تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

عُمان تأخذ زمام المبادرة في الهيدروجين الأخضر

مصدر الصورة
العرب

يُبرز اختيار الكثير من الشركات، التي تتعامل مع ما هو أكثر من مجرد مخاطر الطلب مع اقتراب الهيدروجين النظيف إلى الأسواق، سلطنة عمان لإقامة مشاريعها مدى مواءمة قوانينها للمتطلبات العالمية بما يشكل أحد المحفّزات التي ستحقق عبرها هدفها بحلول 2030.

الدقم (سلطنة عمان) - أبرمت شركة يارا النرويجية المنتجة للأسمدة والمواد الكيميائية الصناعية مؤخرا عقدا طويل الأجل مع شركة أي.سي.أم.إي كلينتك سوليوشنتز المحدودة الهندية لتوريد 100 ألف طن سنويا من الأمونيا الخضراء بدءا من أوائل عام 2027.

وستبدأ أي.سي.أم.إي قريبا في بناء مصنع متكامل على مساحة 12 كيلومترا مربعا لإنتاج هذه المادة، في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، والتي تعد أول اتفاقية رئيسية بين الشركات غير المنتسبة إلى الأمونيا الخضراء وتعتبر إنجازا مهما لسلطنة عمان.

ويقول أشواني دوديجا، رئيس مجموعة أي.سي.أم.إي، إن الشركات مرت بعشرين شهرا من المفاوضات. وقد تم توقيع الاتفاقية قبل أسبوعين فقط بعقد طويل الأمد يصل إلى 30 عاما.

والآن، مع إبرام الاتفاقية الملزمة وترتيبات التمويل مع المقرض الهندي شركة كهربة الريف التي تم الانتهاء منها في العام الماضي، تمضي الشركة قدما في المرحلة الأولى من المشروع.

ويجري العمل الأساسي في الموقع حاليا وسيبدأ العمل الرئيسي هذا العام، وينص عقد يارا على الاستحواذ بنسبة 100 في المئة من المرحلة الأولى.

وسيتم الإنتاج في مصنع مستقل تماما بما في ذلك التحليل الكهربائي وتخزين الهيدروجين وإنتاج الأمونيا وخط أنابيب مرن ورصيف يمكنه تحميل سفن نقل الأمونيا مباشرة من المصنع.

وتحتوي منطقة الإنتاج على محطة الطاقة الشمسية ومحطة رياح صغيرة للحفاظ على امتثال الاتحاد الأوروبي للوقود المتجدد من أصل غير بيولوجي (آر.أف.أن.بي.أو)، حيث ستنقل يارا معظم الكميات إلى أوروبا.

أشواني دوديجا: شركتنا جاءت إلى عمان ولديها الخبرة في إدارة المخاطر

وتم توقيع اتفاقية حجز أرض بمساحة 92 كيلومترا مربعا مع هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم في عام 2022، مع اتفاقية حق الانتفاع للمرحلة الأولى بمساحة 12 كيلومترا مربعا. ولهذا السبب عملت الشركة مع وزارات مختلفة في الحكومة العمانية.

وفي وقت لاحق عندما ظهرت وكالة التسهيل الجديدة التابعة للحكومة هيدروجين عمان (هيدروم) دخلت أي.سي.أم.إي في مفاوضات معها لمرحلة لاحقة على الثمانين فدانا المتبقية.

وتسعى هيدروم إلى تحقيق هدف الإنتاج لعام 2030 المتمثل في إنتاج مليون طن سنويا من الهيدروجين الأخضر حيث سيقوم المطورون بتسليم مشاريع متكاملة، بما في ذلك إنتاج الطاقة المتجددة وإنتاج الهيدروجين وتحويله واستهلاكه.

وتعتزم الشركة الهندية توسيع المشروع إلى 900 ألف طن سنويا مع ما يقرب من 3.5 غيغاواط من قدرة التحليل الكهربائي ليتم تشغيله بواسطة محطة للطاقة الشمسية بقدرة 5.5 غيغاواط.

وأي.سي.أم.إي هي واحدة من العديد من الشركات العاملة في السلطنة، والتي لديها اتفاقيات مشاريع قديمة تشرف عليها هيدروم الآن.

