمواجهتها ولتحقيق حضور فاعل على الساحة الدولية يمكنها من حماية مصالحها وصيانة هويتها".

واضاف الأسد " اجتماعكم وحواركم فى هذه المرحلة الحرجة التى يشهدها العالم  بشأن تفعيل تضامن دولنا فى مواجهة التطورات السياسية والاقتصادية الراهنة يشير الى حيوية منظمة المؤتمر الاسلامي ووعيها للتحديات التي تواجه دولها وبالعلاقة غير المرضية التي تقوم بين بعض بلدانها، كما يشير الى ادراكنا لاهمية الروابط التاريخية التي تجمعنا والتي توفر لنا أرضية مناسبة لتحقيق المزيد من التعاون والتكامل فى شتى الميادين وخاصة أن السنوات القليلة الماضية حفلت بتطورات سياسية واقتصادية واسعة أصابت العالم وزعزعت استقراره كانت الدول الاسلامية في مواجهة مباشرة لتداعياتها اما كطرف أو كهدف.

وتابع الاسد: "لقد ترافقت هذه التطورات بحملة محمومة على الاسلام بهدف تشويه صورته كمرجعية حضارية وعقائدية لشعوبنا وعلى المسلمين بهدف عزلهم والحط من شأنهم وكأنهم حالة شاذة على الساحة الدولية أو جسم طارىء على المسرح الحضاري والانساني كما ترافقت بالتجاهل الارادي لحقوقهم المشروعة وممارسة الضغوط على البعض من دولهم لارغامها على التخلي عن تمسكها باستقلالها وسيادتها ورفضها التدخل في شؤونها الداخلية، وتم استخدام المؤسسات الدولية لاضفاء الشرعية على تلك التوجهات أو تعطيلها عندما يتعلق الامر بحقوقها المشروعة ولاسيما في منطقة الشرق الاوسط".

 

 

وقال الاسد: "كان أخطر ما ثار الحديث فيه هو المقولات التي تنفخ في نار الحقد والكراهية بين الشعوب كمقولة صراع الحضارات ومحور الخير والشر التي كانت ترجمتها العملية إلصاق تهمة الارهاب بالاسلام والمسلمين واعتبارها حقيقة لا جدال فيها واعتمادها كمسلمة في رسم السياسات من فرض العزلة الى احكام الحصار الى الحرب الاستباقية بالاضافة الى التدخل في الشؤون الداخلية للدول ومحاولات تقسيمها".

واضاف الاسد "وكان من الطبيعي أن تترك هذه الحالة اثارا عميقة من الاحباط في نفوس المسلمين وهم يواجهون الازمة تلو الاخرى ويرون عجزهم أمام اساءات متكررة لرموزهم واعتداءات مستمرة على سيادتهم وأن تثير موجات واسعة من ردود الافعال تتراوح بين العزلة والنقمة والتمرد".

وتابع الاسد "نتساءل اليوم عن أسباب ما وصلنا اليه من تراجع وضعف أغرى الآخرين باستضعافنا واستغلالنا، وهذا التساؤل ليس جديدا الا أنه يبدو اليوم أكثر إلحاحاً بسبب تراكم الخسائر وزيادة الوعي بفداحتها".

 

 

واوضح الرئيس الاسد "اذا كنا اعتدنا أن نحمل الاخرين مسؤولية ما نحن فيه من انحطاط وهو صحيح في جانب منه بسبب السياسات معدومة الافق فلا شك بأنه من الضروري أن نقف مع ذواتنا في مراجعة صادقة لكي نكتشف مباشرة بأننا المسؤولون عما نحن فيه في المقام الاول واقتصارنا على لوم الاخرين هو مجرد هروب من واقع لا نراه أو لا نريد رؤيته وهو تعبير عن ضعف يجر ضعفا وعن هروب من المسؤولية يستتبع ثمنا باهظا".
وقال الرئيس الاسد" فاذا كان ديننا يعامل بالاساءة أو بالازدراء فلأننا ببساطة سلمنا الغير قرارنا وبالتالي مصيرنا وسمعتنا وصورتنا الخارجية وبالتالي هو من سيحدد العقيدة التي تناسبنا".

