تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

بوليتيكو: قلق كندا الكبير هو نشوب حرب أهلية أمريكية

مصدر الصورة
القدس العربي

نشرت صحيفة بوليتيكو الأمريكية تقريرا كتبه الكسندر بيرنز وهو رئيس الأخبار في موقعها قال فيه إنه ربما لن يسأل رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال اجتماعه مع الرئيس الأمريكي جو بايدن الرئيس الأمريكي في قمة G7 في إيطاليا هذا الأسبوع عما إذا كانت الولايات المتحدة تتجه نحو حرب أهلية. لكن تقريرا من داخل حكومته يقول إن الوقت قد حان لكندا للاستعداد لهذا الأمر خلال السنوات المقبلة. هذا التقرير صدر في الربيع بعنوان “اضطرابات في الأفق”، وحذر بأن الحرب الأهلية الأمريكية هي احتمال وسيناريو يجب على أوتاوا التفكير في الاستعداد له.

ويوضح الكاتب أنه تم وضع هذه الفرضية في منتصف الوثيقة الكندية المكونة من 37 صفحة، والتي رسمت الاحتمال في 15 كلمة تحذيرية تحدثت فيها عن: “الانقسامات الأيديولوجية الأمريكية، والتآكل الديمقراطي، وتصاعد الاضطرابات الداخلية، وغرق البلاد في حرب أهلية”. ويوضح الكاتب أنه لأمر مقلق أن تكتشف أن جارك المباشر يشعر بالتوتر بشأن احتمال حدوث عنف شنيع في منزلك. ولم يكن هناك نقص في التوقعات المروعة حول السياسة الأمريكية في عهد ترامب فمنذ انتخابات 2016، انغمست المنظمات غير الربحية ذات الميول اليسارية والمستشارون السياسيون والأكاديميون في تكهنات لا نهاية لها وتمارين في لعب الأدوار (ظاهريا) بهدف مساعدتهم في الدفاع عن الديمقراطية ولكن في الممارسة العملية، كان الكثير من هذا بمثابة الانغماس في الذات حتى تضمنت إحدى الحلقات الهستيرية في عام 2020 محاكاة للعبة حرب انتهت بتشجيع بايدن وحلفائه، الساحل الغربي بأكمله على الانفصال عن الاتحاد.

ويوضح قائلا: “صنفت الحرب الأهلية الأمريكية على أنها حدث غير محتمل ولكنه شديد التأثيرفي حال حدوثها، بينما تشمل السيناريوهات الأخرى انتشار الأسلحة البيولوجية محلية الصنع وظهور مسببات الأمراض المقاومة للمضادات الحيوية، مما يؤدي إلى الموت الجماعي ونقص الغذاء واندلاع الحرب العالمية الثالثة.

تشمل سيناريوهات الحرب الأهلية الأمريكية انتشار الأسلحة البيولوجية محلية الصنع، وظهور مسببات الأمراض المقاومة للمضادات الحيوية، مما يؤدي إلى الموت الجماعي ونقص الغذاء واندلاع الحرب العالمية الثالثة

وينقل الكاتب عن جون ماك آرثر، الباحث في معهد بروكينغز والعضو في اللجنة التوجيهية لآفاق السياسة، أنه أخبره بأن وصف التقرير(الكندي) للحرب الأهلية الأمريكية قد يعكس عمق القلق الكندي بشأن السياسة الأمريكية، أكثر من القلق الحرفي بشأن حرب على غرار عام 1861 بين الولايات، مشددا على أنه كان يتحدث عن نفسه وليس عن آفاق السياسة.

وأشار ماك آرثر إلى أن صعود الحمائية والانعزالية الأمريكية خلال إدارة ترامب قد هز النفسية الكندية وقلب العلاقات الاقتصادية التي استمرت عقودا. تركت سياسات دونالد ترامب وسلوكه الشخصي تجاه كندا علامة مؤلمة بما في ذلك تحطيم ترودو بعد اجتماع سابق لمجموعة G7 في كيبيك.

