محطة أخبار سورية
لمْ يكتف تنظيم القاعدة بـ"خرق" القانون والنظام وتخريب السلم الأهلي في محافظة ديالى، بل وعمد أيضا إلى "خرق" تعاليم الدين الإسلامي وأعراف المجتمع عندما جسد شخصية "زهرة" في المسلسل التلفزيوني الذي عرض خلال رمضان الماضي، على أرض الواقع في مجتمع محافظ كذلك الموجود في ديالى، مخلفاً "ضحايا" جددا يضافون لآلاف الذين خلفهم هناك وسط "استياء" شعبي بالغ.
وكشفت ناشطة نسوية أن عشرات النسوة في المحافظة "متورطات بقضية تعدد الأزواج في ديالى مع ارتفاع نسبة الطلاق خلال العام الجاري"، في حين حذرت شخصيات قانونية وعشائرية من تكرار "ظاهرة زهرة" في المجتمع العراقي، مطالبين بفرض "أقصى العقوبات" بحق النساء المتورطات في هذه القضية.
وقالت ورئيسة منظمة زمن المرأة، الناشطة النسوية زمن العبيدي، إن آخر إحصائية أجرتها المنظمة عن عدد الأرامل وحالات الطلاق في محافظة ديالى "أظهرت وجود 850 ألف أرملة فضلا ووصول نسبة الطلاق إلى 35% خلال عام 2010 الجاري".مشيرة إلى أن الذي "يثير الأسى والاستغراب تورط عدد من النسوة بحالات تعدد الأزواج لاسيما في المناطق التي كانت تخضع لسيطرة تنظيم القاعدة ومنها جنوب بهرز (5 كم جنوب مدينة بعقوبة".
وأضافت أن عناصر تنظيم القاعدة "أجبروا العديد من النسوة المتزوجات على الزواج من عناصر التنظيم بالإكراه برغم عدم طلاقهن من الزوج الأول ما يعد جريمة يحاسب عليها القانون".واصفة واقع المرأة في ديالى بأنه "مأساوي لعدم إناطة أي مسؤولية ضمن السلطة التنفيذية للملاكات النسوية مع حصر مهمة إدارة دوائر المحافظة كافة بالرجال بما في ذلك دائرة المرأة التي أنيطت مسؤوليتها إلى اثنين من الموظفين المحالين إلى هيئة النزاهة برغم وجود الكثير من الكفاءات النسوية المؤهلة".من جانبه قال المشاور القانوني علي السعدي إن قضية تعدد الأزواج بالنسبة للنساء "جريمة كبرى".مضيفا أن القانون العراقي "واضح وصريح بشأن قضية تعدد الأزواج من خلال إحالة المتهمة إلى محكمة الجنايات بتهمة الاحتيال والحكم عليها بالسجن لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات ولا تزيد عن سبع".إلى ذلك حذر الشيخ عامر علي من وجهاء ديالى، من "ظهور زهرة أخرى في المجتمع العراقي"، في إشارة للمسلسل المصري "زهرة وأزواجها الخمسة" الذي عرض في شهر رمضان الماضي، الذي يتناول قصة امرأة متورطة بالزواج بأكثر من شخص في آن معا.
وقال علي لوكالة (أصوات العراق) إن الاعتقاد السائد بشأن هذا المسلسل هو أنه "من وحي خيال المؤلف ولا يمكن أن يحدث في المجتمع العراقي"، مستدركا "لكن توارد الأنباء عن تورط عدد من العوائل بتزويج بناتها لأكثر من شخص دون إبلاغ الأجهزة المختصة أعاد للأذهان موضوع المسلسل". وطالب علي السلطات القضائية بضرورة "اتخاذ أقصى العقوبات بحق النساء المتورطات بهذه الجريمة لمنع تكرارها في المحافظة”.