وتابع الرئيس الاسد "فاذا تحدثت تعاليم هذه العقيدة عن مقاومة المحتل واستعادة الارض فهو ارهاب واذا تحدثت عن قول الحق فهو خروج عن الاجماع الدولي واذا تمسكنا بتعاليمها فنحن
منعزلون نعيش خارج عصرنا وكان رد فعلنا الطبيعي هو الدفاع عنها ولكننا ومن دون أن ندري أو نشعر عزلناها عما حولها وعن واقعها فكان الدفاع عن الشكل أكثر أهمية من الدفاع عن المضمون".

وتساءل الاسد "فكيف ندافع عن عقيدتنا ونحن غير قادرين على الدفاع عن رأينا أو قرارنا أو أوطاننا وكيف لا نهاجم فى ديننا ونحن نهاجم فى كل شيء اخر على المستوى المادي
والمعنوي بل كيف ندافع عن عقيدة لا نطبق ما تندبنا اليه من وحدة الصف ووحدة الموقف من قول كلمة الحق فى وجه متغطرس أو في الدفاع عن الشرف والكرامة في وجه الغاصب ذلك أن هناك بديهيات لا جدال فيها".
وقال "انه عندما تدعونا عقيدتنا لكي نتوحد ولكننا في الواقع نتفرق وأحيانا نتعادى واذا كانت تدعونا كي نكون أكثر انفتاحا ولكن نتحول للانغلاق على أنفسنا فعلينا أن نبحث المشكلة فينا وفي ممارساتنا وقد يكون هذا في بعض الاحيان كرد فعل على انغلاق البعض تجاهنا ولكن الانغلاق هو علامة ضعف وهو مخالف لتراثنا لذلك علينا أن نتعامل معهم بقوة الانفتاح وليس بضعف الانغلاق وأن نبادر تجاههم بثقة وأن نحاورهم بصبر كي نصل معهم الى قواسم مشتركة تكمن فيها مصلحتنا من خلال شرح قضايانا وتخفيف التعقيدات وبالتالي التوتر في منطقتنا وتكمن فيه مصلحتهم بتحويل فشلهم المتكرر الى نجاح حده الادنى ايجاد أصدقاء على مساحة يقطنها مليار وثلاثمئة مليون انسان لا يمكن لعاقل أن يتجاهل تأثيرهم على حاضر ومستقبل العالم".

واضاف الاسد "اذن لا يمكن الفصل بين الواقع والعقيدة اذا أردنا النجاح لذلك علينا التركيز على تطوير هذا الواقع لان لغة الشكوى والاستجداء والتوسل لن تحقق لنا شيئاً فنحن نعيش اليوم في عالم الاقوياء حيث لا مكان فيه للضعفاء".
وقال "القوة لا توهب بل تكتسب ونستطيع اكتسابها بتمتين علاقاتنا الاقتصادية وكسر الحواجز الموجودة في هذا المجال كذلك في امتلاك ناصية العلم والمعرفة لاستحالة التقاء الجهل بالقوة، والبحث العلمي هو المؤشر الرئيس في هذا المجال وطبعا بالتعاون السياسي والدعم المتبادل للقضايا الوطنية، بالاضافة الى السياسات الحكيمة الواعية التي تتجنب الركض هروبا أمام العاصفة أو عكسا في مواجهة العاصفة وانما تتحصن بالمصالح الوطنية كملجأ وحيد يحمي أي وطن ويجلب دعم أي شعب".

 

وقال الاسد "علينا الا نسمح بانتهاك سيادتنا واستقلالنا، والاستقلال يبدأ من منطقتنا لا من الخارج ومن خلال مواجهة التحديات التي تفرض علينا اعتمادا على أنفسنا وايجاد الحلول التي تناسبنا وتحقق مصالحنا وهذا لا يعني انعزالا عن التعاون مع الاخرين ولا قفزا فوق الواقع فنحن بحاجة للدعم من الاشقاء والاصدقاء في كل العالم ولكن هؤلاء بحاجة الى معرفة رؤيتنا واختبار قوة ارادتنا لكي يساعدونا".

