تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تصريحات أوباما تلقى ارتياحا في سوريا وتبدو كأنها محاولة لتغيير وجه الولايات المتحدة

مصدر الصورة
SNS


وجدت كلمة الرئيس الامريكي باراك اوباما التي ألقاها أمام البرلمان التركي صدىً طيباً لدى الأوساط الإسلامية والسياسية والاعلامية في سوريا ، حيث اعتبروها بداية جديدة في علاقة الولايات المتحدة مع العالم ،وبخاصة الإسلامي .
وقال رئيس مركز الدراسات الإسلامية وعضو مجلس الشعب السوري الدكتور محمد حبش اليوم الأربعاء ليونايتد برس انترناشونال إن ما تحث به أوباما في تركيا يعد استكمالا لمشروعه الانتخابي.
وقال حبش"أرى أن ما تحدث به الرئيس الأمريكي أوباما هو امتداد لمشروعه الانتخابي وأنه يريد تغيير وجه أمريكا وتحسين صورتها في العالمين العربي والإسلامي بعد الحماقات التي ارتكبتها إدارة بوش السابقة بحق العرب والمسلمين".
وكان أوباما وزع في كلمته رسائل ذات أبعاد إقليمية ودولية تحمل في طياتها، ولأول مرة حالة من التمييز بين الإسلام بمفهومه الحضاري وبين تنظيم القاعدة كتنظيم يناصب الولايات المتحدة العداء .
وقال اوباما " علاقة أميركا مع العالم الإسلامي لا يمكن أن تكون ولن تكون مستندة إلى معاداة .. نحن نسعى لتفاعل واسع النطاق مستند إلى المصلحة المشتركة والاحترام المشترك.. سنعبر عن فهمنا للإسلام الذي ساهم على مدى قرون في صياغة العالم ".
وأضاف حبش" زيارة أوباما إلى العراق لا تخرج عن إطار محاولة تغيير وجه أمريكا التي حملت التغيير-على طريقة بوش- على جثث مليون ونصف مليون عراقي وتشريد خمسة ملايين داخليا وخارجيا".
ووصف تصريحات أوباما بالإيجابية والبناءة وقال " كلام أوباما في الاتجاه الصحيح وبداية حقيقية مع العالم الإسلامي نحو الحوار والشراكة وليس على طريقة بوش نحو الحرب والإقصاء" مشدداً على أن "هذه التصريحات تدل على تحول حقيقي في السياسة الامريكية".
لكنه استدرك قائلا "إن الثابت الوحيد الذي يشكل تحديا لنهج التغيير الذي يطرحه أوباما هو السياسة الأمريكية الداعمة لإسرائيل" .
من جانبه أبدى عضو مجلس الشعب السوري وعميد كلية الشريعة والقانون في مجمع كفتارو الإسلامي بدمشق الدكتور عبد السلام راجح ليونايتد برس انترناشونال إعجابه بتصريحات أوباما ورأى أن أمريكا لا يمكنها الإستغناء عن العالم الاسلامي.
وقال راجح إن ما قام به أوباما " خطوة في الطريق الصحيح" مشددا على أنه " لا غنى للولايات المتحدة الأمريكية كقوة عظمى عن العالم الإسلامي الذي يتجاوز تعداده المليارنسمة " مؤكداً " وجود مصالح مشتركة وليست مجزوءة تجمع العالم الإسلامي بأمريكا".
وأعرب عن تفاؤله بالمرحلة القادمة وقال " لغة السلام هي لغة العرب والمسلمين، وحينما نجد رجع الصدى لدى الرئيس الأمريكي فأنا متفائل أن السلام قادم وأن أبناء منطقة الشرق الأوسط الساخنة تحلم دائما بسلام يعم أرجاءها". مؤكداً أن "هذا الأمر لن يتم ما لم تتخذ الإدارة الأمريكية والحكومات الغربية موقفا متوازنا وحياديا تجاه اطراف الصراع وليس الكيل بمكيالين".
وأضاف راجح" ماورد على لسان أوباما يؤكد موضوع حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية إلى جوار إسرائيل، ومن حق الشعب الفلسطيني المشرد أن يعيش في وطنه بأمان".
ودعا لأن "تتحول أقوال أوباما إلى أفعال، ونحن ننظر بعناية إلى مواقف أوباما ونراقبه عن كثب آملين أن يمارس دوره كرئيس لدولة عظمى وتفرض لغة السلام على الكيان الصهيوني وإدارته اليمينية التي رفضت كل دعوات السلام".
من جهته قال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأمريكية ثابت سالم ليونايتد برس انترناشونال إن سياسة أوباما "لم تتضح معالمها بعد تجاه قضايا العالم جميعاً" مضيفا " أوباما يدرك أن الشعب الفلسطيني يجب ان يحصل على حقه" وهذا يوضحه قول أحد الوزراء في الحكومة الإسرائيلية " إسرائيل لا تتلقى أوامرها من الرئيس أوباما".
وأضاف " هذا التصريح يقطع الشك باليقين أن إسرائيل ليست مرتاحة بالعلاقة مع الإدارة الامريكية الجديدة مقارنة بما تنعمت به من دعم غير محدود في عهد إدارة بوش والمحافظين الجدد".
وحول العلاقة مع إيران أشار سالم إلى أن " تصريحات أوباما كانت إيجابية وهو يسعى للوصول على تفاهم مع إيران بالحوار وأنه سوف ينسحب من العراق ويحاول أن يعطي وجها جديدا للولايات المتحدة الامريكية بأنها دولة محبة للتعاون الدولي وتقف إلى جانب حل النزاعات سلميا".
وقال مصدر إعلامي سوري ليونايتد برس انترناشونال ،فضل عدم ذكر اسمه ان" الحكم على تصريحات اوباما يلزمه بعض الوقت فالرجل قادم الى السلطة بعد معركة ضروس خاضها ممثلا لفئة منعت عبر تاريخ الولايات المتحدة ان يكون لها صوت او دور في مجتمع عنصري ربط سياسته الخارجية بمصالح قوى استعمارية بدءا من بريطانيا العظمى وصولا الى اسرائيل التي اعتبرت عبر تاريخها قاعدة متقدمة لقوى الاستعمار في المنطقة العربية فكيف ستكون العلاقة مع اسرائيل وهل يمكن للرئيس اوباما وفريقه السياسي مواجهة سياسات اسرائيل واللوبي الداعم لها؟".
واضاف المصدر " من الطبيعي الترحيب بمضمون الرسائل التي وزعها اوباما وعنونها الى دول المنطقة وفيما يتعلق بسورية فالرسائل التي وجهها الرئيس الامريكي مباشرة او عبر الوفود الامريكية التي زارت سورية تبدو جيدة من عنوانها ويكفي انها اعادت الحياة الى التواصل بين الادارة الامريكية وسوريا بعد انقطاع فرضته دون مبرر حقيقي ادارة بوش في سعي فاشل لعزل سورية".
الترحيب إذن واضح على الطريقة العربية المعروفة باستقبال اللفتات الإيجابية والأيدي الممدودة،لكن الحذر يكمن في داخل الترحيب بعد تجارب مريرة خاضتها المنطقة مع إدارات أمريكية سابقة وكان أقساها خلال السنوات الثماني المنصرمة
                                                                                                                                                                                                                      يو بي أي 
                                                                                                

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.