تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

فشة خلق المواطن عصام داري – ليمتد .... أبيع نفسي !

مصدر الصورة
وكالات -أرشيف

 

أعترف بأنني استعرت عنوان زاويتي هذه من فيلم عادل إمام (مرجان أحمد مرجان) وهي قصيدة شعبية لشاعر "منتوف!".

لكنني لن أبيع نفسي –على الأقل في الوقت الراهن –بل سأبيع بعض الأغراض الكمالية الموجودة في بيتي.

سبب البيع ، أو الأسباب ، أنني أرغب في تحسين حالتي الاقتصادية من جهة ، والتخلي عن أشياء صار بإمكاني الاستغناء عنها أو الحصول على بدائل لها بأسعار منخفضة ولا ترفع ضغطي.

أول غرض قررت بيعه والتفكير ببديله هو البراد ، فلم يعد يقم بعمله على أحسن ما يرام وتحول إلى ما يشبه(النملية) لكثرة انقطاع التيار الكهربائي..ومن يتذكر النملية؟.

سألت عن سعر برادي العتيق قليلاً ، فقالوا: بوضعه الحالي ثمنه حوالي مليون ليرة سورية ، فرحت بالرقم حتى قرأت البوست الذي نشره الزميل والصديق عز الدين النابلسي عن وجبة غداء أو عشاء في مطعم بالربوة  كلفت الآكلين قرابة نصف مليون ليرة عداً ونقداً(432.100 ليرة سورية!).

المهم.. حسبتها في رأسي: سأذهب إلى أحد المطاعم المتوسطة وأدعو بعض أصدقائي إلى وجبة محترمة وسأدفع نصف ثمن البراد، وبباقي المبلغ ،أي أكثر من نصف مليون ، قررت أن أذبح خروفاً نذرته ذات يوم ، لكنني فوجئت بأن ثمن الخروف الواحد أكثر من 600 ألف ليرة ، فألغيت الخروف وقررت أن أذبح دجاجتين تكفيان طبخاتي لمدة شهر كامل ، وأشتري بالباقي رز وسكر وسمن نباتي وزيت زيتون وشوية خضار وفواكه ، إذا كان المبلغ يسمح!.

كذلك قررت بيع السيارة لتوفير البنزين لغيري ممن لا يستطيع ركوب الدراجات الهوائية والحمير والبغال ، وبدلاً من السيارة سأشتري بغلاً قوياً أتنقل به بين عملي وبيتي.

لكنني اكتشفت الكثير من العقبات والصعوبات في مقدمتها أنني أحتاج إلى رخصة من(النافعة) والنافعة كلمة قديمة تعني محافظة المدينة التي  أنتمي إليها ، إضافة إلى موضوع المرآب الذي سأربط بغلي فيه ، والشعير والكرسنة اللازمة لوجبات البغل ، والقذارات التي سيتسبب بها بغلي في الشوارع ، كل ذلك جعلني أتراجع عن شراء البغل وقلت في نفسي: سأتنقل بواسطة السيارات العامة والسرافيس ، لكن المشكلة أن أصدقائي أبلغوني أن أقل مشوار في المدينة حتى لو كان لمسافة 500 متر سيكلفني حوالي 5000 ليرة ، لذا ألغيت مشروع بيع السيارة  وشراء البغل وقررت أن أعود إلى بداية مقالتي هذه، وإلى فيلم(مرجان أحمد مرجان) والشاعر المعتر وقصيدته العصماء،نعم قررت أن أبيع نفسي ، فهل من مشتر وله الأجر والثواب عند الله؟.   

                               المواطن عصام داري- ليمتد  

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.