واضاف "في المقابل فنحن نرفض بكل تأكيد أن تفصل الحلول في الخارج لكي تطرح علينا جاهزة وما علينا سوى التنفيذ فهذا النوع من التفصيل لن يناسب مقاسنا ولا ذوق شعوبنا ولذلك فالفشل مصيره وبغض النظر عمن يفشل فنحن من سيدفع الثمن في المحصلة وأقله المزيد من الاحباط والاضطراب وبالتالي المزيد من المصاعب والتعقيدات والدخول في حلقة مفرغة تكبر ككرة الثلج وتدمر كل شيء في طريقها".

وتابع "البعض منا يلوم الظروف التي نعيشها حاضرا أو عشناها ماضيا ولا شك في صحة هذا الكلام ولكن هذا جانب من المشكلة أما الجانب الاكبر فيكمن في امتلاك الارادة والواقع يؤكد هذا القول فلو نظرنا لدول أخرى مرت بالظروف نفسها في فترة زمنية متقاربة ولكن مكانتها اليوم أفضل منا بكثير علميا واقتصاديا وسياسيا لعرفنا أن الفرق بيننا هو قوة الارادة هذه الارادة وحّدتها أولا وحررتها من عقد النقص تجاه الاخرين ثانيا ومهدت لها طريق التطور واثبات الذات ثالثا".

وقال "لا ينقصنا شيء للقيام بالامر نفسه فاثبات الذات يكون من خلال العمل للمستقبل وليس من خلال الغرق في الماضي المجيد الذي نفتقده أو نحنّ اليه من حين لاخر، وخاصة عندما نشعر بضعفنا، وعقد النقص نتحرر منها عندما نرى نتائج عملنا بدلا من أن نعوضها بالغرور أو التكبر على الاخرين لكي نشعر بتفوق مزيف وتبقى الارادة الشرط الاساسي للنجاح فى كل ذلك".

واضاف "فلنحم أنفسنا وشعوبنا ومنطقتنا من خلال حل مشاكلنا بأيدينا  فمنظمتنا تتالف من /57/ دولة لا بد أن تكون قادرة على وضع رؤى وخطط تنفيذية للقضايا المعقدة في منطقتنا وعندما نتفق فلا خيار أمام الآخرين الا أن يقفوا الى جانبنا أو يعزلوا أنفسهم عن المنطقة وهذا لا يتوافق مع مصالحهم".

واوضح "لقد ثبت للجميع من خلال تجربة السنوات الماضية وما أفرزته من اضطراب على المستوى العالمي أن نهج الحرب واستخدام القوة في تحقيق الاغراض السياسية لم يجلب سوى الضرر لكل من اعتمدها أو أسهم فيها ناهيك عمن كان ضحيتها".

وقال "اذا كان الكثيرون على امتداد العالم قد أيقنوا أن مثل هذا النهج وصل الى طريق مسدود وأصبحوا على قناعة بضرورة البدء مع عهد جديد قائم على أسس من التعاون لمواجهة المشكلات العالمية فان هذا ليس كافيا كي نكون مطمئنين الى المستقبل طالما أن هناك أطرافا لم تستطع الافادة من تجارب الماضي البعيد والقريب بل ما زالت تراهن على امكانية الاستمرار في الاحتكام الى القوة والاحتلال وسلب الحقوق وقهر الشعوب".

وتابع "هذا هو حال اسرائيل اليوم وعندما نقول اليوم فنحن لا نتحدث عن ستة عقود من الاحتلال فقط بل أيضا عن سبعة عشر عاما منذ بدء مفاوضات السلام في مدريد لم تؤد الا الى الاضرار بالسلام وجعله أبعد ما يكون عن التحقيق.

