أكدت مداولات المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني الذي بدأ أعماله، امس الأول الأحد، وسيستمر حتى السبت المقبل، أن الخط السياسي الذي ستتبعه البلاد في المرحلة المقبلة هو الاستقرار والاستمرار، لا التغيير، فيما أعلن الحزب، امس الاثنين، أن الحملة الوطنية لمكافحة الفساد التي تبناها الرئيس شي جين بينغ، منذ عقد من الزمان، ستستمر، وأشار إلى أن التحقيقات طالت 5 ملايين عضو في الحزب على خلفية الفساد خلال العقد المنصرم.
لا تغيير
الخط الذي يسود حالياً في مناقشات المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني، هو التركيز على الاستقرار مع الاستمرار، لا البحث عن التغيير.وذلك ما أكده الرئيس شي في خطابه الافتتاحي، امس الأول الأحد. وطالب شي الحزب ومواطنيه بالوحدة والالتفاف حول قيادته، في تذكير بأنه منذ توليه المنصب الأول في البلاد قبل عشر سنوات، أعاد بعث الصين، داخلياً وخارجياً، وتعهدت القيادة باستخدام القوة العسكرية لكبح جماح أي تمرد(شينجيانج)، أو فوضى(هونغ كونغ)، أو انفصال(تايوان)، في الوقت نفسه أصبحت الدبلوماسية الصينية أكثر بروزاً على المستوى الدولي، مع التشديد القوي على أن الصين لن تخضع لأي تنمّر من الولايات المتحدة، أو غيرها. وقال ويلي لام، الخبير في الشؤون الصينية والمحلل في مركز جيمستاون ومقره في هونغ كونغ، إن شي في كلمته الافتتاحية أمام المؤتمر، أكد أن الصين ستمشي على نهجها الخاص في التحديث والتطوير الذي يتواءم مع القيم الاشتراكية، وانها لن تستورد أي معايير، أو مقاييس بشأن أسلوب الحكم من الخارج، أو من تجارب دول أخرى. وأضاف لام أنه من المبكر التحدث عن أي ملامح، إلا بعد انتهاء المؤتمر والكشف عن الأعضاء السبعة الجدد للجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب. وقال عندها فقط يمكن أن تتوفر لدينا مفاتيح ومؤشرات على مستقبل الرئيس شي، واتجاه السياسة.
مكافحة الفساد
قال الحزب الشيوعي الصيني، امس الاثنين، إنه أجرى تحقيقات حول 5 ملايين عضو في الحزب على خلفية الفساد في السنوات العشر الأخيرة، ووجهت اتهامات جنائية إلى 553 شخصاً، أحيلوا إلى المحاكم. وتبلغ عضوية الحزب حالياً 96 مليون نسمة، وللحزب نظام إدارة داخلي، يعمل بمزيج من الثواب والعقاب، فأعضاء الحزب يتمتعون ببعض الامتيازات، وفي الوقت نفسه يواجهون خطر أشد وأقسى وأقصى العقوبات إذا ثبت اتهامهم بتلقي الرشوة، أو التربّح من الوظيفة، أو إساءة استغلال المنصب.
وعلى هامش مؤتمر الحزب، قال شياو بيي، نائب رئيس لجنة الحزب للانضباط والتفتيش، امس الاثنين، إن 207 آلاف مسؤول في الحزب تلقوا شكلاً من أشكال العقاب في الأعوام العشرة الأخيرة. وأوضح أن أغلبية هؤلاء المسؤولين المعاقبين تم التعرف إليهم من خلال تحقيقات ضد الفساد، وأنهم كانوا يمارسون أشكالاً من الفساد لوقت طويل. وأضاف أن 11 في المئة من الرقم يمثلون مسؤولين ارتكبوا أول مخالفة لهم خلال الأعوام الخمسة الماضية.
وأكد شياو، أن انتشار الفساد الذي كان على نطاق واسع تم كبحه تماماً. وأضاف أن السياسات الموجهة والضغط الشديد أقنعا 80 ألف مسؤول من أعضاء الحزب بالاعتراف طوعاً بأي مخالفة ارتكبوها خلال الأعوام الخمسة الماضية.
يذكر أن الحملة الوطنية لمكافحة الفساد تحظى بقبول شعبي واسع زاد من تأييد الزعيم شي جين بينغ. ولا توفر التحقيقات أحداً مهما كان منصبه. وفي الشهر الماضي صدرت أحكام بالإعدام على نائب وزير الشؤون العامة السابق، ووزير العدل السابق، بعد إدانتهما بأخذ الرشى وغيرها من الاتهامات.
