تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الدور القطري ينحسر في ليبيا.. وفي السودان أيضاً..؟!

مصدر الصورة
وكالات

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الجمعة 12/4، أن السلطات السعودية وعدت بتقديم عشرات الملايين من الدولارات لقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر لتمويل حملته العسكرية على العاصمة طرابلس. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سعوديين أن حفتر "قبِلَ" العرض السعودي، وأضافوا : "كنا أسخياء للغاية".

وفي تقريرها الذي نشرته يوم 12/4، والمعنون: "اقتلاع" البشير نهاية تجربة فاشلة للإسلام السياسي، هلّلت صحيفة "العرب" الصادرة في لندن، والقريبة من الإمارات العربية المتحدة، للتطورات الحاصلة في السودان وأثنت عليها. واعتبرت أنّ قيادة الجيش السوداني "استجابت" لمطالب عشرات الآلاف من المحتجين وأطاحت بالرئيس عمر البشير بعد ثلاثين سنة من حكم فاشل للإسلام السياسي في السودان، في وقت تتسارع فيه الأحداث لإنهاء حقبة تجارب الجماعات الإسلامية وداعميها في أكثر من بلد عربي بالتزامن مع رفع الغطاء الغربي عنها.

وفي تفصيل له دلالته الصارخة، لفتت "العرب" إلى أنّ موقف الإعلام التركي والقطري من التحولات المتسارعة في السودان عكس إحباط أنقرة والدوحة من التحرك الحاسم للجيش السوداني وإسقاط البشير، الذي كان نظامه "واجهة" لنفوذ قطر وتركيا في السودان من بوابة حكم جماعة الإخوان وتفرعاتها. وزادت "العرب": يمثل إسقاط البشير خسارة كبرى لخطط أنقرة التي تخطط للتمدد في شرق أفريقيا من بوابة السودان. لكنه من جهة أخرى يمثل إعلاناً عن سقوط نموذج الفشل كامل الأركان لمنظومة الإسلام السياسي بعد 30 سنة من الحكم.

ومع ذلك، كانت افتتاحية صحيفة "الخليج" الإماراتية 12/4، أكثر حذراً وواقعية، عندما لفتت إلى أنّ مستقبل السودان "لايزال" يلفه الكثير من التساؤلات، خاصة مع رفض قوى سياسية للبيان العسكري وما جاء فيه، واستمرارها في حشد الشارع والاعتصامات.

ورغم أنّ التطورات ما تزال مستمرة وتحمل جديداً كلّ لحظة في كلٍّ من ليبيا والسودان، فقد كانت صحيفة "الأخبار" اللبنانية (13/4) أكثر وضوحاً، وعنونت تقريراً لها بالقول: رجل الإمارات يحكم السودان! وأفادت أنّ المجلس العسكري بدّل وجهه، في ظلّ رفض الشارع الذي لا يزال يصرّ على تسليم السلطة إلى حكومة مدنية، لكن حرص المنقلبين على تهدئة الغضب الشعبي بتعيين عبد الفتاح البرهان "المقرّب" من الإمارات، من دون تلبية مطالب المحتجين، يبدو أنه يأتي بضغوط خارجية أكثر مما هي داخلية. وأوضحت الصحيفة أنّ الجيش، الذي تولى زمام الأمور تاركاً لنفسه مدة عامين، يبدو اليوم مستعداً للخضوع لمطالب التظاهرات التي استغلها للوصول إلى هرم السلطة، وذلك من أجل تخفيف الاحتقان الذي قد يطيح انقلابه انقلاب مضاد.

من جهتها، وبعد "اقتلاع" عمر البشير من السلطة، وتراجع دورها في السودان، وفي ليبيا أيضاً، لم تستسلم قطر النفط والغاز، وما زالت تعمل من خلال أموالها السّرية، ووسائل إعلامها الفاضحة على تشويه الصورة وتزوير ما يجري في هذين البلدين، بغض النظر عن صحة ما يقوم به الآخرون من عدمه. في هذا الإطار، يعمل الإعلام القطري، المملوك للإمارة، والممول منها، على التركيز على الوضع الإنساني، وعلى فشل القادة الجدد في الاستجابة لحركة الشارع ومطالبه، وعلى التشكيك بنواياهم وتوصيفهم بالانقلابيين، ويكفي أن يقرأ المرء العناوين في صحيفة "القدس العربي" اللندنية، ليلاحظ ذلك: "في ليبيا: قوات حفتر توقع عشرات القتلى من المدنيين وطائراته تقصف موقعين للحكومة... مئات آلاف السودانيين يحاصرون وزارة الدفاع ورئيس المجلس العسكري يتنحى... آلاف السودانيين في شوارع الخرطوم يحتفلون بتنحي رئيس المجلس العسكري الانتقالي... الخ"؛ ومع ذلك، فحكم الإسلاميين المدعوم من الدوحة وأنقرة، يتراجع في المنطقة، وحتى في تركيا ذاتها، والانتخابات البلدية الأخيرة في تركيا تشهد على ذلك.

في الأثناء، وفي غمرة معارك العرب ضد العرب، وفي ظل عمى حقد بعض العرب ضد بعض العرب، أصبحت قضية فلسطين والجولان آخر الهموم، وأصبحت مقاومة الاحتلال تهمة، فيما الكيان الإسرائيلي يتوسع على حساب العرب وأرض العرب وكرامة العرب ومستقبل العرب... والرئيس الأمريكي يقسّم أرض العرب، ويفرض الاتاوات ويلزم العرب بدفع الفواتير؛ فواتير حرب الغرب عليهم، وفواتير حرب إسرائيل عليهم، وفواتير قتل العرب، وفواتير الغباء المستفحل، وفواتير حرب التخلف للقضاء على التنوير ولمنع بناء المستقبل الأفضل لهذه الأمة وللأجيال القادمة.. ألا بئساً لهؤلاء العرب..؟!!

 بديـع عفيـف

 

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.