تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية تبدأ بعد القمة العربية

 

 
ذكرت مصادر فلسطينية مطلعة أن الإدارة الأميركية تمارس ضغوطاً كبيرة على الرئيس محمود عباس (أبو مازن) لقبول العودة إلى طاولة المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي عبر مفاوضات اللجان غير المباشرة أو ما يسمى ويُعرف باسم "مفاوضات الممكن" (Possibility Talks).
وأكدت هذه المصادر أن غالبية قادة فتح الحاليين يؤيدون الاقتراح الاميركي، ويشجعون عباس على قبول ذلك بشرط أن يكون هناك سقف زمني لهذه المفاوضات، وهي ثلاثة أشهر، والإدارة الاميركية موافقة على هذا السقف في حين أن اسرائيل ترفض أن يكون هناك سقف زمني محدود، وإن كانت هناك حاجة لذلك فهو مرتبط مع نهاية شهر أيلول، موعد إنتهاء مهلة ما يسمى بتجميد البناء في مستوطنات الضفة الغربية.
يطالب عباس بضرورة تجميد البناء في مستوطنات القدس لكن اسرائيل ترفض ذلك جملة وتفصيلا، وهناك داخل حركة فتح، من يقول، أن المفاوضات غير مباشرة ولا حاجة الى الإصرار على وقف البناء في مستوطنات القدس حاليا؟!
ويُقال أن الرئيس عباس حصل على دعم الرئيس المصري للعودة إلى المفاوضات غير المباشرة، ودعم عدد من القادة، ولكنه يفضل أن تبدأ هذه المفاوضات غير المباشرة بعد انتهاء أعمال القمة العربية المقرر عقدها في ليبيا أواخر شهر آذار القادم، أي بعد شهر وذلك لعدة أسباب:
 
1.    لا يريد أن تكون المفاوضات غير المباشرة سبباً لشن بعض الدول حملة نقد ضده وخاصة خلال جلسات القمة.
 
2.    ولا يريد أن يتحمل بنفسه مسؤولية العودة للمفاوضات، بل يقول أنهاء جاءت بمباركة القادة العرب لها.
 
3.    إعطاء الانطباع بأن القمة العربية هي التي أعطت الضوء الأخضر لاستئناف هذه المفاوضات، لأن الشعب الفلسطيني لن يخسر منها شيئاً، بل قد تشجع الرئيس اوباما على "مواصلة" تبني ودعم الموقف الفلسطيني، مع انه في الواقع تراجع عن ذلك نتيجة ضغوطات اللوبي الصهيوني عليه داخل الساحة الاميركية.
 
وأكدت هذه المصادر أن اللجنة المركزية لحركة فتح أبلغت دعمها للرئيس عباس في ما يتخذه من قرارات بخصوص استئناف المفاوضات، وكذلك حصل عباس على دعم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي أكدت أن انطلاق المفاوضات يجب أن يكون بعد القمة العربية وليس الآن..
في جولاته الخارجية العديدة حاول عباس الحصول على دعم قادة الدول التي زارها (وخاصة الاوروبية منها) وعلى قطع وعد له بتأييد إعلان إقامة الدولة الفلسطينية خلال سنة على الأكثر سواء نجحت أو لم تنجح المفاوضات مع الجانب الفلسطيني، ويريد منها الالتزام بتوفير دعم مالي لهذه الدولة الفلسطينية.
عباس تلقى تشجيعاً له بالعودة الى طاولة المفاوضات، ولكنه لم يحصل على وعد قاطع بدعم إعلان إقامة الدولة بعد فترة محددة، لأن غالبية القادة الذين التقى بهم فضّلوا الحصول على تأييد ومباركة ودعم لهذه الخطوة من الإدارة الاميركية، وفضلوا أيضاً أن يتم الاتفاق عليها مع الجانب الاسرائيلي.
ومن أجل المماطلة قليلاً للعودة الى المفاوضات غير المباشرة يتم الآن فلسطينياً دراسة ممن سيتكون أو يتألف الوفد الفلسطيني، وهناك نية بزج ممثلي الفصائل في هذا الوفد..
كما أن هناك اتصالات لاختيار مكان عقد هذه المفاوضات، إذ أن اسرائيل تصر على عقدها داخل اسرائيل في حين أن السلطة الوطنية الفلسطينية تطالب بأن تنطلق وتعقد برعاية اميركية فعّالة، وفي العاصمة الاميركية واشنطن. وهناك احتمال كبير بأن يتولى قيادة الوفد الفلسطيني صائب عريقات، مع أن هناك من يطالب بأن يكون الوفد المفاوض يضم أكاديميين واختصاصيين أو مسؤولين ليسوا في مناصب عليا ورفيعة.
ما زالت الاتصالات من أجل عقد هذه المفاوضات غير المباشرة مستمرة، واتصال وزيرة خارجية اميركا هيلاري كلينتون بالرئيس عباس قبل يومين تناول هذا الموضوع، لتبلغه إصرارها على العودة إلى المفاوضات بأي شكل كان حتى تظهر الإدارة الأميركية أنها تحقق إنجازاً ما على ساحة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، ووعدت كلينتون خلال هذا الاتصال على مواصلة دعم الرئيس اوباما للموقف الفلسطيني في إقامة الدولة، وهناك نية لدى الرئيس اوباما أن تعطى الفرصة لاتمام ذلك عبر المفاوضات، وان فشلت، فإنه سيؤيد إعلان إقامة الدولة الفلسطينية على حدود مؤقتة، ولكن ليس بعد عام، بل بعد عامين على الأقل.
 
بقي القول أو الإشارة إلى أن الإدارة الاميركية بالتقاطع مع الأحزاب الاسرائيلية شبه اليسارية مثل كاديما، وخاصة مع عضو الكنيست شاؤول موفاز وحزب العمل.. يؤيدون جميعاً حلاً واحداً وهو إقامة دولة فلسطينية على حدود مؤقتة حالياً، ومستقبلاً يتم التفاوض على الحدود الدائمة... أي أن المفاوضات سواء المباشرة أو غير المباشرة، وإن نجحت، لن تؤدي الى أكثر من دولة فلسطينية هزيلة على أقل من 60 بالمائة من الأرض، ومقطعة الأوصال، من دون القدس، والغور، وحق عودة اللاجئين.
هناك من يؤيد هذا الطرح الاميركي في الوسط الفلسطيني إذ أنهم يرفعون شعار "بناء الدولة ومن ثم التحرير"، أي أن إعلان الدولة واقامة مؤسساتها على أي أرض كانت وضمن أي حدود مؤقتة هو الأهم بالنسبة لهم، وعباس بدأ يقتنع بذلك لأنه يبدو الخيار الوحيد المطروح أمامه حالياً ومستقبلاً.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.