وقال ماك آرثر: “أي شعور بتعطيل أقرب علاقة سيادية في العالم، وأي اضطراب داخل ذلك البلد، هو مصدر قلق عميق، على ما أعتقد، لأي نظرة كندية”، مضيفا: “أصبح مكان كندا في العالم أكثر تعقيدا للتنقل”. وقال إن معقولية سيناريو الحرب الأهلية تعتمد على “كيفية تعريف المرء للحرب الأهلية”.

بالمقابل – يضيف الكاتب – بدت كاثرين بودري، الأستاذة في بوليتكنيك مونتريال، التي حللت التقرير في لجنة آفاق السياسة في مايو/ أيار، أكثر تشككا، إذ كانت قيمة تقرير “الاضطرابات”، من وجهة نظر بودري، في وضع شبكة من الأحداث الافتراضية التي تستحق التحضير لها، حتى يتمكن الخبراء والمسؤولون من رؤية كيفية ترابطها – وكيف أن التعامل مع سيناريو واحد في وقت مبكر قد يساعد في معالجة الآخرين في وقت لاحق. وقالت إن العديد من السيناريوهات الواردة في التقرير تشير إلى الحاجة الملحة لإتقان التكنولوجيا الجديدة وهي: تهديد الهجمات الإلكترونية التي تعطل البنية التحتية الحيوية، على سبيل المثال، أو خدمات الطوارئ التي قد تصل إلى حد الانهيار. يمكن للحكومة مقاربة أولوياتها في ضوء هذه الأفكار.

ويفيد الكاتب بأن التطبيق العملي لسيناريو الحرب الأهلية الأمريكية ليس واضحا. ويضيف لم أتمكن من مطالبة مسؤولي المكتب الذي أعد التقرير (Policy Horizons) بالتعامل مع النقد الموجه له حيث رفض العديد من المسؤولين التحدث أو لم يردوا على رسائل البريد الإلكتروني. أرسل لي متحدث باسم وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، التي تضم (Policy Horizons)، بيانا يشرح منهجية التقرير ويؤكد أن المحتوى “لا يعكس بالضرورة آراء حكومة كندا أو الإدارات والوكالات المشاركة”.

ويسأل الكاتب: كيف ستبدو الحرب الأهلية الأمريكية؟ ويجيب هناك سيناريو واحد موثوق به للحرب الأهلية الأمريكية (المحتملة) ، مستمد ليس من الماضي البعيد أو من بعيد ولكن من مثال حديث قريب هو كندا، فلم تكن معركة كيبيك الانفصالية في ستينيات القرن العشرين حربا أهلية كاملة، لكنها كانت هجوما عنيفا مستمرا على الدولة، نفذه مسلحون قطاعيون اعتقدوا أن النظام الفيدرالي قد تغير بطرق غير مقبولة. بلغ ما يقرب من عقد من التفجيرات والسطو والخطف ذروته في أزمة أكتوبر عام 1970، عندما اختطف الانفصاليون في كيبيك وقتلوا بيير لابورت، نائب رئيس وزراء المقاطعة، وكانت هذه فترة من الحرب الأهلية الوحشية والمؤلمة.

ويختم الكاتب :”ليس من التكهنات الجامحة تصور تسلسل مماثل للأحداث في الولايات المتحدة فهي بلد مدجج بالسلاح مع نظام فيدرالي متنازع عليه وهويات إقليمية قوية وفخورة. بعض الولايات، مثل تكساس وكاليفورنيا، هي كيانات شبه وطنية بالفعل. من المؤكد أن الرئيس القادم سيكون مكروها من قبل معظم البلاد، ومن المرجح أن ينظر إليه على أنه غير شرعي من قبل أقلية كبيرة على الأقل”.

مصدر الخبر
القدس العربي

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.