واذا كانت هناك نقطة ايجابية واحدة تسجل لعملية السلام فهي أنها عرت اسرائيل وفضحت حقيقتها أمام العالم فهذه الدولة عدوانية المنشأ والنوايا كانت تصور لعقود مضت على أنها الحمل الوديع الراغب فى السلام مع الذئاب المحيطة به بمن فيهم أصحاب الارض الاصليين من الفلسطينيين ولكن فشل هذه العملية حتى اليوم أظهر بشكل صارخ حقيقة أن اسرائيل هي العقبة الاكبر في وجه ذلك السلام المنشود".

واضاف وبعد تجربة أخرى مع اسرائيل من خلال المفاوضات غير المباشرة عبر تركيا تثبت هذه الحقيقة مرة أخرى والتي تؤدي بالمحصلة الى حقيقة أخرى وهي أن فشل العمل السياسي في استعادة الحقوق الشرعية لأصحابها سيعطي الحق للمقاومة في القيام بواجبها من أجل استعادتها".

وقال "نحن فى سورية بشكل خاص وكدول عربية بشكل عام لم نغير موقفنا تجاه السلام كهدف استراتيجي يجب الوصول اليه في يوم من الايام طبعا مع ما يعنيه ذلك من عودة الحقوق كاملة وفي مقدمتها عودة الاراضى المحتلة دون نقصان ولكن صفاء نوايانا وصدقها تجاه السلام لا يجعلنا نغفل الحقائق والتساؤلات المشروعة والمنطقية من أجل استقراء المستقبل بشكل دقيق".

وتساءل "هل يمكن لدولة قامت على الاحتلال غير الشرعي وقتل السكان الاصليين من الفلسطينيين والمستمر حتى هذه اللحظة وارتكبت المجازر في لبنان والضفة الغربية وغزة عبر عقود أن تعمل من أجل السلام؟ هل يمكن لدولة أعاقت حكوماتها علنا وسرا امكانية التوصل لاي اتفاق خلال العملية السلمية منذ انطلاقها وهي اليوم تختار على قمة هرمها أكثر الحكومات تطرفا في تاريخها أن تكون شريكا لنا في عملية السلام؟".

 وقال "لا أعتقد أن أحدا منا لا يعرف عن جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية أو عن الموت البطيء لغزة بحصارها وتخريب حقولها أو عن عملية تهويد القدس الممنهجة بهدف الوصول الى تهويد الدولة وما يعنيه ذلك من عملية طرد نهائي لما يقارب مليوني فلسطيني في عملية تطهير عرقي جديدة وربما أخيرة"0

واضاف هذا يعني بأنه علينا توقع المزيد من الاضطراب في ساحتنا السياسية وبعض الدول الغربية تتحمل مسؤولية في ذلك عندما ظلت ولسنوات تتنكر للحقائق الموجودة على الارض حيث كانت تقلب المفاهيم من خلال اتهام المقاومين بالارهاب وتصويرهم وكأنهم عصابات خارجة عن القانون لاتمت بصلة الى شعوبها ولا تمثلها فى كفاحها ضد الاحتلال كما استخدمت المعايير المزدوجة في أسوأ أشكالها فكانت تعطي العالم عظات عن حقوق الانسان وعندما يكون هذا الانسان عربيا أو مسلما يصبح الموت حقه الوحيد الذي يدافعون عنه أو يعملون لاجله".

وقال "اليوم بدأت هذه الدول تدرك متأخرة خطأها لانها لم تعد قادرة على التغاضي عن الواقع شديد الوضوح لكنها ما زالت أيضا غير قادرة على التحرك في الطريق الصحيح من خلال التعامل مع هذه الحقائق وفي مقدمتها الدعم الشعبي الكبير الذي تحظى به قوى المقاومة في منطقتنا والذي يجعلها العنصر الاساسي الذي يمر عبره أي حل والضامن الاهم لعودة الحقوق الى أصحابها وبما أن الاحداث لن تنتظر اكتمال رؤيتهم ولا تأخرنا في المبادرة فعلينا أن نتحرك نحن باتجاهها وفي مقدمتها رفع الحصار عن غزة وكذلك السعي في مختلف الاوساط الى تقديم المقاومة بصورتها الحقيقية كحركة تحرر لها قضيتها العادلة والتي تعبر عن ارادة أي شعب احتلت أرضه كما يجب الوقوف في وجه عملية تهويد القدس والتي تهدف الى الغاء الطابع التاريخي والروحي المتنوع لهذه المدينة".

