تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

كيغالي أقرب من الرياض: آخر تجليات الأزمة الخليجية غياب أمير قطر عن القمة الأربعين..

مصدر الصورة
وكالات - أرشيف

بعد صمت وتريث وتعتيم، أعلنت وكالة الأنباء القطرية الرسمية، أن حاكم مشيخة قطر "العظمى" تميم بن حمد آل ثاني لن يحضر القمة الخليجية بالرياض وكلف رئيس وزرائه عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئاسة الوفد العتيد لاجتماع القمة الخليجية الأربعين.

إذن، لا مصالحة ولا مفاجآت، وغياب تميم يؤكد أن إنجاز مصالحة شاملة للأزمة المندلعة بين رباعي المقاطعة (مصر البحرين، السعودية، والإمارات)، والدوحة منذ حزيران 2017 ما يزال بعيداً؛ إذن ذهبت الجهود الكويتية أدراج الرياح، وخفتَ وهج قمة المجلس الخليجي قبل بدئها، ما يؤكد استمرار الشرخ بين الأشقاء الأعداء، بينما تتقدّم العلاقات الثنائية بين بقية الأعضاء.

اختار تميم التواجد بعيداً خارج الحصار المفروض على بلاده، والذي يبدو أنّ الأشقاء لم يقرروا بعد التراجع عنه أو تخفيفه؛ لم يرغب أن تظهر مشاركته في القمة الأربعين في السعودية التي تنازلت الإمارات العربية المتحدة عن استضافتها لصالح المملكة، وكأنها إذعان للشقيق الأكبر، استدعاء وليست دعوة؛ لماذا لم تعقد القمة في الكويت أو عُمان؟

ذهب تميم بعيداً جداً، آلاف الكيلومترات؛ إلى دولة في شرق أفريقيا؛ إلى رواندا، أرض الألف تل، ومنبع نهر النيل، والبراكين وغابات نيونغوي، والحياة البرية، وحيوانات الغوريلا الجبلية النادرة؛ هناك ربما يفكّر بتقديم مساعدة أخرى للدولة الإفريقية لإقامة سدّ آخر على "منبع" نهر النيل لتعطيش المصريين، بعد مساعدة قطر ومشاركتها بإشراف إسرائيلي في بناء سدّ النهضة في إثيوبيا؛ وهناك أيضاً ربما يطٌلع تميم على تفاصيل الإبادة الجماعية التي وقعت في نيسان 1994 حيث تعرضت الأمة الأفريقية الصغيرة في رواندا إلى أكثر الإبادات الجماعية في التاريخ خلال القرن العشرين؛

بالطبع ستثير ذكريات الدم الرواندي لديه ما فعله وأبيه وأدواته بالسوريين والأموال التي دفعوها لتخريب سـورية وقتل أبنائها وارتكاب المجازر بحقّهم؛ ربما يشتهي تميم أن يكون شريكه في سفك الدم السوري، التركي أردوغان مرافقاً له في رحلته، للتحضير لمجزرة أخرى هناك أو في السودان أو ليبيا أو غيرها، بعدما تعوّد على رائحة الدم وانتشى بالمجازر التي تسببت بها أمواله القذرة؛ وربما تذكره رواندا ـ الدولة الداخلية التي لا سواحل لها وصلتها بالعالم الخارجي تتم عن طريق جاراتها ــ بالحصار البري الذي تفرضه الشقيقة الكبرى السعودية على مشيخته..!!

ستنتهي قمة الرياض كما بدأت، وكما انتهت قبلها عشرات القمم الخليجية والعربية الأخرى؛ سيعود الأشقاء إلى محمياتهم وعداواتهم وأساليبهم الرخيصة؛ سيعود حاكم الدوحة إلى خيمته وهمومه وليمارس أساليبه وهواياته في الإيذاء والقتل والتخريب؛ العداوة بين الأشقاء مستحكمة؛ لا أحد يريد التنازل أو الاعتراف بالخطأ والتراجع عنه؛ حرب الإخوة الأعداء مستمرة وطويلة، فلا هم معتصمون بِحَبْلِ اللَّهِ ولم تتآلف قلوبهم، بل تفرقوا وَأنكروا نِعمة اللَّهِ عَليهم ولم يهتدوا... بل لعل هاديهم أصبح "داحس والغبراء" وسواد القلوب وسيف الحقد والثأر بين "عبس وذبيان".. الذي يجعل تلال كيغالي أقرب إلى الدوحة من مكة والرياض..؟

بـديـع عفيـف

 

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية - خاص

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.