وتم الإعلان عن المزيد من المشاريع في الدقم في الجولة الأولى من هيدروم في وقت سابق من هذا العام، وتجري الشركة الآن الجولة الثانية لمشاريع في صلالة على الساحل الجنوبي.

وحصلت الكثير من التحالفات على قطع أراض من هيدروم العام الماضي، في منطقة الدقم التي تغطي مساحة ألفي كيلومتر مربع في محافظة الوسطى جنوب البلاد.

ويضم أحد التحالفات أمانة شركة إدارة الصندوق الدنماركية وشركة الخضراء بارتنرز، وهي جزء من مجموعة هند بهوان العمانية التي ستستثمر 6 مليارات دولار في أحد المشاريع.

وسيقوم التحالف بتطوير 200 ألف طن سنويا من الهيدروجين الأخضر من 4.5 غيغاواط من قدرة الطاقة المتجددة المركبة، لمصانع الصلب الخضراء المخطط لها والموجودة في ميناء الدقم.

وسينتج مشروع آخر لشركة بي.بي عمان 150 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويا لإنتاج الأمونيا وتصديرها، وسيحتوي الموقع على 3.5 غيغاواط من سعة الطاقة المتجددة المثبتة.

آلان ماموسر: يحاولون التكيف مع اللوائح في مرحلة التصميم المبكرة

وأحد الشواغل الرئيسية هو إصدار الشهادات لتلبية المتطلبات المتطورة لمنتجات الهيدروجين. وفي وقت مبكر استعانت أي.سي.أم.إي بشركة خدمات الاختبار والشهادات تي.يو.في راينلاند للحصول على شهادة مسبقة لمشروع عمان بناءً على الخطة.

وبما أن صلاحية هذا انتهت حاليا ستسعى الشركة للحصول على شهادة جديدة للمصنع النهائي وفقا للمعايير السائدة. ويقول دوديجا إن “هذه منطقة تتطور، ولا يوجد معيار موحد عالميا في الوقت الحالي للهيدروجين أو الأمونيا”.

وأشار إلى أنه “عيب كبير حاليا، فقد تكون قواعد إصدار الشهادات في أوروبا مختلفة عنها في آسيا، لذا ما هي طريقة إصدار الشهادات التي يجب اتباعها؟”. وأكد أن “التفاوض بشأن ما سيحدث إذا كانت هناك تغييرات يصبح ممارسة صعبة”.

وتقوم الشركة، مع آخرين، بالدعوة مع الهيئات التنظيمية إلى إنشاء نوع من منهجية إصدار الشهادات الموحدة ليتبعها مطورو المشاريع.

ويرى الباحث في شؤون الطاقة آلان ماموسر الذي يكتب لمنصة “أويل برايس” الأميركية أنه مع اقتراب الهيدروجين من السوق فمن الواضح أن الشركات تتعامل الآن مع ما هو أكثر من مجرد مخاطر الطلب.

وكتب في تقرير نشرته المنصة “إنهم يحاولون التكيف مع اللوائح في مرحلة التصميم المبكرة، للامتثال لمتطلبات آر.أف.أن.بي.أو الأوروبية بموجب البندين الثاني والثالث، والتي تحدد الشروط التي تجعل منتجات الهيدروجين متوافقة”.

لكن ماموسر يعتقد أن هذه المتطلبات للحصول على الشهادة “الخضراء” تتطور في مناطق مختلفة بما في ذلك آسيا، ما يضيف تعقيدا إلى تصميم المشروع ويدفع الشركات في عُمان وأماكن أخرى إلى المضي قدما بحذر.

وحتى تجذب المستثمرين دون خوف، وضعت سلطنة عُمان إطارا لعملية الاعتماد المسبق لمساعدة المطورين، الذين يسعون إلى تقليل عدم اليقين.

1مليون طن سنويا تستهدف عمان إنتاجه من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030

وقال جوزيبي ستيفاني المدير العام للهيدروجين الأخضر بشركة دي.إي.أم.إي كونسيسونس أن.دي إن “العمل ما قبل الاعتماد، لاختبار التأكيد على ما ستكون عليه الشهادة، ودرجة خضرة الجزيئات إذا قمنا بتصديرها إلى أوروبا، كان أمرا ضروريا”.