وتابع "يجب قبل هذا وبعده عدم مكافأة اسرائيل على جرائمها بل التأكيد على ربط أي تطور للعلاقات اذا كانت موجودة أصلا بمدى ما تعبر عنه وبصورة ملموسة من التزام بالسلام العادل والشامل وعودة الحقوق المشروعة  وانسحابها من الاراضي المحتلة فى فلسطين والجولان وجنوب لبنان".

وقال الأسد "أما الابقاء على الوضع الحالي فلن يؤدي الا الى تشكيل تربة خصبة من التوتر والتطرف ينمو داخلها الارهاب والذي يعتبر الملهم الاساسي لاصحاب النظريات الامنية الذين استخدموه كعدو يبررون من خلاله سياساتهم تحت عنوان الامن فى مواجهة الارهاب".

وتابع "الحقيقة أن الارهاب ليس حالة أمنية بل هو حالة فكرية لها مظاهرها السياسية والامنية وحتى الثقافية وهي لا تكافح بالتالي من خلال مكافحة المظاهر. بل المضمون والاسباب والنجاح في مكافحتها غير ممكن في مطاردة أو اصطياد شخص ارهابي بدلاؤه هم العشرات من الارهابيين في مكان اخر وانما يكمن في تصفية الفكر الذي يقوده الى ذلك، فالامن الذي تتحدث عنه معظم الدول بالمعنى المادي للكلمة ليس في حقيقة الامر سوى أمن العقل والفكر من الاصابة بالخلل أو الانحراف هو أمن ثقافي يتحقق بتكريس العقيدة الصحيحة والاخلاق القويمة وبتعميم ثقافة الانفتاح هو أمن سياسي نصل اليه عندما نحل القضايا السياسية العالقة التي تؤدي للاحباط ومن ثم التطرف الذي يقود الى الارهاب".

وأضاف الرئيس الأسد: "كذلك هناك أمن يتحقق عندما نعبر بمواقفنا السياسية عن المواقف الحقيقية لشعوبنا.. فالعوامل الداخلية أشد تأثيراً من العوامل الخارجية.. سلبية كانت في تأثيرها أم إيجابية. ولاشك أن القيام بكل ذلك يتطلب التعاون فيما بيننا ومع الآخرين. ولكن كون الإرهاب اليوم.. ظاهرة عالمية خطيرة تحتاج لتضافر جميع الجهود لمكافحتها.. لا يعني أن نسمح باستغلالها وجعلها مجالاً مفتوحاً لخلط الأوراق واستبدال الإرهاب بإرهاب أشد سوءاً من خلال التهويل والترهيب.. أو الاعتداء على شعوب واحتلال دول".

وقال: "ومن البديهي هنا أن نرفض إلقاء صفة الإرهاب على دين أو ثقافة محددة.. كما يحصل اليوم مع الإسلام والمسلمين ولكني لا أعطي هذا الأمر صفة الأولوية.. بمقدار ما أعطيها لواقع الأمور.. فهذه التهمة لن تغير من جوهر الإسلام كدين سماوي سمح.. واتهام المسلمين بالتخلف لن يلغي حقيقة حضارتهم وما قدمته للإنسانية من فكر وقيم واحترام للإنسان".

وتابع الرئيس الأسد: "وإذا كان هناك ثمة جاهل فسيعرف الحقيقة يوماً.. وإذا أصر على جهله فسيكون هو الخاسر الأكبر.. لكن ما يهمنا بشكل أساسي.. هو ألا يخلط البعض من المسلمين بين الدفاع عن الدين والدفاع عن الإرهاب.. أو بين الالتزام بالدين والتزمت والتعصب.. فخلطنا في شؤوننا يبرر للآخرين خلطهم في شؤوننا.. كأن يقول بعضهم الإرهاب الإسلامي.. والذي يوحي وكأن الإرهاب بند أساسي في الإسلام.. لذلك علينا إعطاء الأولوية لحماية شبابنا من عوامل الانحراف.. ومساعدتهم على رؤية دينهم من الزاوية الصحيحة.. لكي نتمكن من مساعدة الآخرين على ذلك أيضاً".

