تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

إعلان دمشق يؤكد على عودة الحقوق الوطنية لأصحابها

مصدر الصورة
SNS

أقر مجلس وزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي إعلان دمشق وجاء فيه.. نحن وزراء خارجية ورؤساء وفود الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي المشاركين في الدورة السادسة والثلاثين لمجلس وزراء الخارجية وقد اجتمعنا في دمشق تحت شعار نحو تعزيز التضامن الإسلامي في وقت تتعرض فيه الدول الإسلامية لتحديات سياسية وثقافية كبرى تفرض عليها البحث في كيفية تنسيق جهودها لمواجهتها ولتحقيق حضور فاعل على الساحة الدولية يمكنها من حماية مصالحها وصيانة هويتها نعلن مايلي..

 
إننا وبمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيس المنظمة التي كان حريق المسجد الأقصى الحافز المباشر لإنشائها نؤكد على أهمية اضطلاع المنظمة بدور فاعل في حماية مصالح وحقوق الدول الإسلامية وشعوبها ونجدد التزامنا الثابت بغايات منظمتنا وأهدافها ومبادئها ونؤكد مجدداً دعمنا لها بما يمكنها من التصدي على نحو افضل للتحديات التي تواجه الامة في القرن الحادي والعشرين ونقر بأن التعاون والتنسيق الفعالين بين البلدان الإسلامية أمور أساسية لما فيه خير شعوبنا الإسلامية.
 
إن السنوات القليلة الماضية حفلت بتطورات سياسية واقتصادية واسعة أصابت العالم وزعزعت استقراره وكانت الدول الإسلامية في مواجهة مباشرة لتداعياتها اما كطرف أو كهدف ولاسيما أن هذه التطورات ترافقت مع حملة محمومة على الإسلام بهدف تشويه صورته كمرجعية حضارية وعقائدية لشعوبنا وعلى المسلمين عامة بهدف النيل منهم.. وان مقولة صراع الحضارات التي كانت ترجمتها العملية الصاق تهمة الإرهاب بالإسلام والمسلمين قد جرى اعتمادها مسلمة في رسم السياسات الأمر الذي ترك آثاراً عميقة من الإحباط في نفوس المسلمين.. على أن هذا يوجب علينا عدم تحميل الآخرين وحدهم مسؤولية ما وصلت إليها الحالة الإسلامية فنحن نتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية وعلينا أن نقف مع ذواتنا وقفة صادقة ومباشرة لنكتشف ما يجب علينا أن نعتمده كموقف ومنهج عمل يفتح أمامنا آفاق مستقبل أفضل.
 
إن عقيدتنا تدعونا للتوحد لا للتفرق وتدعونا للابتعاد عن لانغلاق والاستعداد للانفتاح الإيجابي.. النجاح يكون بالتركيز على تطوير واقعنا والبحث عن أسباب القوة فنحن نعيش اليوم في عالم الأقوياء حيث لا مكان للضعفاء وحيث القوة تكتسب ولا توهب ونحن نستطيع اكتسابها بتمتين علاقاتنا الاقتصادية وكسر الحواجز الموجودة في هذا المجال وبامتلاك ناصية العلم والمعرفة وبالتعاون السياسي والدعم المتبادل لقضايانا الوطنية.. إن امتلاك الإرادة واعتماد التصميم شرط أساسي لتطوير الواقع والارتقاء به.. هذه الإرادة يجب أن تتدعم بالإصرار على حل مشاكلنا بأيدينا والقدرة على وضع رؤى وخطط تنفيذية للقضايا المعقدة التي نواجهها.
 
إن منظمتنا التي قامت أساساً من أجل الدفاع عن القدس الشريف تواجه اليوم وضعاً خطراً يهدد القدس بإلغاء طابعها الروحي والتاريخي المتنوع إضافة إلى بناء جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية والحصار اللاإنساني المفروض على غزة وتكثيف عمليات قضم الأرض والاستيطان.. هذا كله يوجب علينا جميعا عدم مكافأة إسرائيل على جرائمها بل التأكيد على ربط اي تطور للعلاقات اذا كانت موجودة أصلاً بمدى ما تعبر عنه مواقف إسرائيل بشكل ملموس من التزام بالسلام العادل والشامل الذي يضمن عودة الحقوق الوطنية المشروعة والانسحاب من الأراضي المحتلة في فلسطين والجولان وجنوب لبنان.
 
لقد تعاونا جميعاً في مواجهة الإرهاب كظاهرة عالمية خطيرة ولكن ذلك لا يعني أن نسمح باستغلالها وجعلها مجالاً مفتوحاً لخلط الأوراق وتسمية المقاومة إرهابا واللجوء إلى التهويل والترهيب تحت عنوان "الأمن في مواجهة الإرهاب" فالإرهاب ليس حالة أمنية بل هو حالة فكرية لها مظاهرها السياسية والأمنية وحتى الثقافية ومحاربتها لا تكون بمكافحة المظاهر بل بتناول المضمون والأسباب.
 
إن مسيرة منظمة المؤتمر الإسلامي طيلة الأربعين عاماً الماضية والمرحلة الحرجة التي يشهدها عالمنا اليوم تؤكد على أهمية تفعيل تضامن دولنا في مواجهة التطورات السياسية والاقتصادية الراهنة وحيوية منظمتنا ووعيها للتحديات التي تواجه دولها وفقاً لما نص عليه برنامج العمل العشري.. ونعرب في هذا الصدد عن امتناننا للأمين العام البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو على جهوده المخلصة للارتقاء بالدور الهام لمنظمة المؤتمر الإسلامي على الصعيد العالمي.
 
نعرب عن عميق تقديرنا لفخامة الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية ولشعب وحكومة الجمهورية العربية السورية على الجهود التي بذلت لإنجاح الدورة السادسة والثلاثين لمجلس وزراء الخارجية.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.