تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

فشة خلق    المواطن عصام داري - ليمتد .. حارة سد!!

مصدر الصورة
وكالات -أرشيف

فجأة وجدت نفسي وسط "حارة سد".. وترجمة الحارة السد هي زقاق ضيق لهم مدخل واحد ، وهو المخرج كذلك ، وعندما يجد الشخص نفسه محاصراً أو في أزمة نفسية أو اقتصادية أو فكرية وغير ذلك يقول أنه وصل إلى الحارة السد ، وقد فسر شاعرنا الكبير نزار قباني ذلك في قصيدة قارئة الفنجان عندما قال : (لكن سماءك ممطرة وطريقك مسدودٌ مسدود)!.

لماذا طريقي مسدود مسدود ؟ ولماذا علي أن أصطدم بالحارة السد؟.

المسألة في غاية البساطة ، فقد احترت في أمري وعلي الاختيار بين عدة طرق جميعها مفتوحة ولا يوجد بينها واحد مسدود... مسدود!.

الطريق الأول أن أواصل مهنتي التي لا أتقن سواها ، أي الكتابة والصحافة ، وأقتنع بما تدره علي من دراهم ..والدراهم مراهم ، لكن ليس في حالتي أنا الفقير لله الغني عن سواه ، فما أجنيه طوال شهر يتبخر فوراً عندما يصل إلى جيبي ، ولا يجد الفرصة حتى للتمتع بدفء الجيب!.

أما لماذا يتبخر دخلي الشهري بسرعة البرق والضوء فذلك لأنني بطبعي مبذر، فتصوروا أنني أستهلك كيلو سمن حيواني في الشهر ثمنه يقارب العشرين ألف ليرة سورية ، ولتر زيت زيتون، و3 كيلو بندوة، وبعض الكماليات الأخرى ، أليس ذلك منتهى الإجرام بحق نفسي وراتبي المنكوب؟.

الطريق الثاني أن أهجر قلمي وأعتزل الكتابة وأدخل نادي رجال المال والأعمال ، والفرصة سانحة لكنه تحتاج إلى (شطارة ومهارة) وخفة يد ، وعادة نسمي اللص في بلدنا بأن "يده خفيفة"!.

وأصحاب الأيدي الخفيفة ناجحون جداً وأستطيع تقديم جدول كبير بأسمائهم، مع حفظ الألقاب،والغريب أن المواطن السوري يعرفهم أكثر مني ، فهم كما تقول أغنية (احترامي للحرامي) يحتلون الصف الأمامي!.

والطريق الثالث أن اعمل صياداً، ولا أقصد صياد طيور وغزلان وأسماك ، بل أصطاد فرص، لكنني وجدت صعوبة  بالغة في هذه المهنة ، فكلما وجدت فرصة سهلة الاصطياد اكتشفت أن صيادي الفرص قد سبقوني إليها بمعونة خبراء قدامى!.

الطريق الرابع أن ألعب كرة القدم ، أو أي رياضة تدر ذهباً وماساً ، لكن المشكلة أن القطار سبقني بمراحل ، فلو كنت منذ طفولتي قد تركت مقاعد الدراسة وتوجهت إلى الملاعب لكنت اليوم صديقا  لميسي وكريستانو رونالدو( أول ملياردير في عالم الرياضة ) أو عمر السومة على أقل تقدير.

ونظراً لأني ( قليل حيلة وفتيلة )  كما يقولون ولا أعرف أن أختار.. أترك لكم أن تختاروا لي واحداً من الطرق أعلاه ( كما يقولون في الكتب الرسمية ) وتخبروني ماذا أفعل قبل أن تجبرني نفسي الأمارة بالسوء على المشي في طريق لانهاية له أو أن أعود إلى الحارة السد ..و بانتظار آرائكم  وكي لا أوجع رؤوسكم ببقية الطرق التي أراها أمامي سأبقى بالانتظار لأعيش في سلام وأحلام!.

                                                المواطن عصام داري - ليمتد 

 

 

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.