تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

رحلة في سورية الحقيقية!!

                                                                                                                                                             12/8/2013

في اليومين الماضيين قمت بجولة قادتني إلى ثلاث محافظات سورية؛ أقول لكم إنني تحدثت مع الكثير من السوريين؛ في طرطوس تحدثتُ مع "شوام أكثر من الطراطسة.. وفي حمص كانت هناك عدة أحاديث من حماصنة وغيرهم، ما أريد قوله هو:

1ـ إن السوريين لا زالوا في معظمهم كما هم طيبون وطنيون ولا يريدون ما يحصل لهم ولوطنهم وهم يستعجلون العودة إلى الاستقرار وإلى الهدوء الذي كانوا ينعمون به!!

2ـ استفاق السوريون من هول الحرب الإعلامية وأدركوا أن المقصود هو تدميرهم وقتلهم، ولكن، وقع الذي وقع!!

بالأمس في العودة إلى دمشق، حيث أتيت متنقلاً، وحيث لا مجال للحجز إلا قبل يومين أو ثلاثة من كثرة الازدحام، كان ركاب الباص الذي انطلق من استراحة السلام في حمص، يمثلون سورية: كانوا من اللاذقية وجبلة وطرطوس ودمشق وحمص وحماة: على الأقل هذا ما استطعت أن اتعرّف عليه من الأسماء وممن تحدثت إليهم... وكذلك كانت الوجوه والأزياء التي ارتداها المواطنون تقول ما يؤيد ذلك..

عند حاجز للجيش العربي السوري قرب منطقة القطيفة؛ صعد الجندي ليتفقد البطاقات الشخصية للبحث عن مطلوبين. كان مهذباً جداً، قال معتذراً والابتسامة تدعم قوله: بعرف انكن وقّفتوا كتير وتعبانين، بس هًيْ الإجراءات منشان حمايتكن!!

اطلع على بطاقات الركاب ولم تفارق الابتسامة وجهه، ثم غادر الحافلة ومعه بعض البطاقات للتدقيق فيها!

كان طفل لا يتجاوز الثلاثة أعوام يسير في الممر بين مقاعد الباص، وهو يبكي!!

وبعد دقائق، عندما عاد الجندي وهو ينادي أصحاب البطاقات لاستلامها، تقدمت سيدة وأمسكت يد الطفل ونادت الجندي، قبل أن يهمّ بالنزول من الباص واتجهتْ نحوه:

زكاتك يا خالتي بس لحظة،

توقف الجندي، اقتربت السيدة منه أكثر، وهي مبتسمة وهو ينتظر ما ستقوله له:

الله يحمكين، الزغير عم يبكي بدو يسلّم عليك!!

انحنى الجندي واقترب من الطفل الذي رفع يده الصغيرة مؤدياً التحية العسكرية للجندي!!

أخذه الجندي بين ذراعيه وقبّله والاثنان يبتسمان،

ثم قال وهو يغادر الباص؛ توصلوا بالسلامة!!

حملت المرأة الصغير وعادت إلى مقعدها والابتسامة على وجهه!

**

لم نتعرّض لأي مضايقة طوال الرحلة ذهاباً أو إياباً.. كان الخوف أكبر في اليوم الأول. كان الوهم أكبر! كان الإعلام السيء يحشي الرؤوس بالخوف ورائحة الدم!!

لو يتوقف الإعلام عن التحريض ونشر الرعب والخوف وتضخيم الأمور وبث أوامر القتل والتعذيب والموت القادم من الخارج!!

لو يتوقف العالم عن إرسال السلاح والمسلحين والأغبياء، ويرسل بدل ذلك الدواء أو السلام أو؛ لا شيء!!

لو يُترك السوريون وشأنهم شهراً واحداً فإن سورية ستعود إلى طبيعتها بأسرع مما تتصورون، ويتخيّل الكثيرون!!

أنا أكثر إيماناً بأن سورية ستحتفل بالنصر وبوحدة شعبها وبإزالة كل الأورام التي حدثت وغسل كل الأوساخ التي علقت، وأن هذا اليوم ليس ببعيد!!

رحلة الأمس كانت رحلة ممتعة، علّمتني أشياء كثيرة؛

 كانت رحلة الأمل في سورية الحقيقية!!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.