شرعت سلطنة عمان في ترجمة تطلعاتها إلى تنظيف قطاع الطيران من خلال عقد شراكة لإنتاج الوقود المستدام بما يدعم جهودها نحو الحياد الكربوني.
ووقَّعت هيئة الطيران المدني مذكرة تعاون مشتركة مع مجموعة أوكيو وشركة سكاي أنيرجي على هامش منتدى دعم الابتكار في مجال استخدام وقود الطيران المستدام منخفض الكربون والطاقات النظيفة في قطاع الطيران المدني في مسقط.
وبموجب الاتفاق ستتم دراسة وتطوير منشأة لتصنيع وقود الطيران المستدام في سلطنة عُمان، في مشروع يعد الأول من نوعه في البلاد لتواكب بذلك ما تقوم به جارتها الإمارات.
وستقوم الأطراف الموقعة بتحديد الممكنات الأساسية اللازمة لإنشاء وحدة في هذا المجال وبناء القدرات عبر الاستفادة من الخبرات العالمية. كما تنص مذكرة التعاون على بحث التقنيات المستخدمة في تصنيع وقود الطيران الأخضر المستدام.
ويعكس التعاون الإستراتيجي الرؤية المشتركة حتى تقوم مسقط بدور حيوي في إنتاج واستخدام الوقود الأخضر عبر تنفيذ خطط تهدف إلى تحقيق الحياد الصفري بحلول 2050، ما يسمح بتقييم أفضل الطرق لتعزيز الاقتصاد الأخضر.
نايف العبري: نعمل على تعزيز جهودنا للحد من آثار أنشطة الطيران
ونسبت وكالة الأنباء العمانية الرسمية إلى نايف العبري رئيس هيئة الطيران المدني قوله إن “الهيئة تعمل على تعزيز الجهود المبذولة للحد من الآثار البيئية لأنشطة الطيران المدني وفقًا لقانون الطيران المدني الصادر في 2019”.
ولم يذكر العبري موعدا محددا لتشييد المنشأة المخصصة لإنتاج الوقود المستدام للطائرات أو حجم الاستثمارات التقديرية لذلك.
ومنح المرسوم للهيئة صلاحية إصدار اللوائح الخاصة بحماية البيئة من آثار أنشطة النقل الجوي التجاري استنادا إلى المعايير الدولية والتشريعات المعمول بها في السلطنة بالتنسيق مع الجهات المعنية.
وتدعم منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) استخدام الوقود المستدام باعتباره أولوية قصوى لخفض انبعاثات الكربون.
وتسعى المنظمة لتعزيز حماية بيئة الطيران المدني الدولي من خلال رفع مستوى الوعي حول التدابير التي يمكن اتخاذها لخفض انبعاثات الطيران الدولي بما فيها استخدام وقود طيران مستدام.
وترى أن ذلك سيدفع قطاع الطيران إلى مستقبل منخفض الكربون، والذي من شأنه أن يجعل الصناعة تقطع شوطا كبيرا في تحقيق الأهداف المرجوة.
وقال نائب الرئيس لقطاع الطاقة البديلة بمجموعة أوكيو إن الخطوة تعكس مواصلة استكشاف إمكانات بلاده الواعدة في مجال الوقود الأخضر خاصةً في ما يتعلق بإمكانية إنتاج وقود الطيران المستدام.
وأكد أن ذلك سيسهم في تقليل انبعاثات الكربون الناتجة عن صناعة الطيران على المديين المتوسط والطويل، والذي يتواءم مع خطط الحكومة للوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2050 ووضع سلطنة عُمان كمركز عالمي للصناعات الخضراء.
ولدى معظم الخبراء قناعة بأن مسح القطاع البصمة الكربونية لصناعة الطيران يبدو مليئا بالتحديات قبل الوصول إلى الهدف حيث يتطلب وقتا أطول بالنظر إلى العديد من المحددات التي سترسم هذا الاتجاه.
ويواجه قطاع الملاحة الجوية معضلة صعبة لمراعاة البيئة، حيث يخوض محللون منذ فترة نقاشات حول ما إذا بإمكان الشركات المواءمة بين تسيير المزيد من الرحلات وخفض الانبعاثات الناتجة عن أساطيلها للمساهمة في الجهود الدولية لحماية المناخ.
وأوضح مدير عام الوقود المستقبلي بشركة سكاي أنيرجي أن الشراكة تعكس الجهود التي تبذلها هيئة الطيران المدني ومجموعة أوكيو لتعزيز الوقود الأخضر في سلطنة عُمان وقال إن شركته ملتزمة “بدعم هذه الجهود وتسخير إمكانياتها وخبراتها في مجال وقود الطيران المستدام عالميا”.