واوضح: "إن الإسلام هو دين الانفتاح والتواصل الحضاري واستمد قوته واستمراره من انفتاحه على الجميع.. بكل ما لكلمة الانفتاح والتواصل من أوجه ومضامين. ولقد عاش الإسلام ولا يزال مع الشرائع الأخرى جنباً إلى جنب في فضاء جغرافي وإنساني واحد.. واستطاع أن يستوعب القوميات والأعراق التي تشربته دون أن يلغي ثقافاتها وخصوصياتها بل عززها. ولذلك.. فعندما نتحدث عن عالم إسلامي.. فإننا لا نقصد المسلمين فحسب.. بل جميع مكونات ذلك التنوع الغني الذي يعبر بوجوده عن حقيقة الانفتاح الذي يحمله الإسلام كذلك منظمتنا التي تدافع عن مصالح كل من يعيش في هذه المنطقة الواسعة بغض النظر عن دينه أو عرقه فكل من يعيش فيها هو أخ للآخر ولديه واجب كامل تجاهه والوحدة بينهم هي واجب في الدين والعرق الواحد كما هي واجب بين الأديان والأعراق المختلفة لذلك فإن أي دعوة للانغلاق منافية لجوهر الدين ومدمرة لغاياته النبيلة وكل محاولة لبث الفرقة والانقسام داخل مجتمعاتنا وبين مكوناتها تتنكر لجوهر رسالته الإنسانية".

وقال الأسد: "من هنا نؤكد بأنه لا بد لنا من التصدي للمحاولات التي ترمي إلى خلق التباين والتنافر بين شعوبنا وثقافاتنا لا بد لنا أن نكون واعين لمنطق الحرب الإعلامية والثقافية.. حرب المصطلحات والمفاهيم التي تصدر إلينا ومن ثم تتحول إلى واقع ثقافي وسياسي لا يمت إلى واقعنا بأي صلة بحيث يتحول الصديق إلى عدو والأخ إلى خصم ويتحول الخلاف الوهمي غير الموجود داخل ثقافاتنا أو فيما بينها إلى حرب حقيقية وتصبح دماؤنا الوقود الضروري للتدخل الخارجي في شؤوننا ولإضعاف بلداننا. وهذه الحروب الكبيرة تبدأ صغيرة بمصطلح سياسي ضيق الأفق أو بمفهوم خاطئ يعبر عن انعزال وانغلاق فكري أو قد تنجم عن أداء سياسي قصير النظر فالقنبلة الكبيرة يفجرها صاعق صغير ونزع هذا الصاعق يحولها إلى كتلة من دون تأثير وهذه الصواعق تتكاثر في مجتمعاتنا اليوم  فعلينا نزعها قبل أن تنفجر فينا".

وأضاف: "من هنا تبرز أهمية تنسيق سياساتنا الثقافية والإعلامية لمواجهة هذا الوضع القلق من خلال توسيع دائرة الحوار فيما بيننا لتدعيم الجسور الطبيعية القائمة بين شعوبنا وردم الفجوات المصطنعة لكي نسير سوية باتجاه المستقبل قوة متضامنة متآزرة".

وتابع: "والتربية مكملة للإعلام والثقافة في عملية حماية الأجيال المقبلة من خلال بناء سياسات تربوية تبصرهم بحقيقة الإسلام وجوهر دعوته من أجل الخير والإعمار واستخدام العقل لتحقيق التقدم ورفض التكاسل والتواكل ونشدان قيم الحق والعدل والكرامة الإنسانية".

 

وقال: "أما الاقتصاد فكان ولا يزال الطريق الطبيعي للتواصل والتعارف بين الشعوب كما لتحقيق التنمية ومن الطبيعي أن نسعى كبقية دول العالم ليكون لنا تكتل اقتصادي يعزز مصالحنا ويتفاعل إيجابياً مع مصالح الآخرين".

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.