تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

السوريون يزدادون واحداً كل دقيقة.

مصدر الصورة
SNS

 

كلما مرت دقيقة في حياة السوريين، يزداد عددهم شخصاً واحداً. وإذا كانت سورية احتاجت آلاف السنين كي يصبح عدد سكانها مليوناً، فإن عددهم زاد 17 مليون شخص في القرن المنصرم، أي أن 13 شخصاً يقيمون مكان كل سوري كان موجوداً في بداية القرن العشرين. أما من حيث توزيع السكان، فإن دمشق وحلب تضمان 20 بالمئة من السوريين و37 بالمئة من «المدنيين».

هذا ما خلصت إليه دراسة أشرف عليها الباحث محمد جمال باروت لمصلحة «الهيئة السورية لشؤون الأسرة». إذ تظهر دراسات المقارنة أن عدد السوريين ارتفع من 1.4 مليون في العام 1905 الى 19.1 مليون في العام 2007 وبات حجم سكان سورية يمثل 5.8 بالمئة من العرب البالغ عددهم 307 ملايين بعدما كانوا يمثلون 3.9 بالمئة من العرب قبل مئة سنة.

وتشير الدراسات إلى أن النصف الثاني من القرن المنصرم شكل الطفرة، غير أن «الانفجار السكاني» حصل بين 1960 و1981 على خلفية النمو السريع عندما بات عدد السوريين أكثر بست مرات مما كانت عليه الحال في 1905، بسبب ارتفاع معدل الزيادة 3.3 بالمئة. وبعدما كانت سورية في حاجة إلى 40 سنة ليتضاعف عدد سكانها «حصلت» على هذه الجائزة في 23 سنة.

وعلى رغم التراجع المـــلموس في وتيــرة معدل النمو بين 1994 و2007 نتيجة انخفاض معدلات الخصوبة وتزايد صافي الهجرة الخـــارجية، استمرت وتيرة الزيادة السنوية في شكل تصاعدي ومطرد حتى 2007. إذ بعدما كان معدل الزيادة 211 ألف شخص بين 1960 و1970 ارتفع إلى 310 آلاف نسمة سنوياً في العقد اللاحق والى 437 ألفاً بين 1981 و1994، إلى أن أصبح 455 ألف شخص بين 2006 و2007. أي أن كل دقيقة وثماني ثوان، هناك سوري يولد في البلاد.

وبحسب بيانات السجل المدني، بلغ عدد سكان سورية أو المواطنين من حملة الجنسية السورية في داخل البلاد وخارجها نحو 22.2 مليوناً في نهاية 2007، أي أكثر من 17.8 مرة مما كان عددهم في 1922 ،وأن عددهم زاد 21 مليوناً خلال 85 سنة. وبينما يزداد سكان سورية شخصاً كل 68 ثانية، فإن السوريين يزدادون واحداً كل 51 ثانية.

وإذا أســقط من عدد السكان في سورية البالغ 19.4 مليون في نهاية 2007 حوالي 512 ألفا وهو العدد التــــقريبي للمقـــيمين في سورية من غير السـوريين بموجب إســـقاطات نتائج التعداد السكاني للعـــام 2004، فإن عدد السـوريين المقيمـين في البلاد بلغ 18.893 مليوناً في نهاية 2007 مقابل 22.265 مليون سوري وفق السجل المـدني. والفارق الافتراضي هو 3.372 يمثل العدد الافـــتراضي للسوريين خارج سورية ما يشـكل 15 بالمئة من مجموع المواطنين السوريين وفق قيود السجل المدني.

استطراداً، تأتي محافظة حلب في رأس المحافظات السورية من حيث عدد السكان بوجود 4.393 ملايين وفق إحصاءات 2007، تليها محافظة ريف حلب بنحو 2.48 مليون ثم دمشق بنحو 1.669 مليون وصولاً إلى 943 ألف شخص في اللاذقية و79 ألفاً في القنيطرة و346 ألفاً في السويداء و1.359 مليون في إدلب.

اللافت أن توزع السكان على المحافظات لا يعني الكثير من ناحية الصورة الحقيقية لتوزيع السكان على الأرض نظراً إلى تفاوت المحافظات من حيث المساحة. إذ إن عدد سكان محافظة دمشق التي تبلغ مساحتها 118 كم2 أي 0.06 من مساحة البلاد، يزيد عن عدد سكان محافظة حمص البالغ 1.6 مليون، في حين أنها الأكثر مساحة بين المحافظات 40.910 كم2 أي 22 بالمئة من مساحة سورية البالغة 185 ألف كم2.

أما من حيث الأقاليم الجغرافية، فإن إقليم إدلب وحلب يضم 5.752 ملايين على مساحة قدرها 24.597 كم2 مقابل 5.49 ملايين يعيشون على 29.2 كم2 في الإقليم الجنوبي الذي يضم محافظات دمشق وريفها والقنيطرة ودرعا والسويداء. ومن الملاحظات المهمة، أن 83 بالمئة من السكان يتركزون في الأقاليم الغربية، الشمالي والجنوبي والأوسط والساحل، على مساحة تشكل 59 بالمئة من مساحة البلاد.

أما من حيث الكثافة، فتأتي اللاذقية في المقدمة بمعدل 387 ألفاً في كم2 بحسب الكثافة الظاهرية بينما تقع ريف دمشق أولاً بحسب الكثافة العليا بمعدل991 ألفاً وإن كانت تأتي آخراً في الكثافة النظرية بمعدل 129 ألفاً، في حين تأتي درعا أخيراً بمعدل 294 ألفاً بحسب الكثافة الفعلية.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.