تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

آفاق ضبابية تحاصر عمالقة طاقة الرياح

مصدر الصورة
العرب

تواجه صناعة طاقة الرياح العالمية ضغوطا قد تمتد على مدار 2024، بسبب استمرار المخلفات الهائلة التي تركتها الحرب في شرق أوروبا، ثم توترات البحر الأحمر على التكاليف وسلاسل الإمدادات.

وأعطت أكبر ثلاث مجموعات لطاقة الرياح في العالم، الأربعاء، نظرة رصينة للعام المقبل بالنسبة لصناعة تعاني من تأخيرات في المشاريع ومشكلات في المعدات والتضخم.

وتتوقع شركة سيمنس أنيرجي الألمانية، خسارة عام 2024 قبل البنود الخاصة بنحو 2 مليار يورو (2.2 مليار دولار) في قسم الرياح المتعثر التابع لها غاميسا، حيث تسببت مشاكل الجودة في بعض النماذج البرية في أزمة كبيرة.

وقال الرئيس التنفيذي لأكبر صانع لتوربينات الرياح البحرية في العالم كريستيان بروتش، إنه رغم إن قطاع الطاقة بشكل عام يتمتع بأساسيات قوية “لا يزال يتعين ملاحظة أن السرعة التي تتوسع بها الشبكات ومصادر الطاقة المتجددة لا تزال غير كافية”.

كريستيان بروتش: توسع مصادر الطاقة المتجددة لا يزال غير كاف

وأوضح أن عمليات البناء الحالية، والتي يحدث معظمها في الصين، تضع العالم على المسار الصحيح لزيادة قدرة الطاقة البديلة بمقدار الضعفين ونصف بحلول 2030، أي أقل من الهدف البالغ ثلاثة أضعاف المتفق عليه في مؤتمر المناخ العام الماضي في دبي.

وبالإضافة إلى ذلك، أدى ارتفاع أسعار المواد الخام والمكونات بالإضافة إلى التأخير التنظيمي إلى انخفاض قيمة الأصول والخسائر في صناعة طاقة الرياح، على الرغم من الطلب القوي على التكنولوجيا المتجددة.

ويمنع استمرار انقطاع سلسلة التوريد وارتفاع كلفة توربينات الرياح الشركات من الاستثمار في هذا المجال، لأنها تبحث عن بدائل أقل كلفة.

وقال أندرس شيلد، كبير مسؤولي الاستثمار في الصندوق الدنماركي أكاديميكربنسيون، إن “ظروف السوق في طاقة الرياح البحرية بحاجة إلى إعادة ضبط من أجل جعل القطاع مربحًا مرة أخرى”.

وعادت شركة فيستاس الدنماركية، أكبر صانع لتوربينات الرياح في العالم، إلى تحقيق أرباح تشغيلية في الربع الأخير من العام الماضي، لكنها علقت توزيعات الأرباح وحذر رئيسها التنفيذي من أن التحديات ستستمر في الضغط على القطاع في 2024.

وارتفعت أسهم شركتي سيمنس وفيستاس بنسبة بين واحد و5 في المئة على التوالي، في حين انخفضت أسهم شركة أورستيد، أكبر مطور لمشاريع طاقة الرياح البحرية في العالم، في أعقاب يوم أسواق رأس المال.

وأعلنت أورستيد عن مراجعة المحفظة بالإضافة إلى تخفيض الوظائف بعد عمليات شطب كبيرة لمشاريع أميركية متأخرة. وقالت المجموعة الدنماركية إنها تهدف إلى خفض التكاليف الثابتة بمقدار مليار كرونة دنماركية (144 مليون دولار) بحلول 2026.

وهذا سيشمل خفض ما بين 600 إلى 800 وظيفة على مستوى العالم، مع الإشارة إلى تسريح حوالي 250 موظفا هذا العام كجزء من المراجعة.

وقال الرئيس التنفيذي مادس نيبر “من أجل تحسين قدرتنا التنافسية، وضمان خلق القيمة، وضمان قدرتنا على جذب رأس المال إلى البناء المتجدد، سنجعل أورستد شركة أصغر حجما وأكثر كفاءة”.

وكان العديد من مصنعي التوربينات الغربيون قد أعلنوا منذ مطلع 2023 أنهم يتنافسون على عدد أقل من المشاريع في عدد أقل من الأسواق، مع خطط لرفع الأسعار، وتبسيط تشكيلة منتجاتهم، وخفض تكاليف التصنيع للسعي لتحقيق الأرباح.

ويأتي ذلك في وقت يتسم بإمكانيات كبيرة لمشاريع الطاقة البديلة، حيث يواجه العالم ندرة في الوقود الأحفوري وارتفاع تكاليف الطاقة، لكن مصنعي توربينات الرياح عانوا من خسائر في عام 2022، مع ارتفاع تكاليف المواد والمنافسة الشديدة في السوق.

وبدا أن مستقبل طاقة الرياح أمر مفروغ منه على مدى العقد الماضي، وخاصة بعد مؤتمر كوب 28. وكانت لشركات الطاقة والحكومات والمدافعين عن البيئة آمالٌ كبيرة في طاقة الرياح، حيث استمرت في النمو بشكل أكبر وأفضل من أي وقت مضى.

لكن الآثار غير المباشرة للوباء وغزو أوكرانيا جعلت هذه التوقعات أقل تأكيدا والآن تداعيات الحرب في قطاع غزة، حيث تتصارع الشركات مع حقائق ارتفاع التكاليف وانخفاض الأرباح. وتشير الإحصائيات إلى أن حجم سوق توربينات الرياح العالمية زاد من 100 مليار دولار في 2019، إلى 134.6 مليار دولار بنهاية العام الماضي.

وتوقعت منصة بيز فايب المتخصصة في الطاقة تسارع وتيرة الاستثمارات في سوق توربينات الرياح العالمية نتيجة الزيادة في سعة التركيبات، مدعومة بالنمو في دول مثل الصين التي تُصنَّف أكبر سوق طاقة رياح في العالم من حيث السعة. وتشمل قائمة اللاعبين الرئيسيين في سوق توربينات الرياح العالمية الولايات المتحدة وألمانيا والهند وفرنسا والمملكة المتحدة.

وقبل الوباء، برزت منطقة آسيا المحيط الهادئ أكبر سوق توربينات رياح في العالم من حيث سعة طاقة الرياح المركبة التراكمية بحصّة بلغت 50 في المئة، تلتها أوروبا بنحو 33 في المئة وأميركا الشمالية بحصّة بلغت 20 في المئة.

واستحوذت كل من الأميركيتين الجنوبية والوسطى ومنطقة الشرق الأوسط على حصص صغيرة تقل عن 3 في المئة لكل منها في العام ذاته. وتمثّل الصين الآن أكثر من 43 في المئة من إجمالي سعة الرياح العالمية، حيث تضيف أكثر من 20 غيغاواط سنويا، تليها الولايات المتحدة بحصة تبلغ حوالي 15 في المئة.

مصدر الخبر
العرب

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.