تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

هل من أيدٍ أمريكيةـ إسرائيلية تحرّك جمر كشمير..؟

اقليم كشمير
مصدر الصورة
عن الانترنت -اقليم كشمير ومناطق السيطرة

أعلنت الحكومة الهندية فجأة إلغاء الحكم الذاتي الذي تتمتع به منطقة كشمير، دستورياً، بمرسوم رئاسي صدر بهذا الخصوص؛ القرار المفاجئ جاء بعد ساعات من فرض إغلاق أمني في هذه المنطقة التي تشهد تمرداً انفصالياً، ما قد يؤدي إلى تصعيد كبير في أعمال العنف؛

اللافت أنّ المرسوم الرئاسي الهندي نصّ على أن الإجراء دخل حيز التنفيذ "فوراً".

أكثر من ذلك، فقد وضعت الهند جيشها وطيرانها الحربي في حالة تأهب قصوى بعد تقديم مشروع قانون لبرلمان البلاد، يلغي الحكم الذاتي الذي تتمتع به دستورياً ولاية جامو وكشمير المتنازع عليها مع باكستان. وذكرت وسائل إعلامية أن الحكومة الهندية باشرت في إرسال قوات مسلحة إضافية إلى منطقة كشمير. وقالت إن الحديث يدور عن تعزيزات تضم 8000 عنصر من العسكريين، إضافة إلى نقل حوالي 35 ألف جندي من الجزء الأوسط في البلاد إلى المنطقة المتنازع عليها مؤخرا.

وللتذكير، فقد قُسّمت كشمير بين الهند وباكستان منذ استقلالهما عام 1947، في حين تقاتل مجموعات متمردة مسلحة منذ ثلاثة عقود الجنود الهنود المنتشرين في الشطر الذي تديره نيودلهي من كشمير. ويسعى المتمردون في كشمير إلى الإندماج مع باكستان أو الإستقلال، فيما تسبب النزاع في مقتل عشرات الآلاف غالبيتهم من المدنيين. وقبل عدة أشهر، حصل تصعيد كبير بين الهند وباكستان، بشأن المنطقة وتم إخماده ومنع تطوره، فماذا جرى الآن وهل من أيدٍ خفية تنكأ الجراح القديمةــ الحديثة لتحقيق غايات ومصالح لا علاقة للهنود والكشميريين والباكستانيين فيها..؟!

أولاً، البحث عن سبب ومكان لنشر الصواريخ الأمريكية: فقد أعلن وزير الدفاع الأمريكي الجديد، مارك إسبر، قبل أيام، أن واشنطن تريد نشر صواريخ جديدة بسرعة في آسيا لمواجهة صعود الصين في المنطقة. وقال إسبر، عندما سئل عما إذا كانت الولايات المتحدة تفكر في نشر صواريخ تقليدية متوسطة المدى جديدة في آسيا الآن بعد أن أصبحت واشنطن غير ملزمة بمعاهدة الصواريخ، "نعم أود ذلك". وأضاف إسبر، وهو على متن طائرة متجهة إلى سيدني في بداية جولة آسيوية، "نود نشر صواريخ عاجلا وليس آجلا. أفضل خلال شهور... لكن هذه الأشياء تستغرق وقتا أطول مما تتوقع". وللتأكيد، فإنّ كلام الوزير الأمريكي جاء بعد انسحاب بلاده رسمياً من معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى مع روسيا.

وبعد وصول إسبر إلى أستراليا، أكدت الولايات المتحدة وأستراليا، في بيان مشترك، ضرورة الإنتقال إلى "عصر جديد" في مجال الرقابة على التسلح عبر توسيع قائمة المشاركين وأنواع الأسلحة المشمولة باتفاقات الرقابة المستقبلية.

مع ذلك، فقد أكدت السلطات الأسترالية من جهتها، أنها لن تصرح بنشر أي صواريخ أمريكية متوسطة المدى على أراضي البلاد. وقالت وزيرة الدفاع الأسترالية ليندا رينولدس، إن منطقة نشر الصواريخ الأمريكية لم تحدد بعد، لكنها استبعدت أن تكون أستراليا ضمنها. وأضافت أن "إسبر لم يطلب منها ذلك، ولم نكن ننتظر ذلك منه". بدوره، أكد رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، أن الصواريخ الأمريكية لن تنشر على أراضي بلاده.