وأوضح أثناء مؤتمر الهيدروجين العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي عقد في دبي الشهر الماضي، أنها “إحدى قطع اللغز التي نحتاجها قبل مواصلة الاستثمار في المشروع”.

وتعد شركته، التي دخلت في شراكة مع شركة أو.كيو للطاقة البديلة العمانية في كونسورتيوم هايبورت الدقم، من بين التحالفات متعددة الجنسيات التي حصلت على قطع أراض من هيدروم العام الماضي.

ويخطط ميناء الدقم لإنتاج ما يقرب من 330 ألف طن من الأمونيا الخضراء من طاقة متجددة مجمعة تبلغ حوالي 1.3 غيغاواط في المرحلة الأولى.

وقال ستيفاني إنها (الشهادة) “تحدّ جسيم يرتبط إلى حد كبير بالشراء، وهو أمر ضروري”.

وانضم دوديجا إلى أي.سي.أم.إي قبل عامين بعد ما يقرب من ثلاثة عقود في أعمال الغاز والغاز الطبيعي المسال والطاقة، بما في ذلك فترات عمله في مجموعة بي.جي إنيرجي الفرنسية وشل وأدنوك الإماراتية.

ويؤكد أن الشركة أتت إلى عُمان وهي تتمتع بالخبرة التي منحتها الثقة لتحمل المخاطر والانطلاقة الأولى.

وقال “في حالة الأمونيا الخضراء، فإن نحو 90 في المئة من سعر السلعة عبارة عن نفقات رأسمالية، لذا فإن كل شيء مقدم، لذلك مع الالتزام المسبق بالنفقات الرأسمالية فإنك تحتاج إلى التأكد من التدفقات النقدية حتى يتم تمويل المشروع”.

وأنتجت المفاوضات مع يارا عقدا لم تكن له سابقة كبيرة. وفي حين يتم تداول معظم الأمونيا الرمادية بعقود قصيرة الأجل، فإن المنتج الأخضر يتطلب عقدًا طويل الأجل ليتناسب مع فترة تمويل المشروع. وقال دوديجا “لقد كان تعلما رائعا لكلتا الشركتين”.

جوزيبي ستيفاني: الشهادة تحدّ كبير يرتبط بالشراء، وهو أمر ضروري

وجاء جزء مهم آخر من تعلم الشركة من مصنعها التجريبي الذي بنته في بيكانير براجاستان، وهو منشأة متكاملة للهيدروجين الأخضر والأمونيا، تعمل منذ عامين، وتنتج 5 أطنان يوميًا من الطاقة من محطة مخصصة للطاقة الشمسية بقدرة 5 ميغاواط.

وهذا المصنع، الذي تم بناؤه بكلفة باهظة، لا يحقق عائدا تجاريا ويباع المنتج في السوق بأسعار الأمونيا الرمادية، ومع ذلك فقد أعطت الشركة معرفة مهمة. ويقول دوديجا “أردنا أن نتعلم كيفية تشغيل المحللات الكهربائية وكيفية دمج السلسلة بأكملها”.

وتضاف إلى ذلك تجربة الشركة كمطور للطاقة المتجددة، مع أكثر من 8 غيغاواط من الطاقة المتجددة المبنية أو قيد الإنشاء في الهند.

ويؤكد ماموسر أنها معرفة مهمة في قطاع الهيدروجين، حيث ما يقرب من 50 في المئة أو أكثر من كلفة المشروع عبارة عن طاقة متجددة، والباقي 50 في المئة مقسم بين التحليل الكهربائي وإنتاج الأمونيا.

وتتمتع الشركة أيضا بعلاقات وطيدة مع مزودي التكنولوجيا الذين يسهلون عمليات الشراء على أساس موحد.

ولدى أي.سي.أم.إي المزيد من مشاريع الهيدروجين الكبيرة قيد التنفيذ في ولاية أوديشا الهندية لإنتاج 400 ألف طن سنويا من الأمونيا الخضراء.

كما حصلت الشركة على أرض لإنشاء مصنع في ميناء فيكتوريا بولاية تكساس بعد إقرار تشريع الحد من التضخم، الذي يتضمن التحول النظيف العام الماضي. ويقول دوديجا “نحن نبني مجموعة من المشاريع، ولا نتوقف عند عمان فقط”.

مصدر الخبر
العرب

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.