مصدر الصورة
sns - القبس
تبدأ الاثنين المقبل أكبر محاكمة في تاريخ الجمهورية الخامسة الفرنسية، حيث يمثل رئيس الوزراء السابق دومينيك دو فيلبان في قفص الاتهام بتهمة الوشاية الكاذبة وسيكون رئيس الجمهورية الحالي نيكولا ساركوزي في طليعة المدعين.
وطبعاً، المحكمة لن تأمر بقطع رأس دو فيلبان فهو لم يرتكب جريمة قتل، وتوجه له تهمة الوشاية الكاذبة لاسيما أن حكم الإعدام ممنوع في فرنسا منذ مطلع الثمانينات.
وسيتوقف على نتائج الحكم المستقبل السياسي لرئيس الوزراء السابق وربما أيضاً المستقبل السياسي للرئيس ساركوزي ومن المنتظر أن تستمر المحاكمة حوالي الشهر يليها استئناف ممكن من جانب أحد الطرفين.
اتهامات متناقضة
وسيحاول دوفيلبان استخدام قاعة المحكمة كمنبر لمهاجمة رئيس الجمهورية، الذي هو وفقاً للدستور قيّم على القضاء ويرأسه.
وسيسعى بكل ما أوتي من فصاحة لغوية، وهو شاعر وكاتب، لإثبات براءته في قضية لا توجد فيها ادلة حسية، بل إفادات المتهمين، وبعضها مناقض لبعض، فأحد المتهمين الرئيسيين عماد لحود اللبناني الأصل، نفى خلال ثلاث سنوات ان يكون هو زور القوائم السرية لزبائن مصرف كليرستريم أعلن اخيرا انه هو من زوّر القوائم وادخل عليها أسماء أكثر من مائة شخصية فرنسية من السياسيين ورجال الأعمال وحتى الفنانين، بهدف تلطيخ سمعة ساركوزي الذي كان يومها وزيرا للداخلية، وإبعاده عن السباق الى قصر الاليزيه.
وكثف دو فيلبان مقابلاته الاعلامية خلال الصيف ليؤكد براءته، وقال انه ينتظر المحاكمة للدفاع وليظهر كيفية استغلال البعض للعدالة للنيل منه، والرئيس الفرنسي من ناحيته يقول انه يريد هذه المحاكمة لوضع حد لبؤر التآمر.
منازعة ساركوزي على الزعامة
لكن المراقبين يعرفون جيدا ان دوفيلبان، في حال تمكن من اثبات براءته، لن يقف مكتوف اليدين، وسيعمل على منازعة ساركوزي على زعامة اليمين او استمالة قسم منه. وفي هذه الحالة سيشكل تهديدا لرئيس الجمهورية الذي بدأ يعد العدة للترشح لولاية ثانية.
ديغول ونابليون
ولا احد يعرف ما اذا كان رئيس الوزراء السابق الكثير الاعجاب والتأثر بالجنرال ديغول وبالامبراطور نابليون بونابرت سيخرج بعد انتهاء المحاكمة كما كانت صورته كرجل الدولة الكبير الذي جسد التصدي الفرنسي للحرب الاميركية على العراق ستبقى ناصعة، ام انه سيوصم بالتآمر المخابراتي الدنيء والمتآمر لابعاد منافس محتمل.
القاضي النزيه.. والحدث الأهم
كل الأنظار تتوجه إلى دومينيك بوت، الذي سيترأس المحكمة. وتطرح الاسئلة ما اذا كان قد تلقى تعليمات من مسؤوليه.
ويقول العديد من القضاة انه بات معروفا بنزعته الاستقلالية، وهو يعرف جيداً ان محاكمة الاثنين ستكون الأهم والأكبر في حياته المهنية.
وسيكون رئيس المحكمة في وضع حساس للغاية، لأن ظل رئيس الجمهورية سيكون حاضراً طوال جلسات المحاكمة. وبالتالي هو الخصم والحكم. فهو الذي يترأس جلسات مجلس القضاء الأعلى.
وبالتالي، يقول احد كبار المحامين الفرنسيين ان وضع القاضي بوت كمن يسير على رؤوس اصابعه أو كمن يسير على البيض.
فالجميع سيراقبون سير المحاكمة، خصوصا قصر الاليزيه، وأي هفوة قد يرتكبها يمكن ان تأخذ ابعاداً كبيرة للغاية.
والعديد من القضاة يقولون ان رئيس المحكمة، من خلال تاريخه المهني، سيعرف كيف يتجنب الانحرافات، واعرب أحد كبار القضاة عن امله في ان يكون حيادياً وعادلاً.
المتهمون
هم خمسة، ابرزهم دوفيلبان، وصديقه جان لويس جيرغوران، عماد لحود اللبناني الاصل، وهو الذي اقر أخيراً انه اضاف اسم ساركوزي الى قائمة كلير ستريم المزورة، وفلور يان بورج وكان موظفا في مصرف كلير ستريم، وهو الذي اعطى القائمة الأصلية لعماد لحود، ويلاحق بتهمة سوء الامانة والسرقة.
والصحافي دينس روبير (لحيازته قوائم المصرف)
المدّعون
يبلغ عدد المدّعين في قضية كلير ستريم 41 شخصاً، واضافة الى الرئيس ساركوزي هناك وزير الداخلية الحالي بريس اورتوفو وثلاثة وزراء سابقين الاشتراكيان جان بيار شيوفينمان ودومينيك ستروس كان واليميني آلان مادلين.