السؤال إذن، أين سيتم نشر الصواريخ الأمريكية لكي تتمكن من مواجهة صعود الصين في المنطقة..؟

ثانياً، محاصرة روسيا والصين: ليس سراً أنّ الولايات المتحدة تسعى للحد من تزايد نفوذ وقوة كل من روسيا والصين، منافستيها العالميتين، في السلاح والاقتصاد والتكنولوجيا والتجارة والثقافة... ورعاية إنشاء نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب يقوم على أنقاض الأحادية الأمريكية.

تصريحات المسؤولين الأمريكيين والعقوبات الأمريكية على البلدين لا تترك مجالاً للشك بالنوايا الأمريكية السيئة تجاه موسكو وبكين؛ قبل أيام اتهمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، السفارة الأمريكية في بلادها بالمشاركة في مظاهرات غير مرخصة في العاصمة موسكو. وقبل ذلك، حاولت واشنطن التصعيد مع الصين عبر تقديم الدعم للمتظاهرين والمحتجين في هونغ كونغ، المدينة الكبيرة في جنوب البلاد، التي أعادتها لندن في 1997 للصين؛ ناهيك بالطبع عن الحرب التجارية التي تشنها الإدارة الأمريكية ضد بكين وموسكو. بكلام آخر؛ تحاول الولايات المتحدة محاصرة روسيا من خلال توسيع حلف "الناتو" شرقاً ومن خلال ضم دول كانت في حلف "وارسو" السابق إليه، فيما تحاول محاصرة الصين من خلال جيرانها أو بالمعنى الأدق؛ خصومها في القارة الآسيوية؛

قبل فترة، أعلن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، أن المفهوم الأمريكي حول منطقة المحيط الهادئ الهندي، يعني أن يساعد الأمريكيون شركاءهم "في بناء القدرات البحرية وضمان الامتثال للقانون، بهدف مراقبة النظام الحالي في البحر وحمايته"، وتعزيز تكامل القوات المسلحة وسيادة الحقوق والمجتمع المدني، وكذلك "تنمية الاقتصاد القائم على القطاع الخاص". لكن موسكو وبكين، تنظران بالشك إلى هذا المفهوم، إذ كرر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكثر من مرة، أنه من خلال الترويج لهذه الصيغة، فإن الولايات المتحدة تحاول "جر الهند إلى مواجهة مع الصين". إذن، وكما هو واضح، فإنّ الولايات المتحدة تسعى إلى تحويل المنطقة إلى كتلة عسكرية، ومسرح للعمليات العسكرية، بهدف عزل الصين، وهي تجد في استثمار الخلافات الهنديةــ الصينية، وقضية كشمير وغيرها من النزاعات القائمة والمستمرة، أو تلك التي يمكن إيجادها أو تسعيرها، فرصاً مناسبة للتدخل وتحقيق عدة أهداف؛

محاصرة الصين وروسيا؛ الضغط على كوريا الديمقراطية وإجبارها على التنازل والخضوع للسياسة الأمريكية؛ الضغط على الهند لوقف تطوّر علاقاتها مع روسيا ومنعها من شراء منظومة صواريخ "أس400" الروسية، كما تركيا؛ محاصرة باكستان بعد تحوّلها باتجاه موسكو وابتعادها عن واشنطن؛ خلق بؤر توتر جديدة للتعمية على انسحابٍ أمريكيٍ مُذل محتمل من أفغانستان؛ إمكانية محاصرة إيران من جهة الشرق من خلال نقل المسلحين إلى أفغانستان؛ ضرب خطوط التواصل مع الصين، وقطع طريق الحرير الجديد؛ "طريق واحد حزام واحد" الذي تسعى الصين لتنفيذه للربط والتشبيك مع كل من أوروبا وإفريقيا وبقية آسيا... الخ.

هل يخدم تحقيق هذه الأهداف المطامع والسياسات الإسرائيلية؟! لاشك بأن الجواب هو نعم. فأي تصعيد في آسيا ليس في مصلحة الآسيويين ولا الشرق الأوسط المهتز، ولكنّ الأمريكيين والإسرائيليين يجدون مصالحهم وتجارتهم وبيع أسلحتهم حيث تندلع الحروب وتنتشر الخلافات والصدامات وتكثر المشاكل والتحديات..

                                                                    بـديـع عفيـف

 

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية - خاص

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.