تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تدخلات واشنطن تكلف الاقتصاد العالمي أثماناً باهظة

مصدر الصورة
عن الانترنيت

يحفل تاريخ الولايات المتحدة بمواظبة دائمة من إداراتها المتعاقبة على تأجيج النزاعات وخلق ذرائع للتدخل بشؤون الدول في محاولة منها لتحقيق مكاسب سياسية وتكريس مبدأ الأحادية القطبية.

غير أن هذه التدخلات والتي كان آخرها تأجيج الوضع في منطقة دونباس جنوب شرق أوكرانيا تلقي بظلالها القاتمة وتداعياتها السلبية على الاقتصاد العالمي في ضوء عدم مبالاة واشنطن بالخسائر التي لم يسلم منها اقتصادها.

فما أن أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدء العملية العسكرية لحماية سكان إقليم دونباس ووقف تدخلات حلف شمال الأطلسي وتمدده نحو الحدود الروسية بما يهدد الأمن القومي لروسيا الاتحادية حتى ضبط العالم إيقاع ساعته السياسية والاقتصادية على وقع التطورات الحاصلة في أوكرانيا.

ففي الوقت الذي حذر فيه بنك “جيه بي مورغان” الأمريكي من أن أي تعطيل لتدفقات النفط من روسيا سيؤدي إلى ارتفاع سعر برميل النفط ووصوله إلى 120 دولاراً أوردت شبكة “سي إن إن” الأمريكية تحليلاً أجراه خبراء من شركة الاستشارات الدولية “ار ام اس” أظهر أن التصعيد في منطقة دونباس سيهدد الاقتصاد الأمريكي بارتفاع معدلات التضخم إلى مستوى يعد الأعلى منذ عام 1981.

ويرى خبير شركة الاستشارات الدولية جو بروسيلاس أن تدخل واشنطن في تأجيج الوضع في دونباس سيجعلها مهددة بحدوث تضخم لم تشهده منذ 41 عاماً حيث سترتفع أسعار النفط إلى مستوى 110 دولارات للبرميل موضحاً أن ارتفاع أسعار النفط بنسبة 20 بالمئة سيرفع أسعار المستهلك في الولايات المتحدة بمقدار 2.8 بالمئة على مدار الـ12 شهراً القادمة ما سيؤدي بدوره إلى رفع التضخم فوق عتبة 10 بالمئة بحيث تصبح  تدفئة المنزل وتعبئة البنزين في السيارة أكثر تكلفة ما سيعرض ثقة المستهلك لصدمة إضافة إلى تراجع استثمارات الشركات.

ولن تكون الولايات المتحدة الأمريكية هي الوحيدة المتأثرة بالصراع في منطقة دونباس حيث سيدفع العالم الفاتورة الاقتصادية ولاسيما الدول الأوروبية وستنعكس التداعيات على  الاقتصاد العالمي بمختلف قطاعاته كالنفط والقمح والغاز والمعادن وغيرها.

فعلى صعيد قطاع الحبوب سجلت أسعارها مستويات قياسية في جلسات التداول الأوروبية حيث بلغ سعر طن القمح 344 يورو للطن لدى مجموعة يورو تكست التي تدير عدداً من البورصات الأوروبية ما أثار مخاوف الدول المستوردة ولاسيما أن روسيا وأوكرانيا تعدان من الدول ذات الريادة في هذا القطاع.

وقطاع النفط لم يكن أفضل حالاً من الحبوب حيث تجاوز خام برنت 105 دولارات للبرميل وهو الأول مرة منذ عام 2014 وذلك بعد ساعات من بدء العملية العسكرية الروسية وفقاً لوكالة رويترز.

وصعدت أسعار خام برنت 8.24 دولارات أو 8.5 بالمئة إلى 105.08 دولارات للبرميل فيما زادت أسعار خام غرب تكساس الوسيط 7.78 دولارات أو 8.5 بالمئة إلى 99.88 دولاراً للبرميل وسط تراجع حاد في أسواق البورصة العالمية.

أما على صعيد المعادن فقفزت أسعار الذهب أمس بأكثر من اثنين بالمئة إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من عام حيث ارتفع الذهب في المعاملات الفورية1.7 بالمئة إلى 1939.7 دولاراً للأوقية بعد بلوغ أعلى مستوياته منذ شهر كانون الثاني الماضي فيما زادت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 1.8 بالمئة إلى 1943.90 دولاراً للأوقية وفقاً لوكالة رويترز.

وبالنسبة للعملات النفيسة الأخرى زادت الفضة في المعاملات الفورية 2.1  بالمئة الى 25.03 دولارا للأوقية وارتفع البلاتين واحدا بالمئة إلى 1102.43 دولار للأوقية في حين صعد البلاديوم1.3 بالمئة إلى2514.54  دولارا للأوقية.

وارتفع سعر الألمنيوم إلى 3382.50 دولاراً للطن متجاوزاً المستوى القياسي السابق البالغ 3380.15 دولاراً والذي سجله في تموز عام 2008 خلال الأزمة المالية العالمي.

“نرى اضطرابا أكبر في السوق”، بهذه الكلمات عبر المتخصص في المواد الأولية لدى مصرف اي ان جي الهولندي وارن باترسون عن تخوفه إزاء المرحلة المقبلة حيث قال: “سنرى في الأيام القادمة إضراباً أكبر في السوق بعد أن سبق لأطراف عدة مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إعلان عقوبات على روسيا في الأيام المقبلة مع تصاعد التوتر الحاصل بشأن كييف”.

فهمي الشعراوي وعلاء كوسا

مصدر الخبر
SANA

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.