تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

السعودية عندما تنفذ أهدافاً إسرائيلية!

                  

                                                                                                                                                         5/8/2013

 

منذ أكثر من عامين والإعلام السعودي يركّز على أن إيران هي العدو الأول للعرب والمسلمين ولاسيما في منطقة الخليج العربي. وعلى هذه القاعدة استمر هذا الإعلام في حشد كل الطاقات واستغلال كل الفرص والظروف للتصويب على الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسياساتها وكل ما تقوم به؛ صوّر الإعلام السعودي ومعه معظم الإعلام الخليجي، إيران على أنها الخطر الأكبر والداهم على هذه البلدان. وعليه كانت حرب إعلامية ودبلوماسية وسياسية شعواء لا تتوقف ولا تكلّ ولا تملّ، ولا تزال مستمرة.

وكان من الطبيعي أن تشمل هذه الحرب أصدقاء إيران في المنطقة؛ سورية وحزب الله في لبنان والعراق أيضاً. وفي هذا السياق، لم يبق ما يمكن للخليجيين بقيادة السعودية ما يمكن أن يفعلوه ويقوموا به إلا وفعلوه؛ حرب كاملة على سورية وحزب الله؛ بالمال والسلاح والإعلام والسياسة... الخ، وأحد أبرز فصولها ضم حزب الله لقائمة المنظمات الإرهابية، من قبل دول الخليج مع أن هذه الدول ليس لديها على هذه القائمة إلا حزب الله. وشملت هذه الحرب العراق أيضاً لأنه رفض الانضمام إلى هذه المعركة القذرة، ولذلك نجد كل يوم السيارات المفخخة والتفجيرات تقتل من العراقيين أكثر مما قتل الأمريكان!!

هل حقاً هذه الأطراف تهدد أمن الخليج؟ هل هي حقاً تهدد أمن الخليج أكثر من إسرائيل؟ هل هذه الأطراف عدوة لإسرائيل؟ بل أليست هذه الأطراف؛ إيران والعراق وسورية وحزب الله هي العدو الأول لإسرائيل؟ لم يعد سراً كل الحديث في هذه الأشياء ولم تعد الأمور بحاجة إلى كثير من التحليل والتأويل، لاسيما وأن الإعلام السعودي يقول كل الأشياء ويعلنها كما الحرب السعودية على سورية.

كنا قد أشرنا عدة مرات إلى أن إسرائيل أطلقت قبل أكثر من عامين حملة علاقات عامة دولية هدفها تشويه صورة إيران وجعلها العدو الأول في المنطقة بدل إسرائيل، وتلك الحملة لم تكن سرّية، بل أعلنت في كل وسائل الإعلام. وعندما تخوض إسرائيل الحرب ضد إيران، فهذا يعني منطقياً، أنها ستخوضها ضد أصدقاء إيران؛ أي المقاومة في لبنان وفلسطين وضد كل محور الممانعة، أي سورية وإيران والعراق أيضاً. فما الذي يجري حقيقة الآن؟

السعودية كانت استهلت حربها على أطراف المقاومة تحت مقولة مقاومة الهلال الشيعي، وكانت تلك كذبة كبيرة لأن سورية في ذلك الوقت كانت تقدم الدعم للمقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكي والمقاومة الفلسطينية في غزة ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومعروف انتماء هاتين المقاومتين.. وسورية لم تتوقف عن تقديم الدعم لمقاومة الاحتلال بأي شكل كانت ، ولكن حماس هي التي خرجت وخانت وخسرت بتحريض وأموال خليجية!!

وإذا نظرنا إلى الأجندة السعودية نجد أنها لا تختلف عن الأجندة الإسرائيلية، بل أشد وطأة منها، لأن ظلم ذوي القربى أشد مضاضة، ولأن السعودية تستخدم تأثيرها الكبير بسبب موقعها العربي ومركزها الإسلامي والنفطي، ولأن دول وأطراف المقاومة والممانعة لا تريد الرد وإيذاء الشعب السعودي الشقيق كما يمكنها الرد على إسرائيل العدو..

بالأمس، لم يكشف الرئيس بشار الأسد سراً، عندما أكد أن هذا الفكر الوهابي "هو أول من دق الإسفين بين العروبة والإسلام.. وأن هذا الفكر هو الذي نقل الصراع من عربي ـ إسرائيلي إلى عربي ـ عربي وأن أولئك قاموا بالاعتداء على رموز العروبة ومقاومة الاستعمار وضربهم والوقوف في وجههم وهاجموا الجيوش العربية كما يحصل الآن في سورية ومصر". أجل، لقد أصبح واضحاً لدى الجميع أن السعودية تقود حرباً قاسية غبية ظالمة على المشرق العربي، لكن ما ليس واضحاً، هو الأهداف والمكاسب التي ستحققها السعودية من هذه الحرب، لاسيما وأن كل الاحتمالات ترجّح خسارتها لها ودفعها ثمناً باهظاً لرهان بعض المتهورين من قادتها.

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.