تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ظاهـرة معرض دمشق الدولي ..لماذا لانتوسع بها !!

مصدر الصورة
وكالات

لا شك أن معرض دمشق الدولي أصبح حدثاً مهماً ينتظره الكثيرون صيف كل عام، و لمكانه القديم وسط العاصمة دمشق نكهة لا تنسى. في دورته الأولى بعد سنوات الحرب والعدوان على سورية، أصبحت إقامة المعرض تقريباً غاية بحدّ ذاتها ورمزاً لعودة الأمن والاستقرار لمحيط العاصمة وللمدن السورية وانقشاع ظلام الإرهاب ووحشيته. و بذلت الوزارات والجهات المعنية جهوداً جبّارة لتنظيم وإقامة المعرض في دوراته الأخيرة. وهناك جهود حثيثة ــ كما هو واضح ــ هذا العام لجعل المعرض أكثر تطوراً ومشاركة وتنوعاً وحضوراً داخلياً وخارجياً. وبالطبع فإن الأوضاع السياسية والضغوط الغربية تترك أثرها على مشاركة عدد من الدول، بل وتمنع هذه المشاركة.

ولنا أن نسأل بعدما تمرس المعنيون في تنظيم المعرض، عمّا سيكون بعد المعرض، ماذا بعد انتهاء الحدث؟ هل يتم البدء بالتحضير للمعرض القادم؟ هل نكتفي بالظاهرة أم نسعى لنستفيد منها؟ هل هناك لجان متابعة لتقييم المعرض وأهمية إقامته والمشاركة فيه، ليس كظاهرة سياحية وإعلامية فحسب، رغم أهمية هذا الجانب، بل كنشاط اقتصادي متنوع يخدم الاقتصاد والتطور في البلد، ويساهم في إعادة الإعمار عبر استقدام خبرات ومعارف جديدة وعقد اتفاقات وإبرام عقود جديدة...؟ بل هل تم الأخذ بالحسبان هذه المسائل عند دعوة الفعاليات الاقتصادية للمشاركة في المعرض؟

ما تناولته وسائل الإعلام حتى الآن، ركّز على تنظيم المعرض ونجاح ذلك وعدد المشاركين وزيادتهم وتنوعهم، ولكن لم يتم التركيز على ماذا سنجني من المعرض؛ أي ما بعد المعرض؛ ما هي النتائج التي سنحصل عليها؛ لا يجوز أن ينتهي المعرض بانتهاء فعالياته في السادس من أيلول. لا بد من دراسة كل الجوانب المتعلقة به؛ تقييم نقاط الضعف ونقاط القوة، ما هي الفوائد والعائدات، أي الجوانب كانت بدون جدوى، كيف يمكن استثمار المشاركات في تحسين الاقتصاد السوري، كيف يمكن اكتساب المزيد من الخبرات ونقل التكنولوجيا الجديدة إلى سورية... الخ.

ولماذا لانفكر في توسيع هذا النشاط الاقتصادي الهام ليشمل محافظات سورية أخرى تتميز كل منها بنشاط اقتصادي مختلف , بحيث يكون لكل محافظة معرضها الدولي المرتبط بنشاطها الاقتصادي مثلاً السويداء وعنبها وتفاحها, لماذا لايكون لها معرض دولي يختص بتصنيع هذه المنتجات الزراعية الهامة, ونتبادل الخبرات مع المشاركين في معرض السويداء... وهكذا الأمر مع اللاذقية وحمضياتها وزيتونها والمحافظات الأخرى ...

 الحرب شارفت على نهايتها وعلينا بذل المزيد من الجهود للبدء بإعادة الإعمار والاقلاع من جديد ومواكبة التطور بعد سنوات من الجمود والمراوحة المكلفة، والمعرض يفتح نافذة مهمة على الداخل والخارج لمعرفة القدرات الكامنة والمتاحة التي يمكن الاستفادة منها..!!

                                               بديع عفيف

 

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.