تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مؤتمر العلاقات السورية اللبنانية يختتم أعماله

أكد المفكرون والباحثون المشاركون في مؤتمر العلاقات السورية اللبنانية الذي اختتم أعماله السبت أن المؤتمر حدث ثقافي فكري وطني وقومي لا سابقة له في تاريخ العلاقات السورية اللبنانية ..
وأجمع المؤتمرون على أن ما يجمع لبنان وسورية.. يصل في الكثيرِ من حقيقته إلى حدودِ أنهما يتحدرانِ من شعبٍ واحد وأرضٍ واحدة وتاريخٍ واحد ويذهبانِ في الحياة معاً إلى مصيرٍ مشتركٍ واحد وهذا ما يعطي للعلاقاتِ معنى التوحد والتكامل والتواصل إلى حدودِ يؤسس عليها الكثيرُ من عواملِ الاتحاد والوحدة في مجالاتٍ أقلها البنى التي تجعلُ من البلدين صورةً عن بلد ذي تكون اقتصاديٍ وسياسيٍ واجتماعيٍ وثقافيٍ ودفاعيٍ يجعله أحق وأَقوى وأبعد دوراً وأعمقَ حضوراً من أن يكونَ على انقسامٍ في بلدين كل منهما إنما هو بلد ناقص في غيابِ الآخر وخصوصاً أن العلاقات الطبيعية السليمة سبب أساسي في طمأنينة سورية واستقرار لبنان.
ورأى المؤتمرون أن الطريقَ الوحيدَ والحقيقي للعلاقات يجب أن يبدأَ من سيادةِ كل من البلدين وحريته  واستقلاله وقوته الذاتية ومشروعِ دولةِ المواطنة ِالديمقراطيةِ فيه لأنها شروطا أساسية للسعي إلى إيجادِ الحلولِ لكل المشكلات والعقبات والخلافات التي تعترض مسارهما الهادفَ إلى تكاملهما في زمنٍ باتَ التقاربُ والاتحادُ والاندماجُ في عاملاً وجودياً عميقاً لحركةِ الشعوبِ في تطورِها وصناعتِها لمستقبلٍ أكثرَ سلاماً وتماسكاً وتوحداً أمامَ الصراعاتِ والحروبِ..والاستغلالِ والمظالمِ والسيطرةِ التوسعيةِ والاستعماريةِ على مقدرات جعلِ العالمِ واحةً للسلامِ والتقدم.
وأشار المؤتمرون إلى أنه من الخطأ الفادح الانطلاق في العلاقات من أن ما يجمع البلدين أكثر من الذي يفرقهما وما يميزهما في التواصل والتنسيق والتكامل أعمق مما يسيء إليهما في التباعد والتنافر.. فحقيقة سورية ولبنان ليست فقط في تقاربهما أو فكاك كل منهما عن الآخر.. حقيقتهما إنهما أيضاً مازالا حتى الآن يدفعان ثمن التجزئة الاستعمارية والأجنبية لهما ولغيرهما من الأقطار العربية منذ مطلع القرن المنصرم حيث كانت هذه التجزئة لهما هدفاً في إضعاف وإلغاء ما يمثلان من امتداد طبيعي على رقعة من الأرض ينتمي سكانها إلى قومية عروبية حضارية كانت العنصر الحقيقي الأول في تكوين شخصيتهم التاريخية وهويتهم الخاصة.
وعد المؤتمرون أنه إذا كان لكل أمر واقعه وطموحه فإن واقعَ سوريةَ ولبنان كدولتين كل منهما مستقلٌ وسيدٌ وحر لم يلغ شعورَ أيهما بالنقصِ أمامَ غيابِ الآخر وهذا يعني أَننا نعيشُ بشروطٍ غيرِ مكتملة ونبضٍ غيرِ معافى وعلاقاتٍ تكشفُ الخللَ العميقَ فيما هو متعارفٌ عليه من معنى الحرية والسيادة  والاستقلال فهذا الثالوثُ الذي يعاني مراتٍ كثيرة من خللٍ في معنى الحقيقة حيث يتحول من معنىً لحقيقةٍ في الواقع إلى شعار لحالة في المتخيل.
وأكد المؤتمرون أن إقامةَ علاقات بسوريةَ محقةٍ وقويةٍ. ولبنانَ محقٍ وقوي شرط ضروري. وإن إقامة علاقاتٍ عبر مشروعِ بناءِ الدولةِ الحديثة.. ذاتِ المواطنة.. والحريات والمجتمع المدني والعدالةِ الاجتماعية والانتماءِ الحضاري شرطٌ ضروري أيضاً. إذ لا علاقاتَ فاعلة.. بين ضعيفين أو ضعيفٍ وقويّ أو متخلف ومتطور أو حر وآخرَ ليس بحر.
ورأى المؤتمرون أن الكثير من الأجواء القائمة بين البلدين في المرحلةِ الراهنة والتي في بعضِ أبعادها لا تخدمُ إلا ما يفرقهما دعوا إلى الوقوف ضد كل اتهاماتٍ وأخطاء وتوتر من خلالِ إعادة الأمور إلى ما يجبُ إن تكون عليه في طبيعتها الخالصة..من خلال أن كلاً من البلدين محكومٌ بما هو أبعد من علاقات تبقيه خارجَ ما نشأ البلدان عليه من هوية واحدة وانتماءٍ واحد ومصيرٍ واحد.
وقد اتفق المؤتمرونَ على أن التقويمَ السياسي  والتفعيل الاقتصادي.. والعواملَ الإنمائية.. والمصالحَ التي تتعدى أن تكون مشتركةً لتصبح واحدة.. وإن النضالَ المشتركَ ضد المشروع الصهيوني.. والسيطرةِ الأجنبية.. وإغناءَ الدورِ الثقافي في عمقه التغييري التنويري.. ورفدَ المكتبةِ اللبنانية السورية بدورياتٍ.. وأدبيات.. ومراجعَ.. ومؤلفاتٍ.. وندواتٍ.. ومحاضراتٍ.. ونشاطات.. وأعمالٍ فكرية مشتركة.. تعنى جميعها بتاريخِ البلدَين.. ووعي ماضيهما.. ومراحلِه.. وحاضرِه.. ووحدتِه.. وتحدياته ونضالاته.. وقواسمه المشتركة.. إن كل هذه الموضوعات والقضايا.. يجب أن تكونَ في أساسِ تكوين العلاقاتِ السوريةِ اللبنانيةِ من اجل إعطائها مستقبلاً أكثرَ توحداً وتلاصقاً وتكاملاً في زمن ذهابُ سورية فيه إلى أعماق لبنان وذهابُ لبنانُ إلى أعماق سورية إنما هو ذهابٌ إلى الذات.
وكان المؤتمر واصل أعماله صباح اليوم بحضور الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية بعقد جلستين ضمن محوري ثقافة واحدة نضال مشترك مصير واحد وسورية ولبنان في المرحلة الراهنة  الواقع والآفاق المستقبلية.
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.