تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

"صوّتواللجرذ": عنوان للاّأخلاقيةفي الانتخابات الأمريكية

مصدر الصورة
sns - وكالات

 

محطة أخبار سورية

على مسافة أسبوعين من الانتخابات التشريعية الأمريكية، يبلغ التنافس أشده بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة على مقاعد مجلس النواب وجزء من مقاعد مجلس الشيوخ وكذلك جزء من مناصب حكام الولايات، ويصل حدّ الانسياق في منزلقات العنصرية واللاأخلاقية تطبيقا لأقصى درجات البراغماتية على الطريقة الأمريكية التي تبرّر فيها الغايةُ الوسيلةَ وإن كانت قذرة.

 

وضمن الوسائل القذرة يمكن تصنيف ملصق عنصري اعتمده خصوم للرئيس الأمريكي باراك أوباما في دعاية مضادة له، وهو الذي يعاني أصلا من تراجع شعبيته بحكم الظرف الاقتصادي وعجزه عن الإيفاء بوعود انتخابية كبيرة كان قطعها على نفسه في حملته للفوز بالرئاسة.

 

والملصق الذي احتلّ لافتة بارزة عند تقاطع طرق في بلدة غراند جانكشن في ولاية كولورادو غربي الولايات المتحدة عبارة عن رسم كاريكاتوري ضخم يصور الرئيس الأمريكي باراك اوباما في اربع شخصيات هي "انتحاري اسلامي" و"شاذ جنسيا" و"رجل عصابات مكسيكي" و"زعيم مافيا".

 

وحمل الملصق في أعلاه عبارة بالانجليزية تقول "صوتوا للديمقراطيين"، لكن بطريقة تجعلها مقروءة على النحو التالي:"صوتوا للجرذ" "Vote démoc.. rat".

 

ورغم الشحنة العالية من اللاأخلاقية في الملصق والتي جعلت ألد الخصوم السياسيين لأوباما يتبرؤون منه على غرار تشاك بابست المسؤول الجمهوري في غراند جانكشن الذي وصفه بـ"المستهجن وينم عن عدم احترام"، فإن محتواه يؤكد أنه ملصق مسيس بامتياز ويعكس بالفعل مواقف بعض الأمريكيين من أوباما والقائمة على منازع عنصرية، حيث يوجد داخل المجتمع الأمريكي من لم يستطع إلى آن هضم فكرة أن يكون للولايات المتحدة رئيس من أصول سوداء، وأكثر من ذلك يحمل ضمن اسمه الثلاثي اسما اسلاميا "حسين".

 

ويحيل الملصق على هذين المعطيين من خلال تضخيم ملامح "الزنوجة" والمظهر الإسلامي في رسم صورة الرئيس أوباما.

 

ورغم أن الرئيس الأمريكي لم يبد في سياساته الداخلية والخارجية أي تأثر بأصوله حيث لم تبتعد تلك السياسات عن النهج الأمريكي العام –مثلا لجهة الانحياز لإسرائيل على حساب القضايا العربية- فإن تلك الأصول ما تزال، وقد بلغ منتصف ولايته، مقياسا لدى بعض مواطنيه لتقييم نتائج الفترة المنقضية من حكمه وتفسير الفشل حتى على صعيد اقتصادي بكون الرئيس "أسودَ" و"مسلمًا".

 

يذكر أن الملصق رسمه شخص يدعى بول سنوفر، وفق ما أوردته وكالة فرانس برس، وهو ناشط في حركة "حفلة الشاي" المعروفة بميولها العنصرية. وقد تستر رجل الأعمال مالك المكان الذي علق فيه الملصق على اسم من استأجر منه المكان للتعليق، لكن المعروف أن مقاطعة ميسا حيث تقع مدينة غراند جانكشن تقع ضمن مناطق التأثير السياسي للجمهوريين وخصوصا المحافظين منهم.

 

وما يفتأ الحزب الجمهوري الأمريكي ينحو بشكل غير مسبوق نحو أقصى اليمين ويتحول إلى قلعة للعنصريين والمتطرفين مع سيطرة المحافظين الجدد عليه وقد خرّج رموزا تجاوزوا مجرد رفع الشعارات العنصرية إلى ممارسة السياسة بشكل احتيالي وإجرامي على غرار تلفيق أدلة وهمية بشأن امتلاك دولة لأسلحة دمار شامل لشن حرب مدمرة ثقيلة النتائج والتبعات وهو ما حدث بالضبط للعراق في عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش وأبرز مساعديه نائبه ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.