تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الهجوم المتعثر

مصدر الصورة
عن الانترنيت

الهجوم العسكري الأوكراني المضاد على منطقتي دونتيسك ولوغانسك في الشرق الأوكراني أو على جبهات الجنوب، خصوصاً على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو قرب مدينة خيرسون، أو في اتجاه محور زاباروجيا الذي بدأ مطلع الشهر الحالي، في محاولة لاستعادة المناطق التي سيطرت عليها القوات الروسية، لا يبدو أنه يسير وفق ما خططت له القيادات العسكرية الأوكرانية والغربية، الأمر الذي بدأ يثير أسئلة حول جدوى الهجوم، وقدرته على تحقيق إنجاز عسكري، يفرض على روسيا الجلوس إلى مائدة المفاوضات، وتقديم تنازلات، تقبل بها أوكرانيا والدول الغربية.

حتى الآن، ومن خلال متابعة مجريات المعارك، من الواضح أن القوات الأوكرانية، تحقق إنجازات متواضعة جداً، قياساً بما تم إعداده من تسليح وإعداد عسكري وتدريب، وتوفير قدرات عسكرية هائلة، من صواريخ ودبابات من أحدث الأسلحة الغربية، وأكثرها تطوراً، والتي تعد فخر الصناعات العسكرية الغربية؛ مثل دبابات «ليوبارد» الألمانية، وعربات «برادلي» الأمريكية، إضافة إلى صواريخ «هيمارس» الأمريكية، و«ستورم شادو» البريطانية، في حين أن القوات الروسية، تمكنت من الصمود بشكل لافت، واستطاعت صد كل الهجمات على مختلف المحاور، وكبدت القوات الأوكرانية خسائر فادحة في الأفراد والمعدات.

بدأت القيادات العسكرية الغربية تعترف بأن الهجوم، يواجه دفاعاً روسياً قوياً، وأن القوات الروسية تظهر كفاءة أكبر، وأكثر من المتوقع. ووفقاً لما أوردته شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية، نقلاً عن مسؤول غربي، فإن «القوات الأوكرانية أثبتت أنها ضعيفة أمام حقول الألغام». ووفقاً للتقديرات الغربية، فقد أثبتت خطوط الدفاع الروسية أنها محصنة جيداً، ما يجعل من الصعب على القوات الأوكرانية اختراقها.

اعترف الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي بأن التقدم الذي تحققه القوات الأوكرانية «أبطأ مما هو مرغوب فيه»، وهذا يعني أن الهجوم يتعثر، ويواجه صعوبات ميدانية. كما أقّر أمين عام حلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ بأن القوات الأوكرانية تواجه «خطوطاً دفاعية معدة جيداً»، وأشار إلى أن روسيا «تمكنت من إقامة خطوط دفاعية ثابتة ومجهزة بألغام، وخنادق مضادة للدبابات».

 ووفقاً لتقديرات الخبراء العسكريين، فإن الخطوط الدفاعية الروسية المحصنة التي تُعرف ب«أنياب التنين» والمحاطة ببحر من الألغام، أدت إلى تحويل ساحة المعركة إلى «مقبرة للدبابات» الغربية.

 لذلك، تبدو روسيا مطمئنة إلى الوضع العسكري الميداني، وتؤكد أنها أحبطت كل الهجمات الأوكرانية على مختلف محاور القتال، وكبدت القوات الأوكرانية خسائر بشرية فادحة، ودمرت عشرات الدبابات والصواريخ، في حين يرى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أنه نتيجة فشل الهجوم، فإن القوات الأوكرانية حدّت من هجماتها على مختلف الجبهات، وتعيد ترتيب صفوفها من جديد. وفي رأي المحللين الروس، فإن موسكو استعدت للهجوم جيداً، وباتت «متحكمة في الميدان بشكل أفضل»، خاصة أنها تتفوق عديداً وعتاداً.

 خلال اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعي في بروكسل، الأسبوع الماضي، قال رئيس هيئة الأركان الأمريكية الجنرال مارك ميلي: «هذه معركة صعبة للغاية.. إنها معركة عنيفة للغاية، وستستغرق على الأرجح قدراً كبيراً من الوقت، لكن بكُلفة عالية».. لكن إلى متى؟؟

مصدر الخبر
افتتاحية الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.