تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

العالم ينتظر قلب الشرق الأوسط!!

مصدر الصورة
SNS

                           

                                                                                                       13/8/2013

 

قبل أكثر من ثلاثين شهراً كانت المخططات الغربية والإقليمية وبعض العربية تتحضر للخروج من الأدراج بشأن بدء الحرب المقبلة في سورية!! كانت السيناريوهات قد أعدّت بإحكام ودقّة؛ كلها بنيت على النصر السريع والحاسم في المعركة؛ كانت التحضيرات كثيرة ومتعددة وأهم جوانبها الحرب الإعلامية والنفسية وتشويه الوعي السوري. لم يفترض المخططون الغربيون والإقليميون والعرب حصول أي إمكانية للخسارة. ولذلك كان السيناريو الحربي يقوم على قاعدة النصر المؤكد وتوزيع الغنائم السورية بعد ذلك؛ من أردوغان تركيا إلى حمَدي قطر إلى أوباما الولايات المتحدة والفرنسيين والإنكليز والسعوديين وبعض اللبنانيين إلى آخر قائمة المشاركين في هذه الحرب الإجرامية القذرة.

انتهت كل المُهل التي ضُربت لسقوط الدولة السورية ولم تسقط؛ انتهت كل الحجج والأسباب التي قدّمت لجعل حلفاء سورية يغيّرون مواقفهم ولم يغّيروا هذه المواقف؛ انتهت كل المهل والشعب العربي السوري لم يستسلم، والجيش العربي السوري لم يتراجع ولم يهزم؛ انتهت كل أشكال التخويف والتهديد وأساليب الوعيد والقيادة السورية لم تستسلم ولم ترضخ ولم تبالِ؛ تحمّل السوريون وجيشهم وقيادتهم كل أنواع الضغوط والحروب؛ النفسية والاجتماعية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والحصار والعقوبات والتهديدات والكذب والنفاق والتلفيق والتزوير... وصمدوا!!

وبعد هذا الصمود التاريخي الفريد والنادر والأسطوري، بدأ السوريون بكل أطيافهم يخرجون من هول الحرب والصدمة، ويستعيدون المبادرة. هل تعلمون كيف؟ إليكم بعض الأمثلة؛ عندما يكون في مدينة طرطوس الصغيرة أكثر من نصف سكانها من حلب وادلب، فهذا يعني أن السوريين يدركون أهمية الوحدة الوطنية التي يراهن على تدميرها العدو، ويعني أن تمرير المشروع الطائفي قد فشل؛ وعندما يتمكن الأهل في أريحا والرقة من مؤازرة الجيش العربي السوري والانضمام إلى فرق الدفاع الوطني لطرد المسلحين، فهذا يعني أن الإعلام المعادي فشل في تشويه الحقائق، أو على الأقل، فشل في الاستمرار في تشويه الحقائق، وأن الشعب السوري ليس كما يصوّرون أو يتبدى لهم؛ وعندما تبدأ الدول الكبرى والإقليمية المشاركة في الحرب بتغيير مواقفها، والبحث عن مخرج يحفظ ماء وجهها المقيت، فليس ذلك محبّة طارئة للسوريين، وإنما لتأمين طريق العودة بسلام!!

كنت دائماً أؤمن أن قوة المرء تأتي من داخله، وكذلك قوة الشركات وقوة الدول، وقوة الشمس، وقوة الرواية الخالدة التي تبقي خلودها أيضاً... الخ، وقد أثبتت الحرب على سورية أن قوة سورية الذاتية هي العامل الأول في الصمود والانتصار. نعم للأصدقاء والحلفاء دور كبير ومهم، ولكن لو لم تصمد سورية من ذاتها، أولاً، فماذا كان سيفعل هؤلاء ومن سيساندون. كانت سورية وما زالت تراهن على الدينامية الذاتية لسورية وللسوريين؛ السوريون يولّدون قدرة ذاتية ـ طاقة ذاتية ـ على التكيف والعيش والبقاء وبالتالي الصمود والخلود، كما الشمس!!

قبل عامين كنت متفائلاً بالنصر رغم كل مظاهر الهزيمة وأخبارها.. وقبل عام كنت متفائلاً بالنصر رغم كل الضغوط والتحولات والتهويل وحجم الأعداء وجبروتهم وقبحهم ونازيتهم! والآن أكثر تفاؤلاً لأن كلّ ذلك أصبح وراء سورية وأصدقاءها وحلفاءها، ولأن ـ وهذا هو المهم والأهم ـ السوريين استفاقوا من الصدمة الهائلة التي وجهها عليهم نصف العالم، وبدأوا يسطرّون أروع الملاحم البطولية.

لم يخطئ، ابن لواء الاسكندرون السليب، الشاعر الراحل سليمان العيسى عندما قال قبل سنوات وكأنه يتحدث عما يجري الآن:

افتح جناحيك يا تشرين مدهما‏‏

على الرياح..  وخل الأرض تستعر‏‏

ودمّر « الكذبة الصفراء» دمرها‏‏

هذا القناع.  فما يبقي ولا يذر‏‏

قل للهزيمة.. قل لليل: موعدنا‏‏

على التلال . وتدري من سيندحر.‏‏

أجل تشرين قادم وسينجلي الوضع في سورية بانتصار مبين وحاسم للجيش العربي السوري وللسوريين وقيادتهم ولكل من وقف معهم، وبفضح كذبة الثورة التي لفّقها الغرب وصدّقها الجاهلون وحمل رايتها المنافقون وأتباعهم! بدأ هؤلاء الأغبياء يتحسبون للنصر السوري ويخشونه، وبدأوا رحلة البحث عن مخرج؛ لقد أماطت سورية القناع عن وجوههم البشعة المقرفة. إنها سورية أم الحضارات ومهد اللغات ومهد الزراعة ومهد الفكر ومهد الديانات... إنها دمشق عاصمة بلاد الشام؛ بلد الأمن والأمان كما قال عنها رسول الله الكريم